نثر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الفرح في ربوع الوطن عامة ومنطقة عسير خصوصاً، بإطلاقه استراتيجية تطوير عسير تحت شعار «قمم وشيم»، لتحقيق نهضة تنموية شاملة غير مسبوقة للمنطقة، بضخ 50 مليار ريال عبر استثمارات متنوعة، لتمويل المشاريع الحيوية، وتطوير مناطق الجذب السياحي على قمم عسير الشامخة، لتكون عسير وجهة عالمية طوال العام، معتمدة في ذلك على مكامن قوتها من ثقافة وطبيعة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتسهم في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة. ويأتي إطلاق ولي العهد الاستراتيجية بعد مشاريع عملاقة في مقدمتها نيوم والبحر الأحمر والقدية وغيرها من المشاريع السياحية والأثرية التي تشكل عوامل جذب عالمية، باعتبار السياحة واحدا من القطاعات الرئيسية التي تعكف المملكة على تطويرها ضمن رؤية 2030 وفتح قوالب سياحية جديدة بين الثقافة والمغامرات والسياحة البحرية. وجاءت الاستراتيجية التي ستمكن عسير من أن تكون وجهة سياحية طوال العام وتستقطب أكثر من 10 ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها بحلول عام 2030، لما تملكه من المقومات السياحية الهائلة. ويؤكد إطلاق ولي العهد استراتيجية عسير الجهود التي يبذلها أمير المنطقة الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز الذي قال في جلسة حوارية مع «عكاظ» مطلع رجب الماضي إن ما تشهده المنطقة أسوة بمناطق المملكة الأخرى من نهضة شاملة في جميع المجالات، يأتي نتيجة للرعاية والاهتمام اللذين تحظى بهما هي وأهلها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والدعم المباشر والمتواصل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. مضيفاً في أول حوار صحفي بعد مرور عامين على تعيينه أميراً لمنطقة عسير، جمعه بعدد من قيادات وكتّاب «عكاظ» في مكتبه بمقر الإمارة بمدينة أبها، أن توجيه ولي العهد بضرورة أن تكون منطقة عسير وجهة سياحية عالمية طوال العام، كان إشارة الانطلاقة وبوصلة نحو إنجاز استراتيجية مناطقية هي الأولى على مستوى المملكة، مبينا أهمية السياحة باعتبارها ذات عوائد اقتصادية عالية. 8 شهور أنجزت الاستراتيجية قال أمير عسير في الجلسة الحوارية «قبل سنة ونصف تقريباً، وجّه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرّاب الرؤية، بقرار الدولة، أن تصبح منطقة عسير في مصاف المناطق المتقدمة عالمياً»، وأشار إلى أن من الممكنات التي اتخذتها الدولة إنشاء هيئة لتطوير المنطقة، وتبني استراتيجية لتنفيذ الخطة، وقد حدد ولي العهد مدة زمنية لا تتجاوز ثمانية أشهر لإنجازها، وحين أسست هيئة التطوير أعطت لغيرها من الهيئات الصلاحيات، وأنجزت الاستراتيجية في الوقت المحدد، وتم اختيار واحدة من أكبر الشركات الاستشارية في العالم وفريق عمل مميز، وراعينا في ذلك ألا نكون عميلاً مؤقتاً لهذه الشركة، تنتهي مهمتها بمجرد تسلم الملف، وهذا اتضح من خلال تعاملهم وعملهم الذي ما زال مستمراً، إذ تكوّنت علاقة فاعلة. وأوضح أن «التجربة الاستراتيجية التي وجّه بها ولي العهد اقتضت تكوين فريق للتنفيذ، فتم إنشاء مكتب دعم هيئات التطوير، وكان العمل من أسفل إلى أعلى بمشاركة المواطنين بكافة أطيافهم والخبراء والبلديات والوزارات وبرامج تحقيق الرؤية. سألنا الوزارات ومكاتب تحقيق الرؤية عما لديهم في ما يتعلق بمنطقة عسير، ليكون العمل منسقاً، وعقدنا مئات الورش للمؤسسات والشركات والمواطنين ومن بينهم شيوخ القبائل وأساتذة الجامعات وخاصة المتخصصين في التاريخ ورجال الأعمال، وأعضاء مجلس الشورى من أبناء المنطقة والمزارعين ورواد الأعمال والفنانين والتقينا بكل وزير مرات متعددة ليؤمن هو شخصياً بالاستراتيجية، وفي الوقت نفسه تكون برامجه بقدر الاستطاعة متوافقة مع الاستراتيجية، وكانوا جميعاً على قدر المسؤولية». وبإطلاق ولي العهد استراتيجية عسير تطل المملكة على العالم بواحد من أهم المشاريع السياحية التي سيكون لها مردود على الاقتصاد الوطني، وولادة عشرات الآلاف من الوظائف لكلا الجنسين على أرض حباها الله طبيعة ساحرة ومناظر خلابة وقبل كل ذلك أميرا يعمل ليل نهار من أجل تطويرها، بروح العمل الجماعي، ومشاركة أهالي المنطقة الذين يرون فيه القائد المخطط بروية والمنفذ بدقة، والمراقب بعين لا تنام.