منيت جماعة الإخوان المسلمين بخسارة كبيرة في الانتخابات النيابية المغربية التي أعلن عنها خلال الساعات الماضية، بعد تراجع حزب العدالة والتنمية المحسوب على تيار الإسلام السياسي ليحتل المركز الأخير ب12 مقعداً من أصل 395 مقعداً، وأظهرت النتائج الأولية تصدر التجمع الوطني للأحرار قائمة الفائزين ب97 مقعداً، وجاء في المرتبة الثانية حزب الأصالة والمعاصرة ب82 مقعداً، ثم حزب الاستقلال ب78 مقعداً، تلاه الاتحاد الاشتراكي ب35 مقعداً، وتبعه حزب الحركة الشعبية ب26 مقعداً. الباحث في شؤون التيارات الإسلامية إسلام الكتاتني أشار إلى وجود تغير كبير في مزاج الشعوب العربية تجاه التيارات الإسلامية، وفشلها في تكرار سيناريو استغلال ثقة الشعوب العربية بعدما أصبحت بلا تأثير، إثر الكشف عن وجهها الحقيقي وأجندتها السياسية في المنطلقة، وهو ما يعد إشارة إلى هزيمة وجودها في المجالس النيابية، بداية من مصر ومروراً بالأردن والجزائر وموريتانيا وصولاً إلى المغرب، وتوقعات بفشلها في ليبيا وتونس، بعدما أيقنت الشعوب مخططاتها التخريبية، موضحاً أن فشل تجربة الإخوان في دول عربية عدة، ألقت بظلالها على كشف مخططاتهم في شمال أفريقيا، مبيناً أن جماعة الإخوان «المحظورة» بعدد من الدول العربية، لم تعد قادرة على الوصول لمآربها السياسية. وقال الكتاتني ل«عكاظ»: إن نتائج الانتخابات النيابية المغربية، بمثابة دليل واضح على فشل الماكينة الانتخابية للإخوان في أي مكان بالعالم، لكونها تعرضت لاهتزاز عنيف يصعب النجاح بعده في كسب ثقة الجماهير، موضحاً أن المواطن العربي بصفة عامة، فهم ما حدث في المنطقة من مخططات لجماعة الإخوان الإرهابية، وكانت النتيجة هو الرفض الشعبي والسياسي لوجودها عربياً وإقليمياً بعد كشف مخططاتها التخريبية. يذكر أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها، أمس الأول (الأربعاء)، في المغرب، وسعى حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي إلى الحفاظ برئاسة الحكومة، التي يرأسها رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي فشل في الحصول على مقعد برلماني، وفشل حزبه في تحقيق الأغلبية، ويعين الملك محمد السادس بعد الانتخابات رئيس وزراء من الحزب الذي حصل على الكتلة الأكبر في البرلمان، وبعدها يشكل رئيس الحكومة المكلف حكومة جديدة لخمسة أعوام قادمة طبقاً للدستور المغربي.