هنأ رئيس «هيئة الشارقة للكتاب» أحمد بن ركاض العامري، وزارة الثقافة السعودية على نجاح معرض الكتاب الدولي بالرياض، وقال ل«عكاظ» إن أي نجاح للسعودية هو نجاح للإمارات والعكس صحيح، وإن الاهتمام بالكتاب في الوطن العربي يبشر بالخير، مبيناً أن السعودية والإمارات لا تألوان جهداً في رفع مستوى الثقافة لشعبيهما عن طريق معارض الكتاب والفعاليات المصاحبة لها، موضحاً أنه يرحب بمشاركة هيئة الشارقة للكتاب في معارض الكتاب السعودية في حالة دعوتها للمساهمة في هذه الحدث الثقافي الذي يرتقي بفكر الفرد الخليجي. وأكد العامري أن أزمة كورونا لم تثنهم عن مواصلة نشاطاتهم المختلفة، إذ حقق آخر معرض في العام الماضي بالأرقام نجاحاً جديداً يضاف إلى نجاحات الهيئة وإمارة الشارقة ودولة الإمارات عموماً. وعن تصدر معرض الشارقة هذا العام معارض العالم كافة ليصبح أكبر معرض كتاب في العالم من حيث بيع وشراء حقوق النشر قال العامري: «يحق للشارقة وللخليج أن يحتفي بهذا المنجز، إذ يتجاوز معرض الشارقة وبعمر 40 عاماً معارض عالمية عمرها 400 عام، ويحق للخليج أن يفخر بهذا النموذج الحضاري الذي قدمه معرض الشارقة للعالم في هذا العام برؤى وجهود حاكمها، ويحق لها أن تفخر وهي ترى مشاريع ثقافيّة تحذو حذوها، لافتاً إلى أن ما نشهده اليوم من حراك ثقافي متنامٍ في المنطقة يحسب أيضاً نجاحاً للشارقة وللثقافة العربيّة. وأكد العامري أن معرض الشارقة الدولي للكتاب مشروع ثقافي عربي عالمي متكامل لم يتوقف يوماً منذ انطلاقته عن التطوير والتوسع والأخذ بزمام مبادرات الحوار الثقافي العالمي. وقال: «اليوم يُقرأ الأدب العربي مترجماً بكل اللغات من الشارقة، من أرض الإمارات، والعالم بتنوع ألسنته، اليوم يرى بعيون واضحة إبداعات أدبائنا ومفكرينا وشعرائنا، فمنذ عام 2011 قادت الشارقة مشروعاً كبيراً لتفعيل التبادل الأدبيّ والمعرفيّ بين الثقافة العربيّة ومختلف بلدان العالم من خلال (منحة الترجمة) إذ استقبلنا 16.490 طلب ترجمة من وإلى اللغة العربيّة، وطبعت منها 1493 كتاباً بدعم من الشارقة». وأكد أن ما حققه معرض الشارقة يعد مفخرة للعرب وإثباتاً أنهم قادرون على أن يكونوا رقم واحد في العالم. وأوضح العامري أن دعم حاكم الشارقة للكتاب يؤكد أن عملية تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وبناء الحضارات ونجاح رسالتها، تبدأ من تنمية وعي الفرد وتطوير قدراته الفكرية والنقدية، من خلال إتاحة مصادر المعرفة المتنوعة في المجتمعات، وبذلك يقدم الشيخ سلطان نموذجاً ممكناً وعملياً، لصناع القرار في العالم وللمكانة التي يجب أن تحتلها المعرفة في خطط التنمية الشاملة. وأضاف العامري: «لطالما كان حاكم الشارقة الداعم الأول لصناعة وصُناع الكتاب في العالم العربي، ويحمل دعمه ومنحه المتكررة سنوياً رسائل كبيرة ومهمة للمؤسسات والأفراد؛ لذا يحرص على تزويد مكتبات الإمارة بأحدث ما صدر عربياً وعالمياً، أما الرسالة الثانية فتتجسد في التأكيد على قيمة ودور المكتبات في نهضة المجتمعات، وكأنه يقول لنا: إن المكتبات العامة هوية مدنها وبلادها، أما الرسالة الثالثة فهي أن دعم الناشرين وتعزيز فرص تطوير أعمالهم هي مسؤولية رسمية ومجتمعية وفردية شاملة، تتجسد بمبادرة كبيرة مثل هذا الدعم، كما تتجسد بحرص أي قارئ على شراء نسخة أصلية من أي كتاب، حفظاً لحقوق الملكية الفكرية». ونفى العامري أن تشكل التقنية أو السوشيال ميديا خطراً على الكتاب الورقي، وما أدل على ذلك من تلك الأرقام الكبيرة في معارض الكتب على مستوى العالم والسعودية والإمارات أنموذجاً، مشدداً على أنه لا غنى عن الكتاب الورقي في الوقت الراهن ولا حتى في المستقبل. وعن استعداد هيئة الشارقة للكتاب في دورتها القادمة 41، كشف العامري أن الاستعدادات حالياً للدورة 42، وأن الدورة 41 انتهى التخطيط لها وبدأت اللجان عملها من الآن. وكشف العامري الشركة العالمية التي دخلت هذا العام في معرض الشارقة بطباعة الكتب حسب الطلب بواقع 18 مليون عنوان كتاب في الداتا للشركة بحيث يطبع زوار المعرض كتبهم خلال دقائق حسب طلبهم في تقنية جديدة تحث وتساعد على الاقتناء بشكل أسهل وأيسر. وعن عدد زوار المعرض المتوقع، أشار العامري إلى أنه يتوقع تجاوز المليون زائر ككل عام سواء للأجنحة أو للفعاليات والأنشطة المصاحبة.