بدأت «الدراما السعودية» في الستينات الميلادية مع تأسيس التلفزيون، ومع الزمن زاد الإنفاق عليها وتوسع الإنتاج وتغير الطرح، ومع ذلك بقيت متواضعة الأداء، مكررة الفكرة والعرض والحوار. في الوقت الراهن؛ تغيرت النظرة الإنتاجية للأعمال الدرامية، وظهر نجوم سعوديون، وحلت «الكوميديا»، وجاء مسلسل «طاش ما طاش» (1993_2010) كأحد الأعمال التلفزيونية الناجحة محلياً وعربية، وطلبت «مكتبة الكونجرس» بعض أجزائه لأرشفته لديها، أعقبه ظهور أعمال سعودية أخرى بمشاركة عربية، حققت نجاحاً وانتشاراً ومشاهدة، مثل: «حارة الشيخ»، و«العاصوف»، و«بنات الملاكمة»، و«الميراث». ظلت «الدراما السعودية» تسابق الزمن بتطلعات مستقبلية، بإثراء المحتوى الفني ضمن «رؤية 2030» ومتابعة وزارة الثقافة، وعقدت هيئة المسرح والفنون الأدائية بتطوير المهارات ورشا تدريبية في التمثيل والإخراج المسرحي. وفي السنوات القليلة الماضية ظهرت تجارب درامية على المنصات الرقمية مثل مسلسل «رشاش» ضخم الإنتاج كعمل درامي سعودي، وما زالت الدراما السعودية مستمرة الصعود وستصل يوماً إلى مستويات عالمية، خصوصاً مع وجود كتَّاب ومخرجين بمستويات عالية، وطواقم عاملة وصلت إلى درجة راقية. يذكر أن «الدراما» بوصفها النموذج الأدبي الأمثل لعصرنا، والتناسب الجديد بين القوى الاجتماعية للعصر والجانب الثقافي الذي يناسب العالم الحديث، هذا التناسب يظهر تدريجياً في كل الأجزاء المكونة لمضمون الأدب وشكله، والانتباه التلقائي الذي يثبت قيمة يحترم فيها القيم والتقاليد الثقافية، من خلال الرسالة الموجهة للمجتمع وفق سماتها الفن السعودي.