أكد مختصون أن تحقيق المملكة العربية السعودية المركز الأول عالميًا في «استجابة الحكومة لجائحة كورونا»، و«استجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا»، وكذلك تقدمها في مؤشر حالة ريادة الأعمال إلى المركز السابع على مستوى دول العالم بعد أن كانت في المركز 17، يأتي نتيجة قدرة المملكة في السيطرة على الجائحة واتخاذ الإجراءات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية التي حالت دون استفحال أضرار الوباء وانعكاساتها على المجتمع السعودي وكذلك المقيمين والزوار القادمين من خارج المملكة. وقالوا ل«عكاظ» إن الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة المملكه جاء بتوجيهات من القيادة الحكيمة، إذ حرصت مع بداية الجائحة على تقديم الدعم غير المحدود في القطاع الصحي، وحافظت على عدم تفشي وباء كورونا، وشددت على تطبيق الإجراءات الاحترازية للمحافظة على صحة المواطن والمقيم، ودعمت قطاع الأعمال بالمبادرات التي تخفف عليهم أزمة كورونا.وأوضح عضو مجلس الشورى فضل بن سعد البوعينين أن حصول المملكة على المركز الأول عالميا في «استجابة الحكومة لجائحة كورونا»، و«استجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا»، يعتبر إنجازًا مهما يترجم الجهود الحكومية التي بذلت لحماية الاقتصاد ومكوناته من تداعيات كورونا وإنجازها منذ إطلاق رؤية 2030 التي نجحت في تحقيق تحول اقتصادي مهم ونتائج إيجابية متنوعة ساعدت الحكومة في تعزيز قدراتها خلال الجائحة ومكنتها من استغلال الأدوات المتاحة للحد من التداعيات. وقال: أجزم أن رؤية 2030 انعكست إيجابا على المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد ورائدات الأعمال، وساهمت في توفير بيئة أعمال كفؤة وذات عمق يتصف بالقدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية، وأضاف أن جميع ما سبق ساهم في تصدر المملكة دول العالم في استجابة الحكومة ورواد الأعمال للجائحة، ومن اللافت تقدم المملكة في مؤشرات مهمة أخرى، وهذا ما يجعلني أشدد على أن ما يتحقق من نتائج متميزة لم يكن نتاج تدخل وقتي بقدر ما هو انعكاس لعمل إستراتيجي منظم قامت به الحكومة خلال السنوات الماضية وساهمت جائحة كورونا في إبرازه بشكل كبير، خصوصا بعد أن فشلت حكومات دول متقدمة في الحد من تداعيات كورونا على الاقتصاد. وأوضح البوعينين أن استجابة المملكة الفورية وإنفاقها نحو 243 مليار ريال لحماية الاقتصاد عكست قدرة الحكومة ورؤيتها الحدقة للأحداث والتطورات المستقبلية، خصوصا في قطاع ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة التي تسعى الحكومة لدعمه وتحقيق ازدهاره ورفع مساهمته في الناتج المحلي، وكذلك الإصلاحات المهمة التي أحدثتها الحكومة في بيئة ريادة الأعمال كان لها دور في تحمل الصدمات والاستفادة القصوى من برامج التحفيز والدعم، وهو أمر يستحق الشكر والإشادة بالجهود الحكومية. وذكر أستاذ إدارة الأعمال والتسويق الدكتور حبيب الله محمد التركستاني أن تحقيق المملكة المركز الأول عالميا في «استجابة الحكومة لجائحة كورونا»، أمر مشهود له، فالمملكة عند بداية الجائحة استشعرت خطورة الموقف واستنفرت جميع أجهزتها الحكومية وتفاعلت مع الموضوع بشكل سريع، واستطاعت بفضل الله السيطرة على الجائحة. وأضاف أن الجائحة في بدايتها كانت شرسة وقوية، وهذا ما شاهدناه بالعديد من الدول المتقدمة التي عانت من الويلات على الرغم من وجود القوة في البنية الصحية لديهم والخبرة، ومع ذلك عانت تلك الدول في الوقت الذي استطاعت المملكة أن تسيطر على الموقف واتخاذ الإجراءات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية التي حالت دون استفحال أضرار الوباء وانعكاساتها على المجتمع السعودي وكذلك المقيمين والزوار القادمين من خارج المملكة سواء للحج