بروح الشباب المفعمة بالحيوية يسابق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) الزمن من أجل تحقيق رؤيته الطموحة 2030، والتي بدأت ثمار مخرجاتها تظهر على أرض الواقع، فقافلة البناء والتنمية والتقدم والتطور والتحديث التي يعمل عليها الأمير الشاب تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يريده لوطنه العزيز، ولدولته الأبية، ولشعبه الكريم.. هذه هي أهدافه السامية التي يريد تحقيقها ويتطلع لرؤيتها. وتتمثل رؤية الأمير الشاب لعام 2030 في إيجاد مصادر دخل للمملكة غير نفطية لإحداث طفرة عمرانية وزراعية وصناعية هائلة داخل المملكة، تضمن مستقبلاً مزدهراً للمواطنين ولأبنائهم، لكي تصبح المملكة دولة تعانق السماء ومصنّعة تعتمد على إمكاناتها وقدراتها الذاتية، متجاوزة الاعتماد على النفط. فنحن في مرحلة مهمة تتمثل في المشروع الذي أطلقه ولي العهد، الذي عهدنا عنه أنه رجل أفعال لا أقوال، وهو رؤية المملكة 2030 وعمادها الرئيسي شباب وشابات الوطن الذين هم مرتكز الرؤية الحقيقي، حيث إنه جيل الأمير محمد بن سلمان الشبابي.. جيل المهمات الصعبة والمتعددة، جيل الرؤية والتحول الوطني التاريخي. تعال معي أخي القارئ الكريم نستعرض سوياً بعضاً من إنجازات الأمير الشاب داخلياً وخارجياً منذ أن تولى منصب ولي العهد في يونيو 2017، حتى نعطي كل ذي حق حقه، ولعل أبرز هذه الإنجازات هي حملة الإصلاحات غير المعهودة، من خلال إطلاق سموه حملة لمكافحة الفساد لاقتناع الرجل بأنه لا تنمية في دولة كبرى إلا بعد اجتثاث جذور الفساد ومحاسبة الفاسدين. ولم يُستثن من الحملة أي مسؤول مهما كان منصبه لتشمل الحملة التي أطلقها سموه قبل خمسة أعوام أمراء ووزراء ورجال أعمال وموظفين حكوميين، إذ تم استدعاء أكثر من 400 شخصية. وبخط موازٍ لمكافحة الفساد كانت هناك التنمية من خلال إطلاق مشروع «نيوم» على البحر الأحمر، لتحويل المملكة إلى منافس عمراني قوي لدول المنطقة وجعل المملكة محطاً سياحياً عالمياً بحزمة استثمارات تصل إلى 500 مليار دولار أمريكي، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو متراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر، سيركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة، على أن تنتهي المرحلة الأولى منه في 2025. كما حمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عملية إنشاء شركة سعودية للصناعات العسكرية، بشكل وطني خالص، على عاتقه، حيث تمكن من إنشاء هذه الشركة، وذلك انطلاقًا من جهوده المستمرة في السابق لإعادة تنظيم أعمال وزارة الدفاع التي يتولى رئاستها، وفي إطار اهتمامه المستمر بقطاع الصناعات الحربية. ولا يستطيع أحد أن ينسى فضل سمو الأمير في أنه صاحب فكرة طرح أسهم من شركة «أرامكو» للاكتتاب، وهو ما دفع وكالة «بلومبيرج» الأمريكية اختيار سموه ليكون ضمن أكثر 50 شخصية تأثيرًا في العالم، في عام 2018، والتي تركت أثرا واضحا على الاقتصاد العالمي. ولم ينس الأمير محمد بن سلمان إشراك المرأة في العمل لأهميتها المجتمعية من خلال تمكين المرأة وتعيينها في مناصب مهمة والسماح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من 24 يونيو 2018 في قرار جاء بعد عقود من الحظر، وحمل القرار بصمات الأمير الشاب. وخارجياً، وضع الأمير ابن سلمان صوب عينيه تعزيز العلاقات العربية من جانب والعالمية من جانب آخر، وبموافقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه – عمل ولي العهد على إعادة الحكومة الشرعية في اليمن ومحاربة أذرع إيران من خلال إطلاق عملية عاصفة الحزم عقب توليه منصب وزير الدفاع مباشرة، من منطلق التزام المملكة والدول الداعمة لها بضرورة إنقاذ الشرعية في اليمن، من الخطة التي تنفذها إيران هناك من خلال مليشياتها التي أطلقتها في اليمن، وتحاول الانقلاب على الشرعية. ومن مصر إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا، في جولة مكوكية قام بها ولي العهد، في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز العلاقات الخارجية للمملكة في إطار الحملة التي قادها الأمير، بدأ بزيارة للقاهرة التقى فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لمناقشة العديد من الملفات المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين، كما قام سموه بزيارات متعددة لليابان لحضور قمة العشرين والهند وباكستان وأمريكا الجنوبية لدعم أواصر التعاون بين المملكة والعالم. وبموافقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أعلن الأمير محمد بن سلمان، عن تأسيس التحالف الإسلامي، في عام 2015، وذلك بهدف مجابهة الإرهاب في جميع النواحي سواء العسكرية، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، والإعلامية. ويتكون هذا التحالف من مجموعة دول وصل عددها إلى 44 دولة، والتي أعلنت أنها على أتم الاستعداد للمشاركة بأقصى ما تمتلك من إمكانات وقدرات عسكرية واقتصادية وإعلامية لمحاربة الإرهابيين في جميع أركان العالم الإسلامي. ودعم الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، تنظيم القمة العربية الإسلامية الأمريكية، والتي كانت عبارة عن مجموعة من الاجتماعات التي تمت بين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الرئيس دونالد ترامب، وذلك بهدف تقوية الروابط بين البلدين والتعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب واجتثاثهما. كل هذه الإنجازات تمت في أقل من 5 أعوام من تولي سمو الأمير منصب ولي العهد، والقادم أكثر بإذن الله.. إنها حقاً مملكة شابة تستمد روحها من شباب الأمير محمد بن سلمان.