يقول الأديب الشاعر الراحل الدكتور غازي القصيبي في كتابه حياة في الإدارة لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحول أصحاب الشلة إلى زملاء العمل. قادتني هذه المقولة وأجبرتني قسرا أن أستشهد بها بعد ما آل إليه حال الأهلي من نكبات متتالية وكوارث موسمية توالت بعد تحقيق الثلاثية لعل أبرزها إبعاد أبرز العناصر التي ساهمت في صنع فريق قوي وفتاك جندل الفرق ذهابا وإيابا وكان قادرا على اكتساح البطولات لمواسم ولعل أبرزهم «فيتفا، ليو، مليجان، بن عمر، ديجا» والقائمة تطول ناهيك عن اختلاق أعذار واهية لطرد مدربين أكفاء كان بإمكانهم إبقاء الفريق بطلاً، فهل هناك أكفأ من جروس، ريبروف، قويدي، ولكن ربما من الحكمة أن نقول: «نحتاج من الأماني أمنية لنحقق بها باقي الأمنيات». أجزم أن ما فعله ويفعله رئيس النادي ماجد النفيعي من أجل الأهلي لا ينكره إلا جاحد، جهود تقدر فتشكر، ولكن اليد الواحدة لا تصفق أو بالأحرى لا تسمع صوتاً ولا تصدر ضجيجا كما تريده، وهذا هو حال الأهلي اليوم، فبعد انتهاء الجولة الخامسة والفريق يترنح في الترتيب العاشر بخمس نقاط، ولو عدنا للبدايات لوجدنا أن اختيار العناصر الأجنبية والمحلية لهذا الموسم لم يكن وفق الطموح قياساً بما جلبته الفرق المنافسة ومع كل التقدير لمن اختار فلا فليب ولا باولينهو بنفس القيمة الفنية التي عليها تاليسكا أو أنسيلمو أوكورنادو وفييرا. وأعتقد أن من تولى اختيار المدرب واللاعبين خذل الرئيس الطموح والجماهير العطشى التي كانت تمني النفس بعودة النفيعي لرئاسة النادي؛ ولهذا فإن ما حصل في مباراة الفتح الماضية كان محبطا وكوارثيا، ظهر على لاعبي الفريق الانكسار والانهزامية وعدم القتالية والشراسة داخل المستطيل الأخضر، متثاقلي الخطى وكأنما هناك سر دفين يريد أن يطل برأسه ليكشف للجماهير والمتابعين ليقول أنقذوا الأهلي يا من تحبون وتعشقون الكيان، فجل لاعبي الأهلي لا يستحقون ارتداء شعار الفريق إلا لاعبين جدد على خارطة الفريق ولعلي هنا أذكرهم بالاسم إحقاقا للحق وهم العويس واليوسكي ودانكلير ونداو والبقية للأسف لم يكونوا في مستوى الطموح وكانوا عبئا واضحا إضافة إلى متدرب أكبر طموحاته أنه يساهم في مشروع مزعوم لا يعرف من التدريب إلا اسمه ولا يتمكن من توظيف لاعبيه وتطويعه لعناصر الفريق بطريقة بدائية وتغييراته المتأخرة كادت أن تطيح بالفريق ولولا اجتهادات اللاعبين لكان الأهلي الآن يرزح في مؤخرة الترتيب، وبسبب هذا المدرب وسم الفريق «أبو نقطة» في سابقة لم تحدث للفريق أن يتعادل في أول خمس جولات، وأصبح وأمسى الأهلي لغزاً محيراً لم يستطع أحد فك لوغاريتمات وحل هذا البرود المحير لكل جماهير وأنصار الأهلي. وبقراءة فاحصة لفريق الأهلي نجد أن العشوائية كانت العنوان لأداء اللاعبين، والانهزامية طغت على أداء البعض وافتقدت روح الجماعية والقتالية، والبرود الواضح والفاضح بادية على ملامح البقية الباقية الذين يبدو أن لا طموح لديهم على المنافسة أو مقارعة الفرق للتقدم خطوات نحو صدارة الترتيب. وبعد أن أصبح الفريق بأربعة محترفين وعدد لا بأس به من اللاعبين المحليين فعلى الأهلاويين الصبر واللعب بما لديهم حتى بدء الميركاتو الشتوي لجلب «محور كالوحش بالمينو وصانع لاعب متمكن مثل كوماتشو ومهاجم فذ كالسفاح سيموس» حتى يعود لنا الأهلي الذي نريده. • ترنيمة: هكذا هي الحياة لا البدايات التي نتوقعها ولا النهايات التي نريدها!