والعمرة وكذلك السياحة ورواد الأعمال. وأشار التركستاني إلى أن المملكة تُعد مقصدا عالميا وإسلاميا كبيرا سواء للحج أو العمرة، وأن قرار التوقف عن استقبال الحجاج أو المعتمرين كان قرارا شجاعا في وقته، إذ استطاعت المملكة من خلاله أن تثبت للعالم أجمع بأن صحة الإنسان هي الأولوية لدى القيادة الرشيدة، وهذا يثبت للعالم أجمع بأن قرارات المملكة قرارات ناجحة وهذا ما يشهده الجميع، وأضاف أن عدد الوفيات من فايروس كورونا في المملكة تُعد من أقل الوفيات في العالم وهذا إنجاز، بينما في دول أخرى متقدمة طبيا كانت الوفيات كبيرة ومخيفة، وهذا بشهادة منظمة الصحة العالمية، وهذا يدل على كفاءة العاملين في المملكة من كوادر طبية وأمنية التي استطاعت أن تستنفر وتخاطر بحياتها في سبيل حماية الأرواح البشرية. وفي ما يخص ريادة الأعمال وتقدم المملكة في المؤشر إلى المركز السابع عالميا أوضح التركستاني أن هذا يأتي نتيجة السياسات الحكيمة التي اتخذتها المملكة في ما يخص تنمية الموارد البشرية وتشجيع الشباب والشابات على الدخول في سوق العمل، ليس طالبًا للوظيفة فقط وإنما صاحب عمل ورائد للأعمال الصغيرة، وهذا توجه سليم وناجح وإن لم تظهر نتائجه حاليا، إلا أن النتائج المستقبلية ستكون إيجابية، ولاشك أن هذا التقدم والرقم يعد رقما متميزا، وبين تركستاني أن المملكة ليست وحدها من تقوم بهذه الخطوات ولكن هنالك دول تنافس المملكة على تحقيق ريادة الأعمال خصوصا الناشئة من الشباب والشابات، وأن العديد من الدول تعاني من نسب البطالة، وأفاد بأن هذا النجاح الذي تحقق يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي أخذت على عاتقها الاهتمام بجانب مسؤولية الاهتمام بالكوادر البشرية من الشباب وتوفير الوظائف لهم، وكذلك إتاحة الفرصة لريادة الأعمال، خصوصا المنشآت الصغيرة التي تتماشى مع قدراتهم من خلال تقديم الإمكانات التي يمكن أن تساهم في المضي قدما نحو تحقيق أعمالهم ومشاريعهم المستقبلية، ولاشك أن هذا الأمر لم يأت من فراغ وإنما أتى من خلال خطة عمل وإستراتيجية تبنتها المملكة تحت رؤية 2030 وبدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لإنجاح هذا العمل وتحقيق التنمية المستدامة التي تحقق لسوق العمل السعودي القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية والتغلب على التحديات الآنية التي قد تصادف في معترك الحياة. بدوره أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن تحقيق المملكة العربية السعودية المركز الأول في استجابة الحكومة لجائحة كورونا يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة المملكة بتوجيهات القياده الحكيمة، حيث حرصت مع بداية الجائحة على تقديم الدعم غير المحدود في القطاع الصحي وحافظت على عدم تفشي وباء كورونا، وشددت في تطبيق الإجراءات الاحترازية للمحافظة على صحة المواطن والمقيم، ودعمت قطاع الأعمال بالمبادرات التي تخفف عليهم أزمة كورونا، كما تقدمت في ريادة الأعمال إلى المركز السابع بعد أن كانت في المركز 17، وذلك لجهود الدولة في تشجيع القطاع الخاص وتحفيزه بالعديد من المحفزات، كل ذلك كان فضلاً من الله ثم بفضل الجهود التي تبذلها دولتنا الحبيبة في المضي قدماً نحو تحقيق الريادة العالمية. وكانت المملكة العربية السعودية حققت المركز الأول عالميًا في «استجابة الحكومة لجائحة كورونا»، و«استجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا»، فيما تقدمت في مؤشر حالة ريادة الأعمال إلى المركز السابع على مستوى دول العالم بعد أن كانت في المركز 17، وذلك وفقًا لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) للعام 2020 /2021 الذي صدر بالتعاون مع كلية الأمير محمد بن سلمان للأعمال وريادة الأعمال ومركز بابسون العالمي لقيادة ريادة الأعمال (BGCEL).