أعلن رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست» المهندس عبدالله بن عامر السواحة، اليوم (الأربعاء)، عن تدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، على هامش أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، الذي تنظمه المدينة في مقرها بمشاركة مؤسس ورئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب وعدد من الوزراء والمسؤولين، ونخبة من المتحدثين المحليين والدوليين. ويأتي تدشين المركز بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي ضمن الدعم والتمكين الذي تحظى به منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. وقال المهندس السواحة في كلمته الافتتاحية: إن هذا المنتدى هو فرصة للدمج بين المواهب والتقنية لتقديم التنظيمات المحفزة على الابتكار، مؤكداً أهمية اجتماع المفكرين والفاعلين كالحكومات ورجال الأعمال والمؤسسات غير الحكومية لدعم هذا التفكير التنظيمي. وأوضح أن المرونة والسرعة في وضع السياسات والتنظيم عنصر رئيس للمضي قدماً في القرن ال21، مستشهداً بتجربة المملكة في مشروع «ذا لاين» في نيوم الذي أعلن عنه ولي العهد، الذي يطوع البيانات والذكاء الاصطناعي لخلق تجربة دون منغصات مع المحافظة على البيئة، عادًّا ما يحدث في نيوم اليوم هو بمثابة أكبر منصة ابتكارية للتخطيط للنماذج الحضرية ومدن المستقبل لل150 سنة القادمة. من جانبه هنأ مؤسس ورئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب، المملكة على تدشينها مركز الثورة الصناعية الرابعة الذي يهدف لتسخير التقنيات الجديدة بأفضل مبادئ الحوكمة المرنة، التي تحتاج إلى الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني معًا لتصبح التقنية قوة من أجل الخير وضمان استفادة المجتمع منها. بدوره أوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور منير بن محمود الدسوقي، أن وطننا بحاجة إلى التعاون وتنسيق الجهود في القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية وفتح قنوات الحوار لزيادة الوعي حول الصناعة الرابعة، وتحديد المخاطر المحتملة، مؤكداً أن الثورة الصناعية الرابعة ظاهرة معقدة، ولا يمكن لأي شريحة تشكيلها بمفردها لما لها من آثار متوقعة على مستقبل العمل. وقال: لدى المملكة قاعدة اقتصادية صلبة للبناء عليها، من خلال الإصلاحات الأخيرة لنموذج الحوكمة وإنشاء كيانات جديدة مثل: الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهيئة الأمن السيبراني، وهيئة الحكومة الرقمية، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار. إثر ذلك بدأت أعمال المنتدى بعقد الجلسة الأولى التي ناقشت «تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لخدمة التنمية وتطبيق الحوكمة المرنة بين الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني»، وتحدث فيها رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، عن الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي ستعزز استخدام الذكاء الاصطناعي في المملكة، وستزيد من عدد الشركات الناشئة في هذا المجال ومن سرعة التطوير والتسريع الذي يدفع تطبيقات التقنية، ويعزز من تنمية بنيتنا التحتية، مؤكداً أنه سيكون للثورة الصناعية الرابعة دور حيوي في تدفق البيانات الضخمة، فكلما زاد وصولنا إلى البيانات، زادت قدرتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة. واستشهد الغامدي، بالفرص الهائلة التي يشكلها برنامج (توكلنا) وإمكانياته من الوصول إلى أفراد المجتمع من خلال نشر خدمات جديدة في ثوانٍ، إضافة إلى إطلاق مشروع أساور للحجاج باستخدام الذكاء اصطناعي للحفاظ على سلامة الحجاج وتلبية الاحتياجات الإنسانية. وفي الجلسة الثانية التي ناقشت «تمكين تقنيات الصناعة الرابعة من التحول الصناعي وزيادة الإنتاجية والاستدامة والابتكار»، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريِّف، أن رؤية المملكة 2030 تتمحور حول النمو والتنوع، ونعمل في الوزارة على استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز هذا النمو، وتحقيق قفزات كبيرة لقطاعي الصناعة والتعدين حتى تتمتع بكامل إمكاناتها الاقتصادية، من خلال تعزيز بيئة نظام الوزارة، ووضع إطار عمل تنظيمي، وتطوير المواهب المحلية، وتعزيز تطوير البحث والابتكار، وتقوية العلاقة بين الأوساط الأكاديمية الصناعية ومجتمع البحث، وتوطين التقنية التي تعزز التحول الرقمي. وأفاد الخريِّف أن جميع خدماتنا الصناعية والمعدنية تتم بواسطة منصة موحدة تعمل على تبسيط وتسريع رحلة المستثمر، من خلال امتلاك المملكة اليوم لقاعدة صناعية قوية تضم أكثر من 10 آلاف مصنع و40 مدينة صناعية متخصصة ومتكاملة، مؤكداً أن كل هذه الجهود ستساعد قطاعي التصنيع والتعدين على النمو الشامل، وستخلق فرصًا ممتازة في هذه القطاعات لرجال الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة ليكونوا المستفيدين الأساسيين من تلك الجهود. وناقشت الجلسة الثالثة «تشكيل مستقبل النقل وسن السياسات لتلافي المعوقات أمام المركبات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار»، وتحدث فيها وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، عن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها مؤخرًا ولي العهد، وتبنت التقنيات المتطورة كأحد تطلعاتها الرئيسية، لتحقيق أهداف القطاع ووضع المملكة في مركز لوجستي عالمي بهدف تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في المملكة. واستعرض المهندس الجاسر أوضاع التنقل المستقبلية، مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات دون طيار، متوقعاً أن ينمو النقل التشاركي بسرعة في العقد المقبل، مؤكداً أن هذا النمو يتطلب مستوى عاليا من التنسيق بين مختلف أصحاب المصلحة وذلك لضمان وضع البنية التحتية والأطر التنظيمية المطلوبة للسماح بالتنفيذ الآمن والفعال عالميًا ومحليًا. وفي الجلسة الرابعة التي ناقشت «توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لبناء الأنظمة الصحية القادرة على مواجهة الأزمات المستقبلية»، أكد وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، أن الواقع الجديد للرعاية الصحية يتطلب إعادة تصميم أنظمة الرعاية لاحتضان شبكات رعاية متكاملة واسعة النطاق تركز على رضى المرضى وتقديم خدمات منسقة ومتسقة، مبيناً أن دمج الأنظمة الرقمية والبيولوجية سيؤدي إلى رفع مستوى توفير الرعاية الصحية. وأوضح الدكتور الربيعة أن العديد من مقدمي الرعاية الصحية أكدوا إمكانات التطبيب عن بُعد لمراقبة المرضى وعلاجهم عن بُعد عبر أجهزة الاستشعار والأجهزة الطبية. يذكر أن المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة يستكمل أعماله غداً بعقد 4 جلسات تناقش تحولات الطاقة النظيفة، وبناء مدن ذكية للمستقبل، واستعادة النظام البيئي، ومستقبل التمويل.