في وقت تجتهد فيه بعض عائلات المسلمين لتوفير احتياج عيد الفطر من الألعاب النارية (طراطيع، وقنابل، وصواريخ، ونجوم ليل)، تتجه أنظار ملايين البشر إلى السماء ترقّباً لسقوط حطام صاروخ صيني خارج عن السيطرة على الأرض، خلال يومين أو ثلاثة، دون إمكانية تحديد زمن ومكان السقوط، وأُطلق صاروخ «المسيرة الطويلة 5B» أواخر أبريل الماضي حاملا الوحدة الأولى من المحطة المدارية الصينية المستقبلية، ليستمر بدنه في الدوران حول الأرض، موشكاً على الدخول للجزء السفلي من الغطاء الجوي للكرة الأرضية، وكأن مستديرتنا المُثقلة بأوجاعها لم تكتف من الحروب والصراعات وفايروس كورونا وتداعياته المُريعة. وتعيد حكاية الصاروخ الصيني للأذهان مقاطع أفلام الكارتون (مغامرات الفضاء: يوفو - غرايندايزر) من سلسلة مانغا يابانية وتأليف جو ناغاي، صدرت أكتوبر 1975 حتى مايو 1976، وتجدد نظرية الخيال العلمي، وحرب النجوم، وأساطير النيازك، وتاريخ المذنّبات المتشظية، والكويكبات المتفجرة، محتملة الخطورة والتي تدور حول كوكبنا، فيما تظهر تقارير الأقمار الاصطناعية الأمريكية أن العديد من الكويكبات تنفجر دون أن تخلف أية آثار سلبية على الأرض، فالصخرية التي لا يزيد عرضها عن 100 متر تتعرض للتفكك في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. ومع أن الأجرام لا تمثل سوى قطع من الصخور والمعادن، إلا أن الصخور الصغيرة -أو الكويكبات- التي تنهمر على سطح الأرض من حين لآخر بسرعة، تصل معدلاتها إلى عشرات الكيلومترات في الثانية الواحدة. فإن الغالبية منها تحترق في الغلاف الجوي، بينما تنخفض سرعة بعضها متأثرة بزاوية الدخول والطبيعة الجيولوجية للسطح المستهدف، وتعزو دراسات، انقراض الديناصورات، إلى اصطدام جرم سماوي بالأرض في العصر الطباشيري منذ نحو 65 مليون عام. وفي تطور جديد، كشف مركز الفلك الدولي أن حطام الصاروخ مر مساء (السبت) 4 مرات فوق العالم العربي، في الساعة 18:30 فوق الخليج العربي، والثاني فوق مصر وبلاد الشام الساعة 20:03، والثالث والرابع فوق المغرب العربي الساعة 21:30 و23:00 بتوقيت غرينتش، دون أن يشكل خطرا كونه كان خارج الوقت المتوقع لسقوط الحطام.