كقصيدةٍ مجروحة الأوزانِ ويدٍ تصبُّ الضوءَ للعميانِ كمسافرٍ في الريحِ مركِبهُ الأسى ويداه بالخيباتِ تصطفقانِ كدمِ الشهيدِ وقدْ أضاءَ بعمرهِ صبحَ البلادِ لفاسدٍ وأناني وكهاربٍ من صحبهِ لعدوهِ قلبٌ بقارعةِ الودادِ يعاني وكمجهدٍ ضلَ الطريقَ محملاً من كلِّ أصنافِ العذابِ الداني ضاقتْ به طُرقُ المنى وتجهمتْ في وجههِ مدنٌ من العرفانِ هو عاشقٍ تعدو به صبواتهُ والزادُ.. تَمرُ تلهُفٍ وأغانٍ ما ابتلَّ من ريقِ العناقِ فؤادهُ والعمرُ في حضنِ الحبيبِ ثوانٍ لم يجنِ إلا التيه من أسفارهِ ومواسماً من حنطةِ الخذلانِ من صبرهِ هذي البحارُ تشكلتْ لكنها تركتْ بلا شطآنِ ما مر يوماً في خيالِ سفينةٍ أو ذاقَ طعمَ توجسِ الربانِ وكأنه وترٌ أضاعَ رنينهُ تغشاهُ صحراءٌ من النسيانِ وترٌ حديثُ الوردِ يشبهُ صوتهُ وترٌ... يفكرُ في احتضانِ كمانِ وترٌ غريبٌ قيلَ أصبحَ شاعراً مُلقىً على حجرٍ من الحرمانِ شجواً يداوي بالمجاز حبيبةً في الفقدِ تشبههُ وفي التحنانِ ياليلُ يا كوخَ الغريبِ بأرضهِ لمْ يبقَ إلا أنتَ في الخلانِ تلقي قميصكَ للذين تزمهروا بعد الذين ... وليسَ ثم معاني هجروا وما تركوا شذىً من ودِّهِمْ حتى يصدَّ روائح الأحزانِ تركوا مواعيدَ الإيابِ مضاءةً والدورَ واقفةً على الأجفانِ تتذكرُ الأبوابُ غيمَ أكفهمْ أتحسُ أكثر منهمُ وتعاني؟ كقصيدةٍ لم يبقَ من كلماتها إلا صدى وطنٍ وسرب دخانِ وأحبةٍ رحلوا وجفَّ صهيلهم في خاطرِ الشرفاتِ والجدرانِ وصدى صلاةٍ ليس يقبل أجرُها ووضوؤها نهرُ الدمِ الهتانِ كتأنق المنفى لدهشةِ لاجئٍ متألمٍ من قسوةِ الأوطانِ لم تُنسِهِ الأيامُ ريحَ بلادهِ يا غربةَ الأوطانِ في الإنسانِ