ثمة تأثير سلبي لظاهرة «التسول» على المجتمع، إذ إن «المتسول» يشوه الشكل الحضاري لأي مجتمع، وأصبحت ظاهرة عالمية تهدد المجتمعات، وتنذر بالكثير من العواقب. «التسول» من الملامح اللافتة للنظر في رمضان ونحن على أيام من نهايته، إذ رأيناه يكثر أمام أماكن التجمعات، مثل: الإشارات وخارج المساجد والمستشفيات والأسواق والمقابر.. الآن انتشرت ظاهرة «التسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي». «التسول» كظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع؛ تتنامى في المواسم مثل: رمضان والأعياد للحصول على المال بأسهل طريقة وأسرعها دون بذل مجهود، إذ إن بعض المتسولين اتخذوها مهنة متوارثة من آبائهم، ولا تستغرب أن تعمل أسرة بكاملها في هذه المهنة ولا تجدها عيباً. وكما نعرف أن أشكال «التسول» متعددة مثل: البكاء والعويل، والهدف تحريك الجانب الإنساني لدى الناس من قبل المتسول، مثل: ادعائه الحاجة لسرقة ماله، إظهاره عاهة أو مرضاً، طلبه سداد فواتير الماء والكهرباء، مساعدته في دفع إيجار منزله المتأخر، استخدامه الأطفال والمعوقين لنيل عاطفة الآخرين. من ذلك، لا بد من معالجة جذرية لظاهرة «التسول» التي تهدد حضارة المجتمع وأمنه، ويترتب عليها انعكاسات خطيرة الكل أدركها. لذا فإن العبء الأكبر يقع على المجتمع في محاربتها، خصوصاً أنها تنتشر بتجاوب الناس معها، وتختفي بكف الناس عن إعطاء هؤلاء المتسولين المال، فيجب على أفراد المجتمع التعاون مع الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة السلبية والقضاء عليها، وعلى جهات مكافحة التسول مضاعفة جهودها مع إطلالة الشهر الفضيل لمنع انتشار المتسولين في كل صوب وحدب، بجانب تكريس توعية المجتمع بمشكلة التسول عن طريق عرض برامج توعوية عنه وعن أضراره، ودفع الزكاة والصدقات للجمعيات الخيرية وعبر منصة «إحسان» والمنصات المسجلة رسمياً في الدولة، فذلك أضمن في وصول الخير إلى مستحقيه.