مرت سنوات على انتهاء الثنائية بين الفنانين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، لكن الحقيقة أنها تفرض نفسها كل عام، حين يظهر كل منهما بعمل يخلو من الآخر، ما يفرض الحيرة بين ذكريات الماضي، وافتقاد ذاك البريق الذي كان يجمعهما. هذا البريق المتعلق بالتكامل الذي فرضته الصورة الماضية، والذي لاقى لدى المتلقي قبولا وإعجابا، لم يعد بذات الوهج، رغم ظهورهما سنوياً. إذ تؤكد المؤشرات الحالية أن لا شيء مميزاً يذكر لكليهما بانتهاء الثنائية، فإذا ما تجولنا بوسائل التواصل الاجتماعي، تحديدا في «الميم»، تجد أن أغلبها مستوحى من مشاهد جمعت القصبي والسدحان في سلسلة «طاش ما طاش» الذي تكمن أهميته أيضا بأنه كان حاضراً في كل الثقافات العربية، ولم يكن موجها للشارع السعودي فحسب. وحين ترصد الحالة بعد انتهاء «الثنائية» التي يتمنى كثيرون عودتها بسرعة، خصوصا أن رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ أكد في وقت سابق على قرب عودتهما للعمل معاً، تجد أن المنتج المقدم من القصبي يفوق عدد ما قدمه السدحان، غير أن هذا لا يعني أنه الأفضل، إذ تفاوتت تجربته، وكان عنوانها الأبرز «لا جديد»، مع حرص التواجد بالأعمال الكوميدية. في المقابل أظهر السدحان تمكنه في تنوع الأداء باتجاهه للتراجيديا، «يحسب لصالحه»، إذ ظهر في عملين رمضانيين، كوميديا «الديك الأزرق»، وتراجيديا «شليوي ناش»، ويمكن للمتابع أن يشعر بإجادته في التنوع، ما يثبت أنه كوميديان لا يشبه أحداً، ويستطيع إثبات نفسه بالأداء الدرامي. وعودة للقصبي في جديده «ممنوع التجول»، فرغم اكتساب العمل أهمية تعدد مخرجيه الشباب الناجحين سينