أكد أستاذ واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا، أن هناك ارتباطا وثيقا بين العوامل المحيطة بالولادة وإصابة الأطفال بالبدانة مستقبلاً. وبين ل«عكاظ» أن زيادة الوزن لدى النساء قبل الحمل أو في بدايته يكون لها تأثير سلبي على التمثيل الغذائي للجنين، مما يجعله عرضة للبدانة مستقبلا، كما أثبتت الدراسات العالمية وجود ارتباط ما بين زيادة كتلة أجسام الأمهات الحوامل والبدانة المستقبلية لدى أطفالهنّ، ويلاحظ أيضاً أن الأطفال المولودين بعملية قيصرية هم أكثر عرضة للإصابة بالبدانة في وقت لاحق من الحياة، من المولودين طبيعياً. ولفت إلى أن الرضاعة الاصطناعية تعتبر عاملاً مسبباً للبدانة، ويجب عدم الاستسهال بالحليب الاصطناعي، بحجة أن حليب الأم غير كاف، إلا إذا كان هناك عذر طبي يمنع الرضاعة الطبيعية، كما أن الاستعداد الوراثي يعد من عوامل إصابة الأطفال بالسمنة، فإذا كان كلا الوالدين يعانيان من البدانة المفرطة، فإن ذلك يزيد من خطر إصابة الطفل بالبدانة بنسبة تصل إلى 90%، وإذا كان أحدهما مصابا بالبدانة فتصل النسبة إلى 30%، مقارنة بنسبة 9% إذا كان الوالدان نحيفين. وأشار إلى نمط الحياة غير الصحي أصبح يشكل أهم مسببات السمنة عند الأطفال، فالاسترخاء وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة من أبرز العوامل التي تؤدي إلى البدانة، كما أن اللجوء إلى قضاء أغلب الوقت في المنزل وعدم الخروج منه بسبب وفرة وسائل الترفيه، وحرارة الطقس يعد من المسببات، وبجانب ذلك الاعتماد الكبير على العاملات المنزليات والسائقين، مما أسفر عنه قلة النشاط البدني لأفراد الأسرة من الذكور والإناث. وتابع: كما أسهمت ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية من قبل الأطفال في إصابة العديد منهم بالسمنة، إذ أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بمنع الأطفال (دون سن العامين) من استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الجلوس أمام الشاشات تماماً، وفي الفترة العمرية من عامين إلى خمسة أعوام يجب ألا تزيد مدة جلوس الأطفال أمام الشاشات أو الأجهزة الإلكترونية على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود بالغين لمساعدتهم على فهم ما يشاهدونه، وفي المرحلة العمرية من ستة أعوام إلى 18 عاماً يجب على الآباء وضع حد ووقت معيّنين، بحيث لا يتجاوز ساعتين يومياً. وحول كيفية حماية ووقاية الأطفال من السمنة نصح البروفيسور الآغا، بضرورة تشجيع الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، وحث الوالدين على الحفاظ على أوزانهم، حيث إن الوراثة تلعب دوراً في حدوث البدانة لدى الأطفال، إضافة إلى حث الأم قبل الحمل أو خلاله على تفادي البدانة، حيث إن ذلك يؤثر على وزن مولودها مستقبلا، كما أن من طرق الحماية والوقاية إطلاق برامج توعوية عبر وسائل الإعلام والمدرسة عن أهمية الغذاء الصحي والرياضة في الوقاية والعلاج؛ لتشجيع الأطفال على اتباع الأنماط الصحية في النشاط والتغذية. وتضمنت نصائح الوقاية تدريب الأطفال على مضغ الأكل ببطء، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه والبروتينات، واستخدام الزيوت النباتية وغير المشبعة في تحضير الطعام، وتجنب المشروبات الغازية واستبدالها بشرب الماء، والابتعاد عن الوجبات السريعة والحلويات والشوكولاتة، وتقليل النشويات والسكريات عالية السعرات الحرارية، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة، وتجنب الأكل أمام التلفاز، وتجنب استخدام الحلوى كوسيلة لمكافأة الأطفال، وتجنب المأكولات المقلية، وخصوصا شرائح البطاطس، واستبدالها بالمسلوقة أو المشوية، وتجنب وصفات الحمية العشوائية والتجارية، التي قد تنقص الوزن وتسبب مضاعفات صحية خطيرة، مثل نقص بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.