حرة الشاقة، أو كما يسميها البعض الأرض السوداء، الواقعة شرقي محافظة أملج وغربي العيص، حرة بركانية جميلة بطبيعتها الجيولوجية، وتعد مطلبا ومزارا للباحث الجيولوجي ومحبي السياحة، وتتميز بتنوع مظاهر الأشكال البركانية والصدوع والكهوف والكثبان الرملية، ولا تخلو من الزائر الأبيض في فصل الشتاء، إذ تكتسي بالصقيع والثلوج لانخفاض درجة الحرارة التي تلامس الصفر. يقول المرشد السياحي عبدالله مرضي السميري ل«عكاظ» إن حرة الشاقة من الواجهات السياحية الطبيعية ويسمونها أرض القمر، وهي عبارة عن «طعوس» بركانية جميلة تقع غربي محافظة العيص وشرقي محافظة أملج، حيث الطبيعة الساحرة واللون الجذاب والطقس المعتدل صيفاً وخصوصاً بالليل، فقد كانت لنا رحلات عديدة فيها وفي فصول مختلفة ومنها فصل الربيع، إذ تكتسي باللون الأحمر من نبات الحماض والحزى وغيرهما، كذلك الكهوف المتميزة والمنتشرة في المنطقة، إذ يبلغ طول أحد الكهوف أكثر من 400 متر تحت الأرض، وأضاف: عثر على بقايا حيوانات منقرضة داخل الكهوف. وللكهوف أسماء معروفة مثل كهف الطرماء أو الطرشاء وأم نخلة، وتوجد نخلة من عشرات السنين داخل الكهف، وكذلك الجبال البركانية المخروطة وفوهات البراكين الخامدة والصدوع التي تمتد مسافات طويلة. من جانبه، أكد المرشد السياحي مسلم العنيني، تميز محافظة العيص بالآثار المتنوعة التي تضم مباني معمارية كالأسواق والمنشآت المائية والقلاع، التي يعود بعضها إلى الألف الأول قبل الميلاد، وتغطي صخورها المتنوعة آلاف النقوش والرسوم الصخرية والكتابات الثمودية والمسندية. ويرجع كم كبير من كتابات العيص للمراحل الإسلامية الأولى؛ إذ تتسم الكتابات الصخرية بخلوها من التنقيط، فضلاً عن وفرة المناطق الطبيعية الجذابة في المدينة، التي ستشهد حتماً اهتماماً كبيراً لتهيئتها سياحياً تماشياً مع رؤية 2030 وقربها من مناطق المشروع الاقتصادي السياحي مشروع البحر الأحمر. وقال يوسف الجهني: أصبحت هذه المواقع الجميلة وجهةً للعديد من المتنزهين ومحبي السياحة البرية لمشاهدة مواقع البراكين؛ إذ لا تخلو من الرحلات والتنزه بشكل دائم، كما تشهد حضور الكثير من الرحالة السعوديين لزيارة مواقع البراكين والتقاط صور متعددة، ونأمل من الجهات المعنية النظر إليها للاستفادة منها من ناحية الاستثمار وتسهيل الطرق الموصلة لها والعناية بها.