التفكير ليس إلا اسماً متعارفاً عليه لمجموعة معقدة من العمليات العقلية.. هذا الكلام في الصفحة الأولى من منهج مادة «التفكير الناقد»، وأثبت العلم الحديث خطأه، وأثبته القرآن الكريم والاحاديث النبوية من قبل، وعلق بعض علمائنا السابقين أن ليس علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين الفكر والعقل، فالفكر مسؤول عنه الدماغ، بينما العقل في القلب، بنص كثير من الآيات مثل قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا)، ومن الاحاديث النبوية (ألَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ). فكيف يكون قلب فاسد في جسد يعقل؟.. هذا يتنافى تماماً مع المنطق، ناهيك عن العلم، فالعقل دوره فقط التحكيم، فهو لا يفكر، والفاقد لعقله يفكر، والصغير الذي لا يعقل يفكر، والمجنون يفكر، والكتابي يفكر، ولكن جميعهم لا يعقلون. الدماغ المسؤول عن التفكير قدرة عظيمة لا نشعر بها؛ إذ تحوي ما يزيد على 15 مليار خلية عصبية، وكل خلية لديها القدرة على الاستجابة بقدرة 10 أس 28، عدد مهول عندما يضرب ناتجه ب15 مليار خلية لا يكاد ينطق هذا العدد، فهو على ثلاثة اقسام رئيسية: أولاً: التذكر؛ الذاكرة الموجودة في الدماغ، ولديها قدرة استيعابية مهولة. ثانياً: التفكر؛ وهذا في غالبه للحاضر، بينما التذكر للماضي كقوله تعالى (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، والمقصود التأمل والتدبر لشيء معروف لك أو أمامك. ثالثاً: التفكير؛ وهذا للمستقبل، ولا يوجد تعريف دقيق لهذا إلى الآن، فهو مسؤول عن التبصر والاستبصار والتدبر والاختراع، مثال الذي اخترع الكهرباء لم يكن إنتاج التذكر ولا التفكر، فهو انتاج التفكير. أخيراً.. «التفكير الناقد» مادة قوية وهادفة وستغير كثيرا في المستوى العلمي، بل أرى ذلك نقلة كبيرة في علوم المعرفة، ولكن لابد أن تكون البداية قوية وبدراسة دقيقة منقحة من الأخطاء التي اثبت العلم خطأها وفشلها، وأتمنى من المسؤولين إعادة النظر في محتواها، ربما تكون لها مخرجات سلبية على المجتمعات، فكثير من الأنظمة العربية قد تصطدم بمخرجات تعليمية من هذا النوع.