لا يزال وباء كوفيد-19 حديث المجلس، والشغل الشاغل للدوائر السياسية من حكومة ومعارضة. فعلى رغم استمرار انخفاض عدد الإصابات الجديدة لليوم الحادي عشر على التوالي أمس إلى 24470 إصابة، وانخفاض عدد الوفيات أمس إلى 65 وفاة؛ إلا أن الجدل لا يزال يتسبب في سجالات واتهامات متبادلة، خصوصاً بشأن رغبة حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون في التعجيل بتطعيم بقية سكان بريطانيا، على أمل دحر الوباء. وأدى ذلك إلى اندلاع احتجاجات عارمة رفضاً لاتجاه الحكومة إلى إلزام البريطانيين بحمل شهادات تطعيم لدخول أماكن الترفيه والأماكن العمومية. وفي أحدث مسعى بهذا الصدد؛ كتبت صحيفة «ديلي ميل» أمس أنه يتوقع أن تتم دعوة عشرات الملايين من البريطانيين إلى الحصول على جرعة تعزيزية ثالثة من لقاح فايزر-بيونتك، بعدما تم التيقن من أن اللقاحات هي السلاح الأقدر على كبح جموح سلالة دلتا المتحورة وراثياً التي ظهرت في الهند في أكتوبر 2020. وأضافت أن مشروع إعطاء الجرعة الثالثة سيبدأ في سبتمبر القادم. وسيخضع له نحو 23 مليون نسمة ممن هم أكبر من 50 عاماً، إلى جانب الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، وكوادر الخدمة الصحية، ودور رعاية المسنين. وتقول السلطات الصحية البريطانية إن تعزيز المناعة بجرعة ثالثة من لقاح فايزر-بيونتك هو أفضل سبيل لمجابهة سلالة دلتا. ويتوقع أن يحصل الجميع على لقاح فايزر، بمن في ذلك من تم تحصينهم بلقاح أسترازينيكا الإنجليزي. وأكد مسؤول حكومي كبير لصحيفة «التايمز» أمس أن أي شخص حصل على لقاح أسترازينيكا سيتم تعزيز مناعته بلقاح يقوم على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي؛ في إشارة إلى لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا الأمريكيين. وكانت دراسة مولتها الحكومة البريطانية أكدت في وقت سابق من هذا العام أن تخليط لقاحات كوفيد-19 من شأنه أن يوفر قدراً أكبر من المناعة ضد الوباء. كأن يتم إعطاء الشخص جرعة أولى من أسترازينيكا، وتكون الثانية من فايزر-بيونتك. لكن الحكومة البريطانية قالت إنها لن تطبق سياسة «تخليط اللقاح»، لسبب بسيط، وهو أنها تملك كميات كافية من جميع اللقاحات المتاحة لضمان أن تكون جرعتي الفرد من اللقاح نفسه. وفي سياق المساعي الرامية لتسريع حملة التطعيم في بريطانيا؛ ذكرت صحف لندن أمس أن جونسون يدرس إصدار قرار وتخصيص ميزانية لإغراء الشبان بالإقبال على التطعيم في مقابل تحمل الدولة كلفة نقلهم وإعادتهم إلى منازلهم على رحلات «أوبر»، وإعطاء كل منهم ساندويتش كباب مجاناً. ويمكن تكليف شركات «الديلفري» بتوصيل البيتزا إليهم في منازلهم. وترمي هذه الإغراءات إلى إقناع الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة بالحضور إلى مراكز التطعيم. ولم يخضع من هذه الفئة للتطعيم حتى الآن سوى نحو ثلثيها، مقارنة ب88.4% من بقية الفئات العمرية الأخرى. ويتضمن المشروع أن تعرض شركتا أوبر وبولت تخفيضاً كبيراً لمن يرغب في الذهاب للتطعيم، والعودة منه، وتوصيل طلب بيتزا، أو ساندويتش كباب. كما ستعرض شركات أخرى تذاكر لحضور عروض سينمائية، و«فاوتشرات» لشراء بضائع بأسعار مخفضة؛ إذا أثبت الشاب من خلال تطبيق الخدمة الصحية الوطنية الموجود ضمن محتويات هاتفه النقال أنه حصل على جرعة اللقاح. أرقام مشجعة على دحر الوباء تقول الحكومة البريطانية إن أكثر من 88% من الشعب البريطاني حصلوا على الأقل على جرعة واحدة من اللقاحات؛ وإن أكثر من 38 مليون نسمة تم تحصينهم بجرعتي اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وهو عدد يعادل 72% من عدد السكان البالغين. وطبقاً لقرارات الحكومة البريطانية، فسيكون مطلوباً، اعتباراً من أول سبتمبر 2021، من أي بريطاني إبراز شهادة تثبت حصوله على جرعتي اللقاح إذا أراد دخول ناد ليلي، أو حفلة موسيقية. واعتباراً من 16 أغسطس الجاري لن يكون المحصنون بالكامل (أي بجرعتي اللقاح) مطالبين بالعزل الصحي الذاتي إذا اتضح أنهم خالطوا مصاباً من المقربين إليهم ممن تأكد تشخيص إصابته بكوفيد-19.