هل ستنفتح أسرار فايروس كوفيد-19 بعد 100 عام؟ لا أحد يدري حقاً. لكن هذا التساؤل أثاره إعلان علماء جامعة شيفيلد البريطانية أمس أنهم نجحوا في معرفة كيفية قيام عقار البنسلين بوظيفته، بعد مرور ما يقارب قرناً من الزمان، منذ أن اكتشفه العالم الإنجليزي سير ألكسندر فليمينغ. وأدى اكتشافه إلى إنقاذ مئات الملايين من الأرواح، من دون أن يتمكن العلماء من تحديد الطريقة التي يعمل بها! وأوضح علماء جامعة شيفيلد أن دواء البنسلين يقوم بإحداث ثقوب صغيرة جداً في غشاء خلايا البكتيريا، أثناء نموها، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الجرثومة وتدميرها. وكان فليمينغ اكتشف البنسلين أثناء عمله في مختبره بمستشفى سانت ماري في لندن سنة 1928. وكان يدرس جرثومة تتسبب في التهاب الحلق. وبعد عودته من عطلة استغرقت أسبوعين، اكتشف أن بعض الأطباق التي قام بتزريع الجرثومة فيها تلوثت مصادفة بنوع من العفن. وقبل أن يتخلص من الأطباق الملوثة لاحظ فليمينغ أن ذلك العفن أدى إلى قتل الجرثومة الأصلية. وبعد التحليل اتضح له أن ذلك العفن ليس سوى طفيلي يعرف ب«بينيسيليوم نوتاتم»، وهو ينتج مادة كيميائية نادرة قادرة على تدمير الجراثيم. وفي عام 1941 نجح علماء جامعة أكسفورد، مع تزايد نُذُر الحرب العالمية الثانية، في إنتاج البنسلين بكميات كبيرة، ليفتح ذلك الباب أمام المضادات الحيوية للمرة الأولى في العالم. ولكن طوال ال80 عاماً منذ اكتشاف البنسلين لم يتمكن العلماء من معرفة كيف يقوم ذلك العفن الطفيلي بدوره في القضاء على الالتهابات الجرثومية.