نحتاج إلى أكثر من مجرد فصل دراسي أو مقرر لتعليم الإبداع. نحتاج إلى منح الطلاب الفرصة ليكونوا مبدعين ليس فقط في فصل دراسي واحد، ولكن داخل المدرسة والمنزل والشارع. من الطبيعي تدريس التفكير الإبداعي في المدرسة، لكن كيف؟ الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها لتحفيز الإبداع لدى الطلاب هي توضيح المعنى الحقيقي للإبداع. يفترض العديد من الطلاب وأولياء الأمور أن الإبداع هو شيء يتعلق بالفن أو بالكتابة على وجه الخصوص، بينما يمكننا أن نبدع في كل جانب من جوانب الحياة، وفي كل مكان. أن تكون مبدعا يعني النظر إلى شيء ما بطريقة جديدة، وإلقاء ضوء جديد عليه. إنه يعني إيجاد منظور مختلف للأشياء، وكسر الروتين المعتاد. أن تكون مبدعًا هو أن تأتي بأفكار جديدة، لربط الأفكار، ولإقامة روابط، وللابتكار وتغيير العالم، بل ولصناعة عالم أفضل. أن تكون مبدعًا يعني إيجاد آلاف الطرق المختلفة للوصول إلى نفس الوجهة ثم اختيار أفضل هذه الطرق وأقصرها وأقلها كلفة، أو حتى لمجرد أنها الأنسب لك. الخطوة الثانية لتعليم الإبداع هي خلق العديد من المشكلات المحفزة التي يجب على الطلاب تقديم حل إبداعي لها. وعلى معلمي جميع المواد كالرياضيات والعلوم أو الدراسات الاجتماعية دمج المبادئ الإبداعية في فصولهم الدراسية. بهذه الطريقة سيتمكن الطلاب من فهم حقيقة أن الإبداع ليس مجرد شيء منعزل تعلموه في الفصل. يجب أن يكونوا قادرين على رؤية أنه يمكن تطبيقه على أي جانب من جوانب حياتهم. عندها سيكون الطلاب قادرين على التفكير بشكل خلاق، والتعبير عن أنفسهم بحرية وابتكار. وبذلك تتحول مدارسنا من ثكنات تقتل الإبداع إلى محاضن لبشر يقدرون ذواتهم ويعتزون بشخصياتهم ويتميزون بقدرات إبداعية أصيلة وخارج النمط العادي للطلاب الكلاسيكيين الذين مروا بالعالم دون أن يتركوا أثرا.