أكدت وكيل الرئيس العام للحرمين الشريفين للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبُّود، أن المرأة حظيت بدعم كبير من القيادة الرشيدة، مؤكدة أن المرأة السعودية حققت قفزات نوعية وسيكون لها تكمين أكبر في المستقبل. وقالت الدكتورة العنود في حوار هو الأول من نوعه مع «عكاظ»: إن ما حققته المرأة من إنجازات خلال السنوات الماضية، جاء في خطة الرئاسة المستقبلية للمبادرات التحولية (2024)، موضحة أن حج هذا العام كان بكل المعايير حجا ذكيا حيث سخرت رئاسة الحرمين كل طاقاتها لتطبيق التقنية الذكية. وإلى نص الحوار: • بداية، ما رؤيتكم لتمكين المرأة في المسجد الحرام؟•• الفضل لله سبحانه وتعالى أولا، ثم للقيادة الرشيدة التي أولت تمكين المرأة جلّ اهتماماتها لتشارك في بناء هذا الوطن المبارك. وأؤكد لكم أن ما تحقق من خطوات مباركة لتمكين المرأة في رئاسة الحرمين الشريفين جاء بدعم ومباركة ومتابعة مباشرة من الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ باعتباره من أوائل الداعمين الرئيسيين لفكرة إنشاء الوكالة التطويرية النسائية في رئاسة الحرمين؛ وفق منطلقات الرؤية المباركة 2030، التي أعطت دفعة قوية جدا لتمكين المرأة في شتى المجالات المجتمعية.. والحمد لله حققت الوكالة بإشرافه ومتابعته إنجازات متعددة حول تمكين المرأة في الجانب القيادي وجميع الجوانب الإشرافية والتنظيمية والخدمية الأخرى. وفي الواقع أن مراحل آلية تطوير العمل النسائي، وما حققته المرأة من إنجازات خلال السنوات الماضية، جاء ضمن خطة الرئاسة المستقبلية للمبادرات التحولية (2024)، التي تهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، إلى أعلى مستويات الجودة، بما يتوافق مع التطلعات الكريمة من القيادة الرشيدة لتمكين المرأة وخدمتها لقاصدات وزائرات المسجد الحرام، بما يتوافق مع رؤية المملكة (2030). وأجدها فرصة لكي أؤكد أن تمكين المرأة حظي بدعم منقطع النظير من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، لما تتميز به المرأة السعودية من تأهيل علمي عالٍ حصلت عليه من خلال المؤسسات التعليمية المتميزة داخل الوطن وخارجه، كما أن المرأة تميزت في أدائها لعملها ولواجباتها تجاه دينها ووطنها، خاصة في خدمة قاصدات وزائرات المسجد الحرام، في ظل ما توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين. أما الخطوات التي تم اتخاذها لتمكين المرأة، فهي متعددة ومتنوعة ففي الجانب التوجيهي والإرشادي، هناك خدمات توجيهية وإرشادية لقاصدات الحرمين الشريفين، من خلال إعداد عددٍ من النساء السعوديات المؤهلات التأهيل العلمي الجيد، حول كيفية التعامل مع النساء داخل الحرمين الشريفين ومراعاة ظروفهن واحتياجاتهن، وإرشادهن وفق ما جاء في الكتاب والسنة، وضمن ما يتبع من تعليمات وإجراءات تضمن سلامتهن، لتحقيق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- بتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن. وهناك جانب تمكين المرأة في المحور الإداري والخدمي، ودعم تمكين المرأة، وتعزيز التطور الإداري الذي شهده العمل النسائي، وما يقدم من تدريب وتأهيل للعاملات بالحرمين الشريفين، إلى جانب قطاعات أخرى كثيرة تتعلق بالجانب النسائي الذي يهدف وفق توجيهات الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس لرفع مستوى شمولية الخدمات، وتقديمها وفق أفضل المعايير المهنية والعملية لزوار بيت الله الحرام، وجميع التخصصات والخدمات المقدمة، سواء كانت في الجوانب التقنية أو الخدمية أو الإدارية أو الإشرافية، أو الشؤون الخدمية والتوجيهية وفق منطلقات الرؤية 2030. • ماذا عن الخدمات التي قدمتها الوكالة لضيوف الرحمن في الموسم الحالي؟ •• الحمد لله، وفق خطة موسم الحج التي اعتمدها الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، فإن الوكالة سخرت كل جهودها لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن؛ حيث جنّدت الرئاسة العامة 825 كادرا نسائيا، لتوفير جميع الخدمات لقاصدات المسجد الحرام، بعد عودتهن من المشاعر المقدسة ووصولهن لأداء طواف الإفاضة. وقام قطاع الخدمات الإدارية والخدمية النسائية؛ ممثلة في إدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام بتعقيم وتطهير مصليات النساء بالمسجد الحرام، ونفذ برنامجا متكاملا لتعقيم مصليات النساء وتم تجهيز (549) عاملة ومشرفة وحارسة أمن (بزي مختلف)، وتوفير (17) مضخة يدوية لتعقيم المصليات النسائية والمرافق التابعة لها وتعطير السجاد، كما ساهم القطاع المختص بالوكالة أيضا في إنجاح خطة استقبال وتفويج الحجاج إلى المسجد الحرام، بمساندة العاملات على مداخل الأبواب لتقديم أكياس الأحذية للقاصدات حفاظا على سلامتهن الى جانب تفعيل مبادرة (لسلامتك) في جميع المصليات النسائية والمرافق التابعة لها، حيث بلغ عدد مرات التعقيم أكثر من (439) مرة في المصليات النسائية والتعطير (105) مرات، و(126) مرة في المرافق التابعة للمسجد الحرام، وسط الإجراءات الاحترازية المكثفة، بتوجيهات من الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس. • ماذا عن استخدام التطبيقات والتقنيات الذكية؟ •• يمكنني أن أؤكد لكم أن حج هذا العام كان بكل المعايير حجا ذكيا، فلقد سخرت الرئاسة كل طاقاتها لتطبيق التقنية الذكية، وهو ما تمثل في الروبوت التوجيهي وروبوتات زمزم وروبوتات التعقيم المتعددة في صحن المطاف، وهذه المشاريع الجديدة حظيت باهتمام ومتابعة من الشيخ عبدالرحمن السديس الذي يضع تفعيل الجانب التقني في أولوياته.. وفي هذا الإطار فعَّلت الوكالة المساعدة للشؤون الإدارية والخدمية النسائية ممثلة بإدارة الساحات والتنقل تطبيق الإجراءات الاحترازية كمل تم تجهيز أكثر من (30) عاملة سقيا زمزم، وتوفير أكثر من (40) أسطوانة ماء زمزم و(6) عربات ماء زمزم توزع على الأبواب، وتوزيع أكثر من (7000) عبوة ماء زمزم، وأكثر من (10000) لتر ماء زمزم تم توزيعها وسط إجراءات احترازية مكثفة. • ما المبادرات الجديدة الي أعلنتم عنها؟ •• توجيهات الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس تركز دائما على الابتكار والإبداع وتنفيذ مبادرات جديدة ونحن حريصون في الوكالة على تنوع المبادرات. وأحدث مشاركاتنا كانت في حملة «خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا» بتوزيع أكثر من (300 سجادة) من سجادات الصلاة وما يزيد على (200) مظلة على قاصدات بيت الله الحرام. • كيف تنظرين لمستقبل المرأة السعودية ودور الرؤية في تمكينها في المشاركة في جميع القطاعات؟ •• أعتقد أن المرأة السعودية ستكون أكثر تمكيناً في المستقبل وهذه إحدى ثمار رؤية 2030؛ حيث حققت هذه الرؤية في وقت قياسي الكثير من الإنجازات والدعم المتواصل والجاهزية لتهيئة المرأة للمستقبل. • ماذا عن إدارة تمكين المرأة التي تم إنشاؤها في الوكالة؟ •• تم إنشاء إدارة مستقلة تحت مسمى تمكين المرأة حديثا في الوكالة بتوجيهات الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في إطار مؤسسة وحوكمة عمل المرأة ومواكبة الرؤية المباركة 2030.. ونسعى جاهدين لتحقيق طموح المرأة وتمكينها على أعلى المستويات، ولدينا استراتيجية عالية المستوى لتهيئة القيادات النسائية؛ وفق خطة معينة حتى تستطيع المرأة السعودية تعزيز مكانتها في خدمة المجتمع وستعرض هذه الخطة قريبا على الشيخ عبدالرحمن السديس. • كيف تشعرين كأول امرأة تتقلد هذا المنصب الرفيع في رئاسة الحرمين؟ وهل هناك تحديات تواجهونها؟ •• شكراً على هذا السؤال.. في الحقيقة أشعر بفخر واعتزاز حيث إن العمل والخدمة في المسجد الحرام شرف كبير جدا... وأنتهز هذه الفرصة لتقديم وافر الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة التي مكنت المرأة للعمل في كافة مناحي الحياة.. كما أن الرؤية المباركة 2030 تعتبر مثالية وعملية نقلت المملكة إلى مصاف العالم المتقدم، وأود أن أتقدم أيضا للشيخ عبدالرحمن السديس بالعرفان، حيث وجدت منه كل الدعم والتقدير وهو الذي يعتبر بكل المعايير وراء هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق في مسار تمكين المرأة في رئاسة الحرمين.. أمامنا عمل متواصل ومنوع، وبإذن الله سنعمل لعكس صورة المملكة التي تدعم التسامح والوسطية والاعتدال.. وتسخّر كل جهودها لخدمة الحجاج والمعتمرين.