بحثًا ولهاثا خلف المتابعين والشهرة وجذب الأضواء، اعتقد بعض من يطلق عليهم «المشاهير» أنهم فوق القانون ونسوا أن الجميع سواسية امام حكم النظام والقانون وأن من يخطئ أو يتجاوز يجد العقوبة ومن يتلاعب يُجازى بالقانون. ووضع اللهاث وملاحقة المتابعين والرغبة في حشد المعجبين والمعجبات عددا من «مشاهير المنصات» في ورطات قانونية بعدما تجاوزت تصرفاتهم حدود العقل والقانون بأفعال وأقوال لا مبرر لها وغير مقبولة، كالمبالغة في تجميل ما يعرضونه، وادعاء المصداقية اعتمادا على القسم والإيمان المغلظة بهدف جمع أكبر عدد من المتابعين، وتحقيق القدر الأكبر من المكاسب المادية، والوصول للثراء السريع الذي تحقق لغالبيتهم، في حين لم يتحقق لهم الوعي بخطورة ما يبثونه وتبعاته على المجتمع فلا سقف يحد تصرفاتهم ولا حدود لأفعالهم. فخرج هؤلاء إلى اللا معقول للبحث عما يعرف ب«الشو»، ما جعلهم لا يعون أن نشر الشائعات وتزييف الأحداث يستوجب المساءلة، لاسيما أن المتابعين صغار في السن يميلون للتقليد والمحاكاة، وكبار قد ينخدعون بظواهر الأمور، ويصدقون أقوال «المشاهير» عن حسن نية وينشرونها، ما قد يعكس صورة مغلوطة بأن القانون يتساهل معهم وأن العقاب الرادع يتجاوزهم. «المرئي والمسموع»: 3 ملايين ريال.. غرامات أكدت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أنها أصدرت عقوبات يصل مجموعها إلى أكثر من 3 ملايين ريال بحق عدد من مشاهير التواصل الاجتماعي وأشخاص آخرين لمخالفتهم الإجراءات الاحترازية ونظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية. كما ضبطت 14 من المشاهير بين مواطنين ومقيمين، خالفوا نظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية، إضافة إلى ضبط مجموعة تجارية، وصدر بحق مالكها غرامة بلغت قيمتها 400 ألف ريال. كما صدرت بحق 12 شخصا مخالفات تراوح بين 50 و300 ألف ريال، وهم 7 من المقيمين و5 من المواطنين، وتضمنت المخالفات المرصودة، دعوة للتصوير والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم التصوير والنشر بشكل فعلي في وسائل التواصل الاجتماعي. استدعاء مشهور ادعى ابتزازه بيّن المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة القصيم، أن الجهات الأمنية استدعت مواطناً ادعى في مقطع فيديو قام بتوثيقه ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرضه لجريمة ابتزاز من أحد الأشخاص مقابل مبلغ مالي، وبمباشرة إجراءات الاستدلال الأولية أقرَّ بعدم صحة ادعائه وأن الحادثة مفتعلة، بهدف الترويج لحسابه، واتخذت بحقه الإجراءات النظامية الأولية، وإحالته إلى فرع النيابة العامة. مشهور يهاجم الصحة أكد المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة القصيم المقدم بدر السحيباني، أن الجهات الأمنية قبضت على مواطنٍ في العقد الرابع من العمر، بعد بثه مقطعاً مصوراً على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، يتهم فيه إحدى المؤسسات الصحية باتباع طرق خاطئة في علاج المرضى، وعدم جدوى الأدوية التي تستخدم فيها، وأن ما يقدم من أدوية يعرض حياة المريض لمضاعفات خطيرة، وجرى إيقافه واتخذت بحقه الإجراءات النظامية الأولية، وإحالته إلى فرع النيابة العامة. مشهوران يضللان المستهلكين عاقبت وزارة التجارة مشهورين في «السناب» بغرامة 200 ألف ريال سعودي مع منعهما من الترويج الإلكتروني لمدة شهرين، لمخالفتهما قواعد نظام التجارة الإلكترونية بخداع وتضليل المستهلكين عبر ادعاءات مضللة، عبر إعلان مخالف ظهر خلاله التاجر في مقابلة مع المعلن بهدف الترويج لمنتج قهوة فيما تلقى التاجر غرامة مالية قدرها 300 ألف ريال، فضلا عن إيقافه عن مزاولة التجارة الإلكترونية لمدة شهرين. .. وآخر يثير النعرات القبلية أكدت النيابة العامة بمنطقة تبوك إحالة أحد المشاهير إلى السجن العام بعد ثبوت إدانته في إثارة النعرات القبلية والإساءة إلى شيوخ وأعيان إحدى القبائل بالمملكة. وبينت أن الجهات الأمنية رصدت عدة تجاوزات بثها المشهور عبر حسابه على «التيك توك» لتبرير موقفه، مستعرضاً بعض الكُتب والروايات التي تؤيد صحة ما يدعيه واتخاذه نفس النهج السابق في إثارة النعرات القبلية بالمنطقة.استخفاف واعتداء على عامل أعلنت شرطة منطقة الرياض القبض على متورطين في مقطع متداول أظهر دفْع وافد في مجرى مائي بأحد المواقع البرية، وذلك بعد أن وثقا الفعلة ونشراها عبر برنامج «سناب شات»، وتم تداول المقطع في وسائل التواصل الاجتماعي، وهما مواطنان في العقدين الرابع والخامس من العمر، وتم إيقافهما واتخذت بحقهما الإجراءات الأولية النظامية كافة، وإحالتهما إلى النيابة العامة. «النيابة»: السجن والغرامة للمخالفين واصلت النيابة العامة تحذيرها من إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه، عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، مبينة أن مرتكب ذلك يعاقَب بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات، وبغرامة مالية تصل إلى 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتَيْن. ونبهت النيابة من أي ممارسات أو سلوكيات تنطوي على إساءة استعمال الهواتف الذكية وفيها انتهاك خصوصيات أماكن العمل بتصوير الآخرين أو التشهير أو إلحاق الضرر بهم، أو بتجاوز الآداب العامة، أو نشر أي من ذلك باستخدام وسائل تقنيات المعلومات المختلفة. وأوضحت النيابة أن كل شخص يقوم بارتكاب جريمة المساس بالحياة الخاصة عن طريق استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا أو ما في حكمها أو التشهير بالآخرين أو إلحاق الأذى بهم فإنه سيعاقب بالسجن لمدة تصل إلى سنة وغرامة مالية تصل إلى نصف مليون ريال. إعادة الإرسال.. جريمة حذَّر المحامي والمستشار القانوني أحمد المالكي من مخالفة نظام الجرائم المعلوماتية الالكترونية التي تستدعي السجن والغرامة المالية، فالتصوير والنشر جريمة معلوماتية، والمادة الثالثة في فقرتيها الرابعة والخامسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية تنص على أنه: «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كلُّ شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية الآتية: المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها، التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة». مستظرفون ومستعرضون الخبير الأمني العميد متقاعد عبدالله الجعيد، أكد أن مثل هذه السلوكيات تنوعت بين ممارسات قاتلة وتحويل الطرقات إلى ساحات تفحيط وتحطيم أجهزة «ساهر»، من باب الاستظراف والنكتة وإثارة الضحك، وأخرى للاستعراض والبحث عن الشهرة، غير أنها تحولت لتصبح أدلة إدانة ضد مرتكبيها. وأضاف: ما نشاهده من تلك الأفعال يهدف لإثارة الانتباه عبر وسائل التواصل لتحقيق الشهرة وزيادة المتابعين، أو الاستعراض، وهي في الحقيقة سلوكيات خاطئة وقد لا تكون خاصة بالمراهقين، خاصة أنها تصدر من راشدين في العقدين الرابع والخامس، ما يؤكد وجود خلل في سلوكياتهم يرفضه المجتمع رفضا جماعيا ويقف ضد مرتكبيها، كما يعاقب عليها القانون.