أرجع الدكتور ضياء حسين الحاصل على درجة الدكتوراه في الروماتيزم، أن الشكوى من آلام الظهر زادت في زمن كورونا بسبب الجلوس الطويل لساعات ممتدة أثناء العمل عن بعد دون أي حركة أو ممارسة رياضة خفيفة في الموقع تساعد على تخفيف العبء الناتج عن الجلوس المستمر في موقع محدد وعلى هيئة واحدة، مبيناً أن هذا الألم قد يمتد إلى منطقة الفخذ والساق. ولفت إلى أنه خلال جائحة كورونا والعمل عن بعد كان من الطبيعي أن يزداد جلوس الفرد على المكاتب في منازلهم لساعات متواصلة، قد يكون من الوقت الذي كان يمضيه في مكتبه في العمل، إذ إن جميع الأعمال كانت تدار من موقع ومكان واحد وهو المنزل، وبالتالي من الطبيعي أن تزداد ساعات الجلوس على الأجهزة، وهو ما ترتب عليه مع مرور الوقت ظهور الشكوى من آلام الظهر، وبالطبع اختلفت حدة ودرجات الألم حسب نسبة الضرر. وأشار إلى أن الظهر مكون من الفقرات والأربطة والمفاصل والعضلات لذلك فحدوث ألم به قد ينشأ من أي مشكلة تصيب هذه المكونات، ويعتبر حدوث الألم أسفل الظهر هو الأكثر شيوعا لأن المنطقة السفلى من الظهر هي المعرضة لضغط كبير عندما يكون الشخص جالساً أو يحمل ويرفع وزناً. وقال إن هناك أسبابا كثيرة لحدوث ألم الظهر ومن أهمها التمزق والإجهاد العضلي الذي ينتج عن تمزق صغير في عضلات أو أربطة الظهر والذي ينتج غالباً من حركة فجائية أو حركة صعبة للظهر أو نتيجة لرفع جسم ثقيل ولكن غالبا لا يتذكر الشخص ما حدث، ومن الأسباب المهمة الأخرى ضعف عضلات الظهر والشد العضلي والتقلص العضلي بمنطقة الظهر أو حدوث مشكلات لمفاصل الظهر، وينقسم ألم الظهر إلى نوعين: ألم الظهر الحاد ويحدث فجأة ويستمر لوقت قصير يتراوح بين عدة أيام وأسابيع، وألم الظهر المزمن عندما يستمر الألم اكثر من ثلاثة شهور. وحول طرق العلاج قال: هناك نحو 90% من المصابين بألم بالظهر يتم شفاؤهم دون علاج خلال شهر ويعتمد ذلك على السبب الذي أدى إلى الآلام، فالعلاج بالحرارة والبرودة والرياضة والراحة، كما أن العلاج الطبيعي له فوائد كثيرة لعلاج آلام الظهر مثل تخفيف الألم وتسريع عملية الالتئام والشفاء، كما أنه يقوي عضلات الظهر ويزيد مرونة العضلات والأربطة ويمنع تكرار حدوث ألم الظهر مستقبلا، بجانب تقوية العضلات والأربطة وزيادة مرونتها. ومن طرق العلاج الطبيعي المستخدمة فهي عبارة عن برنامج لتقوية العضلات والأربطة وزيادة مرونتها واستخدام الحرارة ويمكن استخدام التيار الكهربي لتخفيف الألم وتنشيط الدورة الدموية في الأنسجة العميقة أو العلاج بالماء والتنبيه الكهربي للأعصاب والتدليك، كما يمكن استعمال بعض الوسائل العلاجية مثل الشد وذلك باستخدام أدوات خاصة والمعالجة اليدوية وهو علاج يدوي وذلك بوضع قوة معينة على الظهر لتعديل وضع العمود الفقري. ولاننسى دور الإبر الصينية في علاج بعض آلام الظهر، وهناك طريقة علاجية تجمع بين عدة طرق بما في ذلك الإبر الصينية وذلك تقليل عدد الجلسات. أما عن العلاج بالأدوية فمنها لتخفيف الألم أو لتقليل الالتهابات، والأدوية المضادة للالتهابات ولكن لها آثار جانبية على الجهاز الهضمي والكلى، كما يمكن استعمال الأدوية المرخية للعضلات، وعندما لاتستجيب آلام الظهر الحرجة للطرق السابقة قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي وهو آخر الحلول لعلاج آلام الظهر إلا في الحالات التي تستدعي الجراحة الفورية.