التأخر في علاج خراج الفم عند الأطفال أو إهماله يسبب مشاكل صحية كثيرة لمن يعاني منه، خصوصاً أصحاب المناعة الضعيفة بسبب العدوى البكتيرية الناتجة عنه، ويشكل خراج الأسنان خطورة كبيرة في حال تمدده ووصوله للرقبة، وقد يتسبب في غلق مجرى التنفس والاختناق، وبسبب قرب الأسنان من منطقة المخ ربما تؤدي العدوى البكتيرية المسببة لخراج الأسنان إلى خراج بالدماغ يحتاج لتدخل جراحي، أو تسبب التهاباً بالغشاء السحائي، فضلاً عن أن تسرب صديد الخراج إلى الأوعية الدموية الرئيسية ما يؤدي إلى الإصابة بتسمم الدم. ماذا نعرف عن خراج الأسنان عند الأطفال؟ هل هو تجمع للصديد في الأسنان؟ هل يحدث في الأسنان اللبنية أو الدائمة؟ هل يتسبب في تسوس الأسنان غير المعالجة عند الأطفال أو الأسنان المكسورة؟ هل يجب سرعة علاجه لتجنب المضاعفات الخطيرة، وكيف يمكن علاجها؟ يتساءل الكثيرون عن كيفية تكوّن خراج الأسنان في اللبنية أو الدائمة، وما النصائح التي يجب تعليمها للأطفال للحفاظ على نظافة الفم، واستشارة الطبيب عند شعور الطفل بألم في الأسنان؟ يعرف الخراج بأنه تورم مليء بالقيح يحدث بسبب العدوى الناتجة عن دخول بكتيريا للسن، إذ تتمكن البكتيريا من اختراق السن عند وجود تشققات وتجاويف فيه، ويظهر على الطفل العديد من الأعراض المتعلقة بخراج الأسنان، وأبرزها انتفاخ اللثة واحمرارها، وألم حاد في الأسنان يظهر بشكل تدريجي ويزداد سوءاً، وتورم واحمرار في الوجه وارتخاء الأسنان، ورائحة الفم الكريهة، والشعور بطعم غريب في الفم، وألم في الرقبة أو الفك أو الأذن، وألم شديد عند النوم، وحساسية الأسنان تجاه المشروبات الباردة أو الساخنة، وحمى وتعب، وكذلك صعوبة البلع والتنفس في الحالات الشديدة. كيف تتسلل البكتيريا؟ تقول طبيبة الأسنان هدى الخطيب إن السبب الرئيسي لخراج الأسنان عند الأطفال هو التسوس ومعظم الخراجات تحدث للأطفال، وعندما لا يتم علاج التسوس، فإنه يمكن أن يكبر أو يكسر السن أو ينتشر إلى اللثة وهيكل العظام، فالأسنان المكسورة من الصدمات الجسدية تسبب أيضًا الخراج عند الأطفال، إذ يسمح الكسر للبكتيريا بالدخول وتكوين الخراج. ومن أعراض خراج الأسنان عند الأطفال الألم النابض الشديد، وامتداد الألم إلى الأذنين والعنق، ما يسبب الأذى والتوتر العضلي وقرح الفكين مع ألم خفيف يزداد حدة على مدى عدة أيام يشير عادة إلى حدوث خراج، والأطفال الذين يعانون من خراجات الأسنان قد يعانون من الحمى، إذا كان الطفل يعاني من ألم في الفم وحمى فينصح بمراجعة طبيب الأسنان على الفور. وأضافت الدكتورة هدى الخطيب أن علاج خراج الأسنان عند الأطفال في معظم الحالات، يتم من خلال المضادات الحيوية لكن الخراج يعود إذا لم تتم معالجة السن المصابة، وإذا كان مصدر المشكلة السن اللبني، فمن المحتمل أن يقوم طبيب الأسنان بخلع السن، أما بالنسبة للأسنان الدائمة، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء علاج قناة الجذر أو تركيب تاج للأسنان، وقد يصف الطبيب دواء مسكنا للآلام للطفل إذا كان الألم شديدا، والكمادات الباردة تقلل من التورم، وغسل الفم بالماء المالح الدافئ يمكن أن يخفف من آلام اللثة، ويمكن وضع جل التسنين على اللثة مباشرة لتخدير موقع الألم. ويجب تعليم الطفل تنظيف أسنانه جيدًا مرتين في اليوم على الأقل، ويجب على الأطفال أيضًا تنظيف أسنانهم بالخيط، وتعد المشروبات السكرية مثل الصودا والعصير المحلى من العوامل الشائعة في مشاكل صحة الأسنان، لذا تجنب إعطاء طفلك هذه المشروبات. نصائح.. هكذا تحمي أسنان طفلك بعد زيارة الطبيب لابد من متابعة حالة الطفل في المنزل للتخفيف قدر الإمكان من أعراض خراج الأسنان، ويجب وضع كيس من الثلج على خد الطفل للتخفيف من الألم والتورم في الفك والوجه، وتركه مدة تراوح بين 10-20 دقيقة في المرة الواحدة، والحرص على لف الثلج بقطعة من القماش قبل وضعه على وجه الطفل مع إعطاء الطفل الأدوية والعلاجات التي وصفها الطبيب حسب التوجيهات. وفي حال وصف الطبيب الأدوية المخففة للألم، يجب متابعة الإرشادات بحذر وعدم محاولة إعطاء الطفل جرعة أكبر للتخفيف من الألم بشكل أسرع، وسؤال الطبيب عن إمكانية إعطاء الطفل الأدوية المخففة للألم المتاحة بدون وصفة طبية في حال لم يقم بوصفها له، والاستمرار في إعطاء الطفل المضادات الحيوية بحسب تعليمات الطبيب، وعدم التوقف عن استخدامها حتى لو شعر الطفل بتحسن واختفت الأعراض، ويجب أخذ الجرعة كاملة حتى يشفى تمامًا. ومن النصائح مساعدة الطفل على شطف فمه بالماء المالح الدافئ، إذ يساعد على التخفيف من الألم والتهيج والتورم، وجعل الطفل ينظف أسنانه مرتين في اليوم على الأقل، ومن الأفضل أن يستخدم معجون خالٍ من الفلورايد وفرشاة أسنان ناعمة الشعيرات، وتقديم الأغذية الصحية وتجنب الأطعمة والمشروبات السكرية خاصة بين الوجبات وقبل النوم بوقت قصير. ويصبح خطر العدوى خطيرا في حال ترك خراج الأسنان دون علاج، وتشمل مضاعفاته ألم شديد ومزعج وانتشار العدوى إلى الفك والرقبة ومناطق أخرى من الرأس والعدوى قد تنتشر في الجسم وتكون مهددة للحياة.