انتشرت في الآونة الأخيرة، وبصورة كبيرة، حالات خراج الأسنان، ويعود السبب فى ذلك إلى انتشار تسوس الأسنان بصورة كبيرة بين الصغار والكبار تبعاً لتغير نوعية الغذاء وطريقته. وتعتبر الأسنان المتسوسة البوابة لدخول البكتيريا إلى نسيج العصب بطريق أو بآخر. وقد يكون السبب هو انتشار التسويس إلى عمق العصب، كما في الحوادث التي تؤدي إلى كسر السن، وأمراض اللثة التي تؤدي إلى دخول البكتيريا عن طريق قنوات العصب الجانبية، أو عن طريق البكتيريا الموجودة بتيار الدم أصلا والتي تنتقل إلى العصب بواسطة أوعية الدم المغذية له. يعتبر خراج الأسنان من التهابات الفم المؤلمة التي تصيب جذور الأسنان أو اللثة المحيطة بالأسنان. يعد تسوس الأسنان الشديد وأمراض اللثة أكبر الأسباب المؤدية لخراج الأسنان. بالإضافة إلى تعرض السن لضربة خارجية قد تؤدي إلى موت العصب و تحلله و بالتالي تكوّن الخراج. يسبب تسوس الأسنان نخر طبقة المينا على سطح الأسنان مما يسمح للبكتيريا بإصابة عصب الأسنان. إصابة العصب تؤدي الى موت الخلايا العصبية والأوعية الدموية و تكوّن الخراج. قد ينتشر الخراج لينتقل من العصب إلى العظام الخارجية المحيطة بالأسنان. لأن الخراج مادة حمضية جدا فانه يقوم بإذابة العظم و يخرج عن طريق اللثة إلى الفم، أو عن طريق الجلد الى خارج الوجه. أنواع وأعراض خراج الأسنان تعتمد على مدى قوة الجرثومة المسببة ومناعة الشخص وعلى مكان السن المصاب والأنسجة حوله من جانب، ومن جانب آخر تعتمد على نوع الخراج ما إذا كان مزمناً أو حاداً. أنواع وأعراض خراج الأسنان تعتمد على مدى قوة الجرثومة الخراج المزمن قد لا يكتشف إلا عن طريق الصدفة، خلال الكشف بالأشعة مثلاً، فهو لا يسبب أيَّ شكوى للمريض أو أي أثر خلال الفحص الإكلينيكي (السريري). وفي بعض الأحيان قد يظهر ناصور صغير في الفم ويخرج منه الصديد فيشعر المريض بطعم مر ورائحة كريهة للفم. أما الخراج الحاد فهو الأخطر، وأعراضه موجعة وشديدة وغير محتملة، مع الشعور بالنبض في السن يستمر مدة 24 ساعة، وهذا الألم يشتد مع المضغ أو حتى تلامس الأسنان وإطباقها مع بعضها بعضا. يشعر المريض بأن السن متخلخلة وفي بعض الحالات قد يظهر تورم كبير في أحد جانبي الوجه نتيجة انتشار الالتهاب في الأنسجة الخلوية للوجه. ويجب أن تتم السيطرة عليه بسرعة وبطريقة سليمة لخطورته، فهو يهدد حياة المريض. تصاحب الإصابة بخراج الأسنان آلام شديدة نابضة ومستمرة أو قد تكون آلام حادة و مفاجئة. من العوارض الأخرى التي تنتج من الإصابة بخراج الأسنان: - مذاق مر في الفم . - رائحة نفس كريهة. - تورم واحمرار اللثة . - حمى . - ألم عند المضغ . - حساسية الأسنان ضد المشروبات أو المأكولات الباردة أو الساخنة . - تورم غدد الرقبة. - الانزعاج والقلق أو عدم الشعور بالراحة بشكل عام، أو الشعور بالاعياء. - تورم بعض المناطق في الفك العلوي أو السفلي . - تكون مخارج مفتوحة مؤلمة داخل الفم على جوانب اللثة. من الممكن أن يتوقف الألم الناتج عن خراج الأسنان في حالة موت عصب السن نتيجة للإصابة. لكن هذا لا يعني أن الإصابة قد شفيت، لأن الالتهاب يبقى مستمرا حيث يمتد ليتلف أنسجة اللثة. لذلك فإنك إذا عانيت أيا من العوارض المذكورة أعلاه، فإنه من الضروري أن تقوم بزيارة طبيب أسنانك في أقرب وقت ممكن، حتى لو أنك شعرت بأن آلام أسنانك قد تضاءلت. تصاحب الإصابة بخراج الأسنان آلام شديدة تشخيص خراج الأسنان سيتحقق طبيب أسنانك من إصابتك بخراج الأسنان وذلك بطرق سنك بإحدى الأدوات الطبية و فحص اللثة المحيطة بالأسنان. إذا كان ضرسك مصاباً فإنك ستتألم حين يطرق طبيبك على ضرسك. سيسألك طبيبك أيضا ما إذا كان الألم الذي تشعر به يزداد كلما أغلقت فمك بإحكام أو عند الأكل. إضافة إلى ذلك، فإن طبيبك قد يشتبه بإصابتك بخراج الأسنان لتورم أو احمرار لثتك. يمكن أن يشخص طبيب الأسنان حالتك باستخدام الأشعة السينية ليتحرى وجود تآكل في عظام السن المحيطة بالخراج. كما يجب التنبيه ان المضادات الحيوية التي يصفها طبيب الأسنان تساهم بدرجة كبيرة في مكافحة الالتهاب. لكن هذا العلاج يعد وقتياً لأنه لا يزيل السبب وراء الخراج، و انما يخفف من شدته. لكن بعد أيام قليلة من التوقف عن تناول المضادات الحيوية سيرجع الخراج و الألم المصاحب له من جديد. يمكن استخدام المسكنات والمضمضة بماء دافئ و ملح لتخفيف الألم والانزعاج المتعلقين بخراج الأسنان لكن كل هذه الأمور تعتبر مسكنات و لا تعالج جذور المشكلة. معالجة خراج الأسنان يهدف علاج خراج الأسنان الى تخليص المريض من الالتهاب، للحفاظ على السن ومنع حدوث أي مضاعفات صحية نتيجة للخراج. يحتاج التخلص من خراج الأسنان إلى عملية تصريفه من مكانه. ويتم ذلك بإحدى الطرق التالية: - علاج عصب السن الملتهب. بعدئذ يمكن أن يغطى السن بالتاج (يلبس السن المصاب بالتاج لترميمه أو إعادة بنائه). - يمكن خلع السن من جذوره مما يسهل عملية تصريف الخراج من خلال الفراغ المتكون بعد الخلع. - يمكن قطع نسيج اللثة المتورم عند السن للوصول إلى الخراج وتصريفه. - تساهم المضادات الحيوية التي يصفها طبيب الأسنان في مكافحة الالتهاب. يمكن استخدام المسكنات والمضمضة بماء دافئ و ملح لتخفيف الألم والانزعاج المتعلقين بخراج الأسنان. تجنب الإصابة بخراج الأسنان إتباع ارشادات نظافة الفم والأسنان يقيك خطر الإصابة بالتسوس أو بأمراض اللثة التي تؤدي الى خراج الأسنان. كما أنه إذا تعرضت أسنانك إلى ضربة خارجية (على سبيل المثال، عندما تؤثر الضربة على السن فيصبح متحركا أو مكسورا)، فعليك مراجعة طبيب أسنانك بأسرع وقت لتجنب المشاكل قبل حدوثها. يعتبر خراج الأسنان من التهابات الفم المؤلمة