هل تشي مغادرة الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه برّي ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي في سيارة الرئاسة الأولى إلى قصر بعبدا بعد انتهاء العرض العسكري لمناسبة الاستقلال (الإثنين)، بإمكانية حلحلة الأزملات المعقدة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون؟ مراقبون سياسيون يرون أنها ربما تكون مدخلا إلى تذليل العقبات أمام عودة الحكومة إلى الالتئام بعدما شلها «حزب الله» أو «الثنائي الشيعي» بشكل كامل قبل أن تبلغ من العمر شهراً. فهذا اللقاء هو الأول الذي يجمع ليس فقط الرؤساء الثلاثة بعد تشكيل الحكومة، بل هو الأول أيضا الذي يجمع عون وبري بعد حرب البيانات بين بعبدا وعين التينة والتي استخدمت فيها كل المصطلحات غير اللائقة في التخاطب بين الرئاسات على خلفية تحقيقات جريمة تفجير مرفأ بيروت. ووفقا لمصادر «عكاظ»، فإن بري قطع خلال هذا اللقاء وعوداً مفادها بأنه سيعمل على حل الأزمة مع «حزب الله» في ما يتعلق بالتحقيقات والقاضي طارق البيطار، ومع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في ما يتعلق باستقالة جورج قرداحي. وأفادت المصادر بأن رئيس مجلس النواب قدم وعودا ولكنه لم يكن متمكنا من حسم نتائجها خلال اللقاء، مؤكدة أنه أبلغ ميقاتي وعون أنه سيطلعهما على المستجدات بعد عودة كل منهما من زيارته، ميقاتي من الفاتيكان وعون من قطر. وقالت المصادر: إذا عدنا إلى كلام نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، بأنه لا عودة إلى الحكومة قبل حل قضيتي البيطار وقرداحي، في معرض رده على كلام ميقاتي قبل أيام أنه سيدعو مجلس الوزراء للانعقاد. وإذا قرأنا الدعوة التي وجهها ميقاتي يوم الاستقلال إلى حزب الله «للتنازل» دون أن يسميه بعد اللقاء الثلاثي المذكور من بهو بعبدا يؤكد أن لا تقدما قد يحصل في قادم الأيام، ومما قاله ميقاتي في دعوته المبطنة للحزب: «إنه لولا تنازل الرئيس بشارة الخوري وتنازل الرئيس رياض الصلح عن خصوصيتهما لما حصل التوافق على الميثاق الوطني الذي أدى إلى الاستقلال».