وضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه التلفازي الصريح والشجاع والشفاف، الأسبوع الماضي، الموازين في نصابها بإيضاح وجهات نظر القيادة فيما تمثله الرؤية من أهمية بالغة لتحقيق النمو المنشود والمستدام، ولتعكس نظرة قائد هذه الرؤية بعيدة الأمد، وصفات المسؤول المتطلع لمستقبل أفضل في ظل حرصه على مواطنيه وجعلهم مصدرا لإنجاح أهدافه ورؤيته الطموحة. أشار ولي العهد إلى أن الرؤية جاءت لتنقل المملكة من فترة الاعتماد على مصدر واحد من مصادر التمويل (البترول) إلى فتح أفق واستغلال الفرص الاقتصادية وتنويعها، وإيجاد عوائد استثمارية مستقبلية لم تستثمر سابقاً لتكون موارد تعتمد عليها المملكة مستقبلاً في عملية إعادة البناء وتحقيق الرفاه والاستقرار. ويتضح ما يعكس النجاحات التي حققتها الرؤية في العديد من الإنجازات والمكتسبات؛ مثل: التوسع في مشاريع الإسكان للمواطنين، وسرعة إنجاز الخدمات للمواطن، ومواءمة الإجراءات والسياسات والأنظمة بين الأجهزة الحكومية، ووضع سياسات وإجراءات تتوافق مع كل جهة، ومحاولة تخفيض معدلات البطالة إلى نسب مقبولة عالمياً، وخلق فرص وظيفية كبيرة، وبالتالي المساهمة في تحسين جودة الحياة في ظل التزايد في أعداد السكان، والاستغلال الأمثل لكل الفرص السياحية في مناطق المملكة المختلفة، والمحافظة على البيئة ومقدراتها، وما قد يؤثر عليها وعلى المناخ لإنجاح المشاريع السياحية. وفيما يخص الجوانب الاقتصادية؛ رفع رأس مال صندوق الاستثمارات العامة، وتنويع استثماراته لجعله رافداً ومصدر تمويل مستقبليا لميزانية الدولة، وطرح نسبة 1% من أسهم «أرامكو» للاستثمار العالمي، ومساهمتها في الصناعات التحويلية، ووجود شراكات مع القطاع الخاص لأهميته. ولعل إيقاف مشاريع التطرف والغلو جانب هام تجسده الرؤية؛ إذ أكد ولي العهد على هويتنا الإسلامية ودستورنا القائم على القرآن الكريم والسنة النبوية. أما السياسة الخارجية؛ فإنها تبنى على مصالحنا وأمننا، وأن علاقاتنا بالدول الكبرى هي علاقات تعزز مصالح بما يخدمنا ويخدمهم، مما يخلق نفوذا لنا، وشدد على رفض المملكة للضغوطات الخارجية، ووجود توافق بين المملكة وإدارة «بايدن» بنسبه كبيرة. أخيراً.. «رؤية 2030» جاءت لتنقل المملكة من فترة الاعتمادية علي مصدر واحد من مصادر التمويل وهو البترول إلى فتح أفق واستغلال جميع الفرص الاقتصادية وتنويعها، وإيجاد عوائد استثمارية مستقبلية لم تستثمر سابقاً.