مدربة الغواصين الجوهرة برهان ترى أن الغوص الترفيهي يمكن أن يمارسه الكافة من عمر 10 سنوات. وتقول إنها تعلمت احترام البيئة والحفاظ على المخلوقات البحرية وعدم إيذائها والتعامل الطيب مع المناطق الجميلة، ولم تواجهها أي مصاعب لالتزامها بقواعد الغوص. وتعلمت من رياضة الغوص حسن التعامل مع المتدربات، وإعطاء أجواء مرحة، والسيطرة على المخاوف، فالغوص مثل أي نشاط في الحياة.. الاستهتار والإهمال قد يؤدي إلى المخاطر والهلاك. والمهارات المطلوبة هي التدرب في منطقة مفتوحة، ومراقبة عداد العمق، والهواء، والتنفس باستمرار وعدم حبس النفس اثناء الغوص بالمعدات. ويجب على المدرب كسر رهبة الخوف من البحر عند الغواص واستخدام معدات «سناركل». وعن أجمل المواقع للغوص تقول الجوهرة: ينبع عاصمة الغوص، وهناك مناطق «أبو قلاوة» و«تستس» و«شبرير» و«حطام سفينة أيونا» وتتميز جميعها بتنوع الحياة البحرية والشُعب المرجانية. وتضيف أنها غاصت في أملج، وجزيرة شبرير، وأمهات الشيخ، وشريرة، وفي مدينة جدة في جزيرة أبو مدافع، وبياضة، وأبو طير، وحطام سفينة الكيابل، وحطام سفينة الدجاج. وأكدت الجوهرة أن الأهم في هذه الرياضة توفير السلامة للأشخاص، وتوفير مرشدي غوص لمرافقة الغواصين تحت الماء وتوفير معدات الإسعافات الأولية والأوكسجين على متن الرحلة، واختيار الأماكن التي يكون الغوص فيها آمنا وبعيدا عن التيارات القوية. أضحت رياضة الغوص منافسة محتملة لكل الرياضات بعد أن فرضت نفسها على الهواة جنبا إلى جنب المحترفين والمحترفات وظلت الأنشطة البحرية لسنوات مضت حكرا على الصيد. لكن امتداد السواحل والشواطئ حفز الشبان والشابات على الولوج إلى رياضة الغوص المثيرة، يدفعهم إلى ذلك الفضول لاكتشاف اسرار البحار ومكنوناتها من الأحياء البحرية والشعب المرجانية. عن غموض البحر وأسراره يقول الشاعر إيليا ابو ماضي: ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟ وشرح كبير مدربي الغوص والإسعافات الأولية محمد العمراني ل«عكاظ» أنواع الغوص فمنه الترفيهي باستخدام معدات التنفس الذاتي، والغوص التقني باستخدام معدات أكثر تعقيدا، أما الغوص التجاري فيستهدف انجاز مهمات عملية كأعمال لحام الأنابيب وغيرها، وهناك الغوص الحر الذي لا يعتمد على أي معدات للتنفس تحت الماء، ويتم النزول والتدرب على أخذ نفس واحد وحبسه، وفي الماضي كان الغوص الترفيهي أكثر نوع مرغوب لرغبة الغواصين باستكشاف كل ما هو جديد تحت الماء. ويعتبر العمراني كل المواقع مميزة للغوص لاختلاف أنواع البيئة البحرية من شعاب مرجانية وأسماك. ومن الأماكن التي اكتشف سحرها وتميزها شواطئ تبوك من حقل إلى الوجه. وقال إن معظم المشاكل التي قد يواجهها الغواصون تحت الماء عدم اتباع تعليمات السلامة وعدم إحترام قوانين البيئة البحرية، فالعالم تحت الماء عالم آخر له قوانينه وله مخلوقات تعمره وتسكنه. وعن مستويات الغوص قال العمراني إنها تبدأ من المياه المفتوحة إلى المستوى الاحترافي، والتعلم يزيد من خبرة الغواص ما يساعده على الاستمتاع أكثر. ويتعلم الغواص عن معدات الغوص واستخدامها والحفاظ عليها بعد انتهاء الغوص، كما يتلقى معلومات عن البيئة البحرية والأمواج وكيفية التعامل معها وعن التصرف الصحيح في حالات الطوارئ وفي حال فقدان زميل. ويرى العمراني أن حوادث الغوص تعتبر الأقل ودورة الإسعافات الأولية في هذا الجانب لا تختص فقط بالغوص وتشمل الحالات الحرجة المهددة للحياة وحالات الإصابات غير المهددة للحياة ومن أهم واجبات المسعف إتمام عملية الإنقاذ دون تعريض حياته وحياة الآخرين للخطر، ناصحا المتقدم لدورة الغوص أن يكون ملما بالسباحة بصفة عامة والقدرةعلى الوقوف في مياه عميقة. ومن أهم أدوات السلامة في الغوص اتباع التعليمات، وعدم المجازفة والثقة الزائدة، واحترام القوانين وجعل سلامة من معه في المقام الأول دائما. «أيونا» و«الأخوات ال7» و«أنس ريف»! مدرب الغوص أحمد المغامسي يؤكد أن مواقع الغوص في السعودية متعددة ومنها البحر الأحمر، وكل ساحل له ما يميزه في البيئة والحياة البحرية، وأفضل الأماكن شمال البحر الأحمر (ينبع) و(نيوم) المستقبل الواعد. ومن أهم قواعد التدرب على الغوص الثقة والقدرة على حل المشكلة المحتملة؛ فالغواص عند قيامه بأي غطسة تكون تحت إدارة مرشد يمنحه نبذة عن المكان وطبيعته وللمرشد صلاحيات في إدارة الغوص وتقديم النصائح والإرشادات للمبتدئين. وعن المخاطر يقول المغامسي إنها واسعة مثل من يقود مركبة قد تواجهه مخاطر كذلك الغواص تواجهه مخاطر ويتعلم المتدرب كيفية مواجهتها والمسعف الأولي أهم عنصر في الفريق لعلاج الجروح السطحية إلى إنعاش القلب والرئتين ويكون جاهزا بمعدات خاصة، وفي كل قارب معدات إسعاف. وعن المواقع التي يفضها الغواصون يقول إن السفينة الغارقة (أيونا) في ينبع من أكثر الوجهات للاستمتاع، وكذا شعاب (الأخوات ال7) في جدة، وسفينة (أنان)، ومنطقة (أنس ريف) في الليث، ومنطقة (ملاتو). وبيّن المغامسي أن الغوص أضاف له وللغواصين الشعور الإيجابي والتعرف على شخصيات كثيرة يجمعها أمر واحد هو حب البحر. كيف تكسر رهبة الموج؟ حمود الميموني (مدرب ومسعف) يعتبر شاطئ البهادر في جدة من المواقع المفضلة، إلى جانب البحر المفتوح، وجربة، وينبع، ناصحا الغواصين بمراجعة إشارات الغوص، ومراجعة المعدات قبل النزول في البحر، وعمل مخطط كامل للغوص يشمل مكان الغوص، وطريقة الدخول والخروج، والعمق، والاتجاهات، ومراقبة حركة الرياح باستمرار، والعودة الآمنة. وليس شرطا حصول الغواص على رخصة مرشد، ويكفي الحصول على رخصة غواص في بحر مفتوح، ويستطيع الشخص كسر رهبة الخوف من البحر بمساعدة المدرب، وكسب الثقة من خلال التدريب في المسبح، وتجربة التنفس بالمعدات تحت الماء، ثم بعد ذلك في البحر في مناطق ليست عميقة. وطبقا للميموني، هناك مهارات مطلوبة لتعلم الغوص منها أن يكون المتدرب يجيد السباحة، والتواصل مع أحد المدربين المعتمدين في مراكز الغوص. ومدة التدريب أول دورة أسبوع تشمل تدريبا نظريا وتدريبا في المسبح وتدريبا في البحر، يحصل بعد ذلك المتدرب على رخصة غوص معتمدة. ويروي عن بعض المواقف الخطيرة التي واجهته أثناء الغوص ومنها أنه فوجئ بقرب انتهاء الأوكسجين بسبب عدم متابعته مؤشر الجهاز. سوسن: احذر.. واخرج سالماً من البحر سوسن القحطاني (كبيرة مدربي غوص) شرحت من جانبها أنواع الغوص، ومنها الغوص التخفيفي إذ يقبل عليه الهواة. ومن المواقع التي غاصت فيها ولا تنساها شواطئ جدة، وينبع، والليث، ونيوم، وقريبا ستغوص في جزر فرسان. ولابد من وجود مدرب أو مرشد مع الهواة والمتدربين، والتأكد من تراخيص الغواصين، وتوزيع الهواة إلى مجموعات تحت إشراف المرشدين. وعن المواقف الخطيرة التي تعرضت لها تقول سوسن: في بداياتي لبست المعدات بطريقة خاطئة، وعندما قفزت إلى البحر في العمق تذكرت تعليمات المدرب وقمت بنفخ سترة الطفو مع الزعنفة حتى خرجت بسلام من البحر. وتقول «رياضة الغوص عززت كثيرا ثقتي بنفسي وشخصيتي، يكفي الإنسان عندما تثقله الهموم أن يغطس ويتأمل ملكوت الله ليخرج للعالم بروح جديدة متفائلة. والغوص أشبهه بقيادة السيارة طالما أنت تتبع القواعد والتعليمات ولم تتهور فأنت بخير». الجوهرة: لا تعتدوا على الكائنات البحرية