السبق الصحفي البارز الذي تميزت به «عكاظ»، أمس (الأربعاء)، من خلال نشر تسريبات لحديث وزير الخارجية اللبناني «عبدالله بوحبيب» تردد صداه عبر وسائل الإعلام الدولية بشكل قوي، إذ تسابقت وسائل الإعلام الأجنبية مع نظيرتها العربية في نقل الوقائع في الصحيفة السعودية الأولى، حيث ذكرت صحيفة «الأندبندنت» اللندنية أنه على الرغم من الدعوات للوساطة والحوار، إلا أنه لا توجد بوادر على حل الأزمة بين السعودية ولبنان، وبدلاً من ذلك، ظهرت أسباب جديدة للتوتر، بعد تسريبات (على ما يبدو أنها تصريحات غير رسمية للصحفيين اللبنانيين) نشرتها صحيفة «عكاظ» السعودية، قال فيها وزير الخارجية اللبناني «عبدالله بو حبيب»: «إن تهريب المخدرات إلى خارج لبنان لم يكن ليحدث لولا وجود سوق في السعودية». وفسرت وسائل الإعلام السعودية تلك التصريحات التي تم الإدلاء بها على ما يبدو في بداية الأزمة على أنها تأييد صريح لعمليات التهريب، وهو في الواقع سبب آخر للتوتر مع لبنان. كما أشارت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية إلى أنه منذ اندلاع الأزمة بين السعودية ولبنان، ذكر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في تصريحات طلب عدم نشرها وحصلت صحيفة «عكاظ» السعودية على نسخة منها، إن الرياض تمارس قسوة مفرطة على لبنان. وأشارت إلى أنه بعد نشر تلك التصريحات، لم ينفِ الوزير التصريحات المسربة، اليوم الأربعاء، لكنه قال في بيان له إنه كان يتمنى لو أن الصحيفة السعودية «عكاظ» ستساعد حسب قوله في حل الأزمة «بدلاً من نشر روايات جزئية وخاطئة» لا تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور. وقالت الصحيفة من خلال تصريحات منفصلة عقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، قال بو حبيب إن أي مشاكل بين لبنان والسعودية يجب حلها من خلال الحوار. وأضاف أن لبنان الذي يمر بأحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم يبحث عن دعم من جيرانه لتجاوز «الظروف الصعبة التي يمر بها» والمصاعب التي يواجهها أبناؤه. وقال بو حبيب «نحن على يقين من أن المصالح العربية المشتركة ستبطل ما حدث في الأيام القليلة الماضية ولن يكون هناك تسرب للنفط على النار». أما صحيفة «أركيد» الأمريكية فقد وصفت الوضع اللبناني في مقالة لها، اليوم الأربعاء، بأنه غير قادر على مواجهة أزماته السياسية والاقتصادية التي أدت إلى مزيد من العزلة والفقر والصراعات الداخلية والخارجية. مضيفة، بل يبدو مقيّداً وغير قادر حتى على إخفاء حماقة وزرائه الحزبيين أو تحرير أنفسهم من غطرستهم الجوفاء التي عزلته عن محيطه وألقته في أتون مصير مجهول. وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة القرداحي الأخيرة كشفت وجوهاً أكثر بشاعة لا علاقة لها بالسياسة والأعراف الدبلوماسية والمصالح اللبنانية والعربية العامة. إنها تضع مصير الدولة اللبنانية على صفيح أكثر سخونة من أي صفيح وُضِع عليها من قبل. في الحقيقة، لم يكن أول من كشف حقده على الخليج. وانحيازه للميليشيات ومن يغذيها، ولن يكون الأخير، بعد أن حصلت صحيفة «عكاظ» السعودية من مصادرها على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، لمجموعة من الصحفيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع المملكة. حاول التراجع عنها، مطالباً إياهم بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بالتراجع عنها فوراً حتى لا يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني الذي تغرق حكومته وسياساتها ووزرائها في بحر من الارتباك. وألمحت الصحيفة إلى إن مكتب وزير الخارجية اللبناني سعى إلى منع انتشار فضيحة التصريحات وحاول التوسل للصحفيين الذين كانوا حاضرين جلسة الوزير المتورطين بكل قوة لعدم نشرها. وذكرت بأن التسجيلات أظهرت كراهيته للسعودية ودول الخليج، بل وتناغمه مع الدعاية الخبيثة التي يروج لها زعيم مليشيا حزب الله وأنصاره في طهران، والتناقض في حديثه السري عن ما يظهر أمام الشعب اللبناني، وسعيه لشيطنة وتقليص دور دول الخليج، إذ بدأ حديثه بكل وقاحة للتقليل من شأن دول الخليج. والتجاوزات والتعدي على سيادتها، وتوجيه اتهامات غير مسؤولة للسعودية، بما يعكس توجهات النظام السياسي لبلاده وفق رؤى الحزب تحت الوصاية الإيرانية. مشيرةً إلى أن الوزير الذي يأتي على رأس الهرم الدبلوماسي اللبناني بدا غاضباً من القرار الخليجي، وحاول تقليص الأزمة التي بدت في تصريحات القرداحي التي رآها مجرد اختلاف للرأي. وذكرت بأن خطاب الوزير بدا أكثر سذاجة، إذ برر تهريب المخدرات وتصديرها عبر بلاده إلى المملكة بأن سوق المخدرات فيها هو الدافع الرئيسي للتهريب وليس تجار المخدرات في بيروت وضواحيها! بل وقلل بوحبيب من أهمية الدعم المالي الخليجي، قائلاً إن المساعدة المهمة جاءت من الاتحاد الأوروبي، «أما المساعدة السعودية فهي ليست للدولة، لكنها قدمت في الانتخابات وقدمت مساعدات لوكالة الإغاثة بعد عام 2006، التي لا نعلم أين صرفت، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئاً». الوزير، الذي ألمح صراحة إلى مبدأ تكرر مراراً في كلماته بأن «المملكة العربية السعودية لم تقدر ما فعلته بيروت»، نسي المليارات من المساعدات السعودية التي قدمتها الرياض على مدى عقود. ومن جهتها ذكرت شبكة (سي ان ان) الأمريكية على موقعها باللغة العربية أن بوحبيب قال في بيان نشرته وزارة الخارجية اللبنانية عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر: «توضيحاً» لما نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية، حول وجود تسجيلات صوتية للقاء صحفي كان مقرراً «موعده قبل نشوء الأزمة الحالية نهار الخميس الماضي يهمني التأكيد بأن هدف هذه المقابلة كان السعي لرأب الصدع بين بلاده والسعودية». وأضاف وزير الخارجية اللبناني قائلاً: «لفتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهداً لأجله. وكنت أتمنى من صحيفة «عكاظ» أن تساعدنا على السعي لحل هذه الأزمة بدل نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار». وتابع بوحبيب قائلاً: «لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي، علماً أننا سنصدر توضيحاً مفصلاً حول الموضوع. نأمل من كافة وسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الإخوة والأشقاء العرب»، حسب تعبيره. ونشرت قناةً «العربية» على موقعها مقالاً تقول فيه: بعد أيام من اتخاذ السعودية وثلاث دول خليجية إجراءات دبلوماسية تجاه الحكومة اللبنانية على خلفية تصريحات مسيئة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بحق السعودية والإمارات، نشرت اليوم الأربعاء، صحيفة «عكاظ» تسجيلات مسربة لوزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب تضمنت إساءة للمملكة، فيما تسعى بلاده جاهدة إلى ترميم العلاقات مع دول الخليج، بعد أن تشظت بشكل كبير خلال الفترة الماضية. ونفى بوحبيب أن تكون السعودية قدمت أي مساعدات للدولة اللبنانية، على حد وصفه. من جهتها ذكرت صحيفة أهرام كندا المصرية أن الأزمة ما زالت مشتعلة بين السعودية ولبنان، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تقريراً عن تسجيلات صوتية لوزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، تحدث فيها عن المملكة العربية السعودية الأمر الذي أثار تفاعلاُ. مشيرة بذلك إلى ما نشرته صحيفة «عكاظ» في تقريرها على صفحتها الرسمية بتويتر، قالت فيه: تسجيلات حصلت عليها «عكاظ» تورط وزير خارجية لبنان.. مسلسل سقوط «الأقنعة المزيفة» مستمر بعد شربل وقرداحي.. «عكاظ» تكشف ما حاول عبد الله بوحبيب إخفاءه عن الإعلام اللبناني.