حين يجمع الناس على إنسان فريد، فإن أريحيته من جعلت منه ذلك الشعاع الذي ينير الآخرين.. وعندما يجتمع الناس حوله لسماع أصالة الزمن القديم، فإن ذلك الرجل يملك حصَّالة ذكرى وصندوق ذكريات.. ولما يحمل في ذاته حباً لمن حوله ومن يعرفه، فإنه يدخل أفئدة الناس وأرواحهم.. ذلك هو وصف أصدقاء الكاتب والاقتصادي حسين أبو راشد عقب رحيله للدار الآخرة أمس (الأحد).. ذلك هو ابن مكة وربيب جدة الذي يحمل ذاكرة قوية، كما وصفه الكاتب العكاظي محمد الساعد، وعاصر رجالات مهمين في الدولة، وشهد تحول جدة إلى مدينة مليئة بالنفائس والمجسمات الجمالية لمعاصرته أمين جدة الأسبق محمد سعيد فارسي. تلك هي صفات الرجل الخلوق ذي العلاقات الواسعة القادر على الانتقال بين الأوساط المجتمعية بسلاسة، كما يضيف «محمد الساعد». ومن أدبه وأخلاقه وحسن تعامله مع الجميع، كما يقول عنه الأكاديمي والباحث والكاتب والمحلل النفطي الدكتور محمد سرور صبان، الذي يؤكد أنه عاش معه أحباؤه وهم يستمعون له في جلساته بكلمات معرفية وذكريات جميلة عن المجتمع المكي وعلاقه أهله بعضهم البعض. وفي حياة مليئة بالأصدقاء والأحبة، يجتمع النخب بأطيافها في منزله في علاقات وثيقة مع كل الفئات والشرائح، ذلك ما ينقله الكاتب العكاظي الدكتور حمود أبو طالب، إذ يوضح أنه كان يستضيف من يزور جدة ليعرّفه بمجتمعها، يمثل ندوة للحوار والنقاش في القضايا الاجتماعية والشأن العام. ولما كان رجل الظل لأمين جدة الأسطوري، فإنه كان شاهداً على معارك انتزاع القضاء العام وبناء الكباري التأسيسية للعروس، كما وصفه بذلك مخرج الأفلام والمنتج والكاتب والسيناريست محمود صباغ، معتبره من أوائل من تمرس في فن العلاقات العامة. وحين أصيب الراحل حسين أبو راشد بوعكات صحية، بداية من الفشل الكلوي وغسيل الكلى وزراعتها، داهمته «الجلطة» أثناء تواجده بمصر، لينقل بالإخلاء الطبي ويتوفى في مستشفى الحرس الوطني بين «مكة» التي ولد فيها وأحب ذكرياتها و«جدة» التي عاشها وعاشته وساهم في تطويرها. ولما كان رجل الظل لأمين جدة الأسطوري، فإنه كان شاهداً على معارك انتزاع القضاء العام وبناء الكباري التأسيسية للعروس، كما وصفه بذلك مخرج الأفلام والمنتج والكاتب والسيناريست محمود صباغ، معتبره من أوائل من تمرّس في فن العلاقات العامة.