نجح الروائي الأردني جلال برجس في اقتناص جائزة البوكر بروايته (دفاتر الورّاق)، وعُرف عن برجس اهتمامه بالشعر الذي منحه القدرة على اقتناص الفكرة الروائية، والانحياز إلى لغة قادرة على أن تصل إلى قلب القارئ وعقله على حد سواء، فيما يؤكد أن عمله في الإعلام منحه الطرق المثلى لاكتساب المعلومة الطريفة، فيما أهّلته القصة للكتابة المكثّفة في بعض المفاصل الروائية، وعدّ التنوع بمثابة مغذيات مختلفة للتعاطي مع الحياة والكتابة ما وهبه الاطمئنان على أنه يعمل على رواية تشبه حياة مصغرة. عمل برجس في الصحافة، وكان على مقربة من الناس، إذ اطلع على حكاياتهم، وهمومهم، وأحلامهم، وخيباتهم وانكساراتهم. فأضاءت مهنة المتاعب جوانب معتمة وراكمت في ذاكرته كماً من الأحداث الإنسانية التي كان لها أثر على سرده، واجتراح أفكار رواياته وكتابتها بوعي من يعيش الحدث ويخرج عليه بأدوات يشترك في تكوينها الواقع والخيال، ويؤكد أنه ليس من الذين يكتبون الواقع كما هو، بل لا بد من أبعاد جديدة لهذا الواقع، وهذه الأبعاد لا بد لها من التخييل. وبحكم دراسته الهندسة تعلّم من مهنته الكيفية المناسبة للتخطيط لما يكتبه كون العمل الهندسي مبني على استراتيجيات ونظريات وقوانين ما عززت العناصر اختطاطه لنفسه طريقة خاصة في التحضير للكتابة، لم تنتقص من حرية الكتابة، بل كان متنبهاً جداً إلى ضرورة الابتعاد عن الصنعة والجمود في الكتابة الروائية فيضع مخططاً يكاد يكون تفصيلياً، وأثناء الكتابة يجد أن الكثير مما خطط له ليس صالحاً للمضي فيه، وأن بعضاً مما لم يخطط له يفرض نفسه على النص الروائي.