من السهل جداً أن نضرب الكثير من الأمثلة عن نجاح المنظومة الحكومية بكل قطاعاتها في إدارة الحج، ويمكن أن نحتفي بها في كل الشبكات الاجتماعية والرقمية عبر مؤثرين أو أفراد موجودين في الحج، وهذا أمر مهم جداً حيث يتم استغلال الحشود كمصادر للنشر وفقاً لتوظيف مفهوم ال(crowed sourcing)، لكن هذه النجاحات الأسطورية لا يتم عرضها إعلامياً عبر عمل منظم وشامل، إذ تبدو مجرد نشاطات مشتتة ومتناثرة بلا هدف استراتيجي محدد، فهي بلا استراتيجية واضحة في صناعة التأثير لا سيما في التوجه إلى الشرائح المستهدفة دولياً. لذا يبدو واضحاً أن غياب هذه الاستراتيجية والعمل المنظم غيَّب معه الزخم المناسب على مستوى النشر بالإنجليزي أو باللغات الأخرى وخصوصاً لغات الدول الإسلامية، حيث لم يرتقِ إلى مستوى هذا الحدث الهائل. قد يكون هناك نشر بالإنجليزي لكن يغلب عليه العموم؛ إذ يركز على الخبر وليس الوصف والرأي وهو الأمر الأدعى بالتأثير والقبول. وهذا يقود للحديث عن مدى وجود الحملات المنظمة لزيارات صحفيين ومراسلين من الدول المستهدفة (Fam trips)، وليتم بذلك توظيف المصدر الثالث حيث يتحدث الآخرون عن جهودك، وبالتالي رواية واحدة من أروع قصص تنظيم الحشود عالمياً وتاريخياً. الأمر الآخر وهو مهم جداً، يجب أن تقوم الجهات المعنية بإحاطة المراسلين الذين تبعثهم القنوات ووسائل الإعلام، وأتحدث هنا عن الوسائل السعودية خصوصاً، بكل تفاصيل الجهود التي تبذل في الحج على نحو استباقي، وتقديم استراتيجية إدارة الحج لهم بكل وضوح قبل بدء الموسم، إذا كان من المربك أن تخرج قناة لتقول إن عدد حجاج هذا العام قليل، لذا قد لا يكون هناك الكثير من الضغط. ورغم صحة هذا الحديث نظرياً لكن من المعروف أنه في ظل جائحة مثل كورونا، فإنه من المتوقع أن تكون إدارة 10 أشخاص في ظل هذه الجائحة أصعب من إدارة مئات أو آلاف الأشخاص في ظل الظروف العادية. ختاماً، ما تقوم به المملكة ممثلةً بكل قطاعاتها في إدارة الحج، هي قصة تنموية فاخرة بامتياز، وفقط يظل التحدي حول كيف نرويها.