حدثان مهمان شهدتهما الساحة الأفغانية خلال ال24 ساعة الماضية؛ الأول إعلان الحركة مقتل «أبو عمر خراساني» زعيم تنظيم داعش في أفغانستان في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في ننجهار شرق أفغانستان؛ وهي التي رفضت منذ سيطرتها على الحكم استخدام أي طائرات أمريكية مقاتلة داخل الأراضي الأفغانية.. الإعلان الذي ورد على لسان طالبان أكده المتحدث باسم القوات الأمريكية الكولونيل براين تيربوس؛ دون أن يعلن عن أسماء القتلى، يشكل حتما ضربة قوية للتنظيم الإرهابي الذي يعتبر طالبان التي بسطت سيطرتها على أفغانستان العدو اللدود، وأعلنت الحرب ضدها؛ كما أن مقتل الخراساني يعد انتكاسة لداعش خراسان الذي سعى لتعزيز نفوذه في جنوب آسيا، وتحديدا في أفغانستان وباكستان، وقام أخيرا بالعديد من التفجيرات ضد قوافل طالبان في جلال آباد. مصادر قريبة من طالبان أكدت ل«عكاظ» مقتل «أبوعمر الخراساني»؛ وعدد من قيادات داعش؛ إلا أنها لم تعط أي تفاصيل أخرى. أما الحدث الثاني فهو ما كشفت نفس المصادر من أن مجلس الأمن قرر تمديد الإعفاء من الحظر المفروض بتاريخ 21 سبتمبر العام الحالي بموجب الفقرة (ب) من القرار رقم 2255 على كل من القيادات التابعة لطالبان. وتتضمن القائمة نائب رئيس وزراء ووزراء وقيادات في الحكومة من ضمنهم الملا عبدالغني براذر وشير محمد عباس وستانيكزاي بادشاه خان وضياء الرحمن مدني وعبدالسلام حنفي وعلي مردان كول وشهاب الدين ديلاوار وعبداللطيف منصور وأمير خان متقي وعبدالحق وواثق وخير الله خيرخوة، ونور الله نوري، وفضل محمد مظلوم، وعبدالكبير محمد جان وودين محمد حنيف ونور محمد ساقيب لمدة 90 يومًا تبدأ في 23 سبتمبر 2021 وتنتهي في 22 ديسمبر 2021. وبحسب القرار فإن الإعفاء من حظر السفر مخصص فقط للرحلات المطلوبة للمشاركة في مناقشات السلام والاستقرار في مجموعة من البلدان. وستعتمد مسارات الرحلات الفردية على موقع مناقشات السلام، كما قررت اللجنة منح إعفاء محدود من تجميد الأصول لتمويل الأسفار المعفاة فقط. وزعمت المصادر أن من ضمن الأسماء قيادات حقاني التي تتضمن سراج الدين حقاني، نجل مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية والذي يتقلد منصب وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال. وخصص مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه. وسراج الدين حقاني، زعيم «شبكة حقاني» الفصيل الذي يوصف بأنه الأكثر شراسة داخل حركة «طالبان»، وهو المسؤول عن تنظيم وتنفيذ هجمات إرهابية والتخطيط والمشاركة في هجمات على القوات الأمريكية وشمال الأطلسي في أفغانستان. من جانب آخر، قالت وول ستريت جورنال، إن أفغانستان شهدت سلسلة من عمليات قتل لشخصيات دينية مرتبطة بفرع تنظيم «داعش خراسان» منذ سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول منتصف الشهر الماضي. وتعتبر ولاية ننجرهار معقل داعش خراسان حيث يتمتع التنظيم الإرهابي تاريخيا بنفوذ كبير جدا في الولاية. وانشق «أبوعمر الخراساني» عن طالبان بعد ظهور الاختلافات بين التنظيمين. وبحسب المصادر، فإن عددا كبيرا من قيادات داعش قتلوا أيضا في الغارة.. وأكد الكولونيل براين تيربوس حدوث غارة أمريكية على ننجرهار لكنه لم يكشف عن أسماء المستهدفين.. ويعتبر الخراساني مؤسس تنظيم داعش في جنوب آسيا وتقلد منصب زعيم التنظيم بعد عبدالحسيب لوغري بعد مقتله عام 2007 في غارة أمريكية.. وبحسب المعلومات فإن الخراساني خرج من السجن منتصف أغسطس الماضي بعدما قامت طالبان بالإفراج عن جميع المعتقلين في سجون أفغانستان.