وضعت رئاسة الحرمين الشريفين أمس مسارا تاريخيا وخارطة طريق غير مسبوقة بعد إعلان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس أمس ملامح الهيكلة الإدارية التطويرية الأشمل والأكبر في تاريخ الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي تحت شعار الهيكلة الجديدة «رؤية حضارية وآفاق مستقبلية، للشباب تتويج، وللمرأة تمكين، وللتقنية إبداع، وللذكاء الاصطناعي تميز وإمتاع».. وبعد طول انتظار؛ كشف الشيخ السديس أمس تكليف سيدتين مساعدتين للرئيس؛ وهو ما انفردت به «عكاظ» في عددها أمس بنشر تفاصيل الهيكلة.. كما أعلن الشيخ السديس تكليف الدكتور سعد المحيميد مساعدا للرئيس للمسجد الحرام، والدكتور عبدالعزيز الخضيري مساعدا للرئيس لشؤون المسجد النبوي، إلى جانب تعيين 10 وكيلات في تخصصات مختلفة في أكبر هيكلة لتمكين المرأة في الرئاسة.. ومن أهم ملامح الهوية القادمة للرئاسة هي الريادة العالمية التي ستكون هوية المرحلة القادمة وتوظيف اللغات والترجمة لإيصال رسالة الحرمين للعالم ومواكبة لرؤية المملكة 2030، إلى جانب إيصال رسالة الحرمين الشريفين عبر خطب المسجد الحرام والمسجد النبوي وخطبة يوم عرفة للحجاج وضيوف بيت الله الحرام وعموم المسلمين، بالاستفادة من وسائل التقانة الحديثة وتسخيرها لتصل إلى جميع المسلمين. وقال الرئيس العام الشيخ السديس في كلمته «أمامنا رؤية بلادنا 2030 ورؤية الرئاسة 2024 في التطوير والتجديد لفتح آفاق جديدة للشباب لضخ الدماء والتطوير المستمر وتمكين المرأة والتقانة والرقمنة، إضافة إلى مواكبة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي». وأضاف أن الرئاسة دأبت على الاعتناء بالشباب واليوم يتجاوز عددهم 95٪ من الموظفين في كافة التخصصات، والمرأة لها قصة نجاح نقف عندها بشكل متأمل. ومن الواضح أن الرئاسة اتجهت بقوة لإعادة هيكلة القطاع النسائي في الرئاسة بالكامل، بهدف تمكين المرأة وفق منطلقات الرؤية المباركة 2030، خصوصا أن هيكلة الرئاسة العامة الجديدة شهدت إنشاء (25) وكالة متخصصة في مختلف التخصصات، تواكب النقلة التطويرية والقفزة الحديثة التي تعيشها المملكة لتقديم أفضل الخدمات بالحرمين الشريفين. ومن أهداف إنشاء الوكالات التخصصية هي دعم مسيرة التطوير وتسخير القدرات التي يزخر بها أبناء الوطن، والمزيد من تمكين المرأة لخدمة قاصدات المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتطبيق أحدث التجارب الإدارية لمزيد من الجودة وتسخير الذكاء الاصطناعي ووسائل التقنية الحديثة. وتأتي التعيينات التي أعلنتها الرئاسة كخطوة تاريخية كبرى وغير مسبوقة للتوسع في تمكين المرأة في السعودية. وكان الرئيس العام قد أنشأ الوكالة التطويرية النسائية قبل عامين في إطار تمكين المرأة السعودية خدمة للحجاج والمعتمرين وقاصدات الحرمين الشريفين في خطوة إيجابية غير مسبوقة، حيث نجحت الوكالة التطويرية النسائية في الاضطلاع بمهماتها ومسؤولياتها.