تحتفي المملكة قيادة وشعباً في 23 سبتمبر من كل عام بذكرى إعلان الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) توحيد هذه البلاد المباركة، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها في 19 جمادى الأولى 1351ه، أرسى خلال تلك السنوات قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين (صلى الله عليه وسلم)، سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود الكرام؛ لتنشأ بذلك اليوم دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة، وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا، ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة، باحثة عن العلم والتطور، سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع. وبفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، أصبحت المملكة في مقدمة الدول ذات التأثير على مستوى العالم وهي سياسة تقوم على الحكمة والتوازن في المقاربة لمختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية، وكان للنظرة الثاقبة وسعة الأفق والحكمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين الدور الأكبر في حل الكثير من المشكلات التي تقع بين بعض الدول التي تربطها مع المملكة علاقات مشتركة. إن أبناء المملكة يستعيدون في اليوم الوطني ال(91) ذكرى توحيد البلاد، وهم يعيشون واقعاً جديداً، خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برؤية ثاقبة، ومبادرات شجاعة، وتوجيهات مستمرة، ولا شك أن المتتبع لعهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر الذي نعيشه يلحظ التحولات التنموية الكبيرة التي شهدها والتي تسهم في إرساء بنية تحتية لاقتصاد المستقبل من خلال رؤية المملكة 2030، وإيجاد بيئة مناسبة للتنمية الدائمة والمستمرة، إضافة إلى ما أحدثته من نقلة حضارية قوية وتنمية شملت مختلف القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، وكان للقيادة الحكيمة دور كبير يسعى إلى تعزيز مكانة الدولة بصفتها مركزاً عالمياً يجعل أفضل ما في البيانات والذكاء الاصطناعي واقعاً، ويساهم في الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال تطوير بنية تحتية وطنية مبتكرة، وإطلاق الطاقة الكامنة للبيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البيئة التنظيمية، وبناء منظومة وطنية محفزة للشركات الناشئة في هذا المجال، والكفاءات المؤهلة، واستقطاب الاستثمارات المستدامة والمساهمة الفاعلة في البحث والابتكار في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي. إن التكامل الحكومي بين مختلف الجهات الحكومية أسهم في نجاح المبادرات التقنية ومنها المنتج الوطني تطبيق «توكلنا»، وتحقيق الأثر المرجو منها على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، ويحظى هذا التوجه بدعم وتوجيه سمو ولي العهد (حفظه الله)، حيث أطلق «توكلنا» عدة خدمات كان من ابرزها خدمة مشروع الهوية الرقمية، وخدمة ربط جواز السفر الصحي، من أجل تسهيل إجراءات السفر حسب أفضل الممارسات الدولية. وكذلك خدمة منع تزييف الحالة الصحية. وللاستعداد للمستقبل، أطلق سمو ولي العهد (يحفظه الله) برنامج تنمية القدرات البشرية؛ وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، لتطوير قدرات المواطن السعودي للجاهزية للمستقبل والمنافسة عالمياً «قدراتك مستقبلنا»، كما حققت المملكة المركز الأول على مستوى العالم العربي في الأبحاث المنشورة عن فايروس كورونا والتعليم الإلكتروني، بفضل دعم قيادة المملكة حفظها الله، في تحقيق رؤية المملكة 2030. وللمنافسة عالمياً وضعت القيادة الرشيدة التحول الرقمي ضمن الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030؛ حيث تسعى وحدة التحول الرقمي من خلال التعاون مع شركاء التحول الرقمي لتسريع وتمكين التحول الرقمي في المملكة وتحقيق الكثير من الإنجازات الوطنية الرقمية من خلال منظور وطني رقمي يعكس رؤيتنا الرقمية. وفي هذه المناسبة الغالية أتقدم نيابة عن الجامعة ومنسوبيها بخالص التهنئة لمقام القيادة الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وإلى سمو نائبه وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، داعيًاً العلي القدير أن يغفر لمؤسس هذا الكيان ويجزيه عن شعبه خير الجزاء، ويجعل الخير موصولاً في عقبه إلى يوم الدين، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه.