على وقع إعلان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب فشلت «خلية الأزمة» التي تم تشكيلها لمعالجة تداعيات افتراءات جورج قرداحي، وبعد إخفاق كل الاتصالات الداخلية لدفعه إلى الاستقالة كبادرة حسن نية، يبدو أن ميقاتي وحكومته في مأزق كبير، فتصريحه من غلاسكو، وتحديدا من منبر مؤتمر الأممالمتحدة 26 للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26)، يؤكد أنه «رفع العشرة» وهو في موقف العاجز عن حل الأزمة التي تتجه نحو مزيد من التأزم بفعل إصرار «حزب الله» على خوض المواجهة التي بدأت بمنع قرداحي من تقديم استقالته ومنحه الضوء الأخضر بعدم الاعتذار أو الاعتراف بفداحة ما تضمنه تصريحه (شرارة الأزمة) وانعكاساته على العلاقات اللبنانية العربية، ولا أحد يعلم أين ستنتهي ارتداداتها. فيقول ميقاتي حول استقالة قرداحي: «كنت ناشدت الوزير بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر، ومناشدتي للوزير قرداحي لم تترجم واقعياً». مضيفا: «نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا». الاتصالات والمساعي الداخلية والخارجية مستمرة، وميقاتي المتأمل من وجوده في غلاسكو الدولية التي تجمع كل الأطراف التي يعتقد أن تكون له بمثابة قارب نجاة لحكومته، لن تثمر عن انفراجات، فطالما المملكة على موقفها، فلا يأمل أحد في لبنان من ترجمة بنود المبادرة الفرنسية التي تعتمد أصلا على الدعم المالي العربي. الساعات القادمة وفقا للمعلومات ستبقى عالقة في «المراوحة» طالما الجميع يقول بقراءات سطحية للأزمة.وحذرت مصادر سياسية لبنانية من أن العزلة العربية مرشحة للتوسع إن لم يسارع أرباب السلطة إلى اتخاذ قرارات كبيرة وجريئة توقف الضرب اليومي الذي يمارسه «حزب الله» للبنان الدولة والكيان والهوية. وأفادت المصادر في تصريح ل«عكاظ» بأن المنظومة وفقا لتصريحاتها الصامتة، الخاضعة، والمتواطئة المتخاذلة غير القادرة على قول «لا» لحزب الله، لا تعول كثيرا على الدعم الأوروبي بعدما سحبت أمريكا يدها من الأزمة.