هل هي مبالغة الزعم بأن سلالة دلتا المتحورة وراثياً قهرت العالم؟ للغالبية لا يبدو أن في ذلك أية مبالغة؛ إذ إن هذه السلالة اجتاحت العالم كله، حيث ارتفع عدد الإصابات العالمية أمس إلى 190.32 مليون إصابة. وهو يئن تحت وطأتها: ففي الولايات المتحدة -التي تقترب من تسجيل 35 مليون إصابة- بلاغات عن تزايد الحالات الجديدة في جميع الولايات. وفي بريطانيا -التي ستشهد واقعاً جديداً اعتباراً من غدٍ (الإثنين)- سجلت المملكة المتحدة أكثر من 50 ألف إصابة للمرة الأولى منذ 6 أشهر. وذكرت السلطات البريطانية أن تطبيق تتبع المخالطين والاتصال بهم أسفر عن إلزام 400 ألف من موظفي قطاع الضيافة بالعزل الذاتي، و10% من عمال سلخانات اللحوم، و6% من ضباط الشرطة، و5200 من جنود القوات المسلحة، و747 ألف طالب! وحذرت الحكومة البريطانية، التي قالت إنها تتوقع ارتفاع الإصابات الجديدة الى مستوى 100 ألف إصابة يومياً، من أنها لن تتردد في إعادة فرض التدابير الوقائية المشددة إذا لزم الأمر. واجتاح فايروس دلتا المتحور وراثياً بلدان جنوب شرق آسيا، حيث يوجد ضعف عدد سكان الولايات المتحدة. وتعدى الخراب والتدمير هناك ما أحدثه الفايروس في أمريكا اللاتينية والهند؛ إذ ارتفعت الإصابات الجديدة في جنوب شرق آسيا بنسبة 41% خلال الأسبوع الماضي وحده. وخلال الأسبوع الواقع بين الأربعاء والذي سبقه ارتفعت نسبة الوفيات هناك بنحو 39%. وينطبق البؤس نفسه على كل مكان من المعمورة، عدا استثناءات ضئيلة؛ تتصدرها المملكة العربية السعودية، التي أحرزت جهود إدارة أزمتها الوبائية تقدماً جديداً أمس، بانحدار السعودية من المرتبة ال44 عالمياً، التي حافظت عليها على مدى أسابيع، لتحتل المرتبة ال45 عالمياً، إثر متغيرات أدت إلى اقتحام تونس المشهد بتسارع إصاباتها، وارتفاع عدد وفياتها بالوباء، لتحتل هذه الدولة المغاربية المرتبة ال44 عالمياً. وبعد تكتل عربي متماسك تصدرته الإمارات، ثم المغرب، فلبنان، ثم السعودية، انتزعت النمسا المرتبة ال14 من المغرب، وأضحت الأخيرة تحتل المرتبة ال42، يليها لبنان في المرتبة ال43. وعم البؤس أوروبا أيضاً. فقد أعلنت السلطات الإيطالية أن سلالة دلتا توشك على الهيمنة على الإصابات في البلاد. وحذرت الجمهورية الأيرلندية من أن أزمتها الصحية أخذة في التفاقم. وأعلنت روسيا ارتفاعاً غير عادي في عدد وفياتها بالوباء. وأعلنت بريطانيا أمس أن مواطنيها الذين سيتوجهون للتمتع بعطلاتهم الصيفية في فرنسا سيتعين عليهم عزل أنفسهم صحياً لمدة أسبوع، لدى عودتهم من فرنسا، حتى لو كانوا محصنين بالكامل، أي بجرعتي اللقاحات المناوئة لكوفيد-19. وأعلنت فرنسا أمس الأول أكبر عدد من الإصابات منذ 28 مايو الماضي، وهو 10.908 حالات جديدة، وهو ضعف ما كان عيه الوضع قبل أسبوع. وقيدت فرنسا الجمعة 22 وفاة إضافية بالوباء. أما الولايات المتحدة، فإن الأرقام التي نشرتها جامعة جونز هوبكنز تشير إلى أن ثمة زيادة في الإصابات الجديدة في 49 ولاية، بحسب تأكيدات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها. وبلغ الارتفاع في ولاية فلوريدا وحدها نسبة 109%. وأشارت بلومبيرغ أمس إلى أن مراجعة إحصاءات الوفيات الأمريكية تؤكد أنه، على رغم تحصين نصف عدد سكان أمريكا باللقاحات؛ فإن كوفيد-19 لا يزال يقتل الأمريكيين أسرع مما تحدثه البنادق، وحوادث السيارات، والإنفلونزا مجتمعةً. وأضافت أن كوفيد-19 مسؤول عن وفاة ما لا يقل عن 337 أمريكياً يومياً خلال يونيو 2021، في مقابل 3.6 وفيات يومياً نجمت عن حوادث القتل، والسيارات، والإنفلونزا. وبسبب تزايد الإصابة بسلالة دلتا المتحورة وراثياً، التي نشأت في الهند أصلاً، أعلنت ولايات عدة، ومناطق مأهولة في بعض الولايات الأمريكية، ضرورة التقيد بارتداء الكمامات داخل الأماكن العامة، اعتباراً من أمس (السبت). وأبرزها منطقة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا، التي ظلت تسجل 1000 حالة جديدة يومياً لسبعة أيام على التوالي. جنوب شرق آسيا يتألم • بعدما تخطت إندونيسيا الهند الأسبوع الماضي، من حيث عدد الإصابات اليومية؛ تجاوزت البرازيل (الخميس) لتسجل أكبر عدد من الإصابات في ذلك اليوم في العالم، وهو 56.757 إصابة جديدة. وكان عدد إصاباتها تجاوز 40 ألفاً يومياً على مدى الأيام السبعة المنتهية الجمعة. كما قيدت إندونيسيا 1205 وفيات خلال الساعات ال24 الماضية. وبسبب افتقارها للقاحات، لم تتمكن إندونيسيا حتى الآن من تطعيم أكثر من 11% من سكانها، في مقابل 48% من سكان الاتحاد الأوروبي، و53% من سكان الولايات المتحدة. • أعلنت تايلند تشديد التدابير الوقائية أمس الأول بعدما تخطى عدد الإصابات الجديدة 10 آلاف حالة السبت، وبعد قيد 141 وفاة خلال الساعات ال24 الماضية. والمنطقة الأشد معاناة وبائياً هي العاصمة بانكوك والمحافظات القريبة منها. • أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها رصدت 1455 إصابة جديدة، وهو اليوم ال11 على التوالي لتسجيل فوق ألف إصابة جديدة. وقرر المسؤولون تشديد التدابير الوقائية. • قررت سنغافورة أمس الأول إغلاق مزيد من الأندية الليلية، ومنع الأكل داخل المطاعم، بعد رصد عدد من الإصابات وسط مرتادي الأندية الليلية. • دخلت ملبورن، عاصمة مقاطعة فكتوريا الأسترالية في إغلاق كامل اعتباراً من منتصف ليل السبت، لتنضم إلى جارتها سيدني. وهذا هو الإغلاق الخامس لملبورن.