تتحدث الألسنُ بما تحمله الصدور بين أضلعها وتجري به الدماء في جسدٍ يُحركه عقلٌ ويُظهرهُ موقف، فلبنان والبدو قصةٌ واقعية بطلُها سفير خارجية لبنان شربل وهبة. يعيد التاريخ نفسه وتتكرر الإساءات ووالله وتالله يا شربل لم تكن إلا مرآة لواقع لقيادة بلدك المتشبعة حقداً وسوداوية وفشلاً ذريعاً يؤطره الخوف ممن يدير أمر البلاد من عملاء ولاية الولي الفقيه. لذلك لم تخرج كصوت متزن يجيب على السؤال ويفُند الحجج ويقدم البراهين ويبين المواقف السياسية لبلاده، بل ذهبت لتقابل السؤال بإنزلاقه في ذم شعوب الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. اعتزازنا بذواتنا وأصولنا لن يغير في مواقفنا ولعل في بوح الشعراء صدقا وتمثيلا لحال المجتمع وما نواجهه عبر العقود الماضية، فالشعراء لا يكتبون إلا لسبب فيقول خالد الفيصل: يوم الفقر شلتوا علينا عيوبه واليوم عقب النفط جيتوا لنا أنساب ويوم الفقر فينا البداوة سبوبة واليوم صرتوا مثلنا بدو واعراب ويقول الأمير بدر بن عبدالمحسن: أنا بدوي.. ثوبي على المتن مشقوق ومثل الجبال السمر صبري ثباتي ومثل النخيل خلقت أنا وهامتي فوق ما أعتدت أنا احني قامتي إلا فصلاتي الوزير شربل «رغم استقالتك» شكراً لك بحجم السماء لأنك كنت القشة التي ستقصم ظهر البعير كما قصمت ظهرك كلمتك «بدو»، ففي عهد سلمان الحزم ومحمد العزم رؤيتنا طموحة وهمتنا جسورة فإما معنا لمعانقة الأمجاد أو أن تظل في مسار منحدر لتفشي الأمية ونشر الفوضى والطبقية المقيتة على أساس طائفي. السيد شربل المملكة ليست بحاجة لبنان، فالبدائل لكل ما يستورد منها موجود والكوادر البشرية المؤهلة متوفرة في بلدان عدة، لكن المملكة ترعى مصالح الشعوب العربية إلا من أبى، ولبنان يبدو أنه أبى. سيدنا يوسف من البدو ورعى الغنم عدة رُسل، كما أن سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم تعلم الفصاحة ونشأ في بادية بني سعد وليتك يا شربل زرت البدو لتتعلم منهم الحكمة والحنكة وفن الكلام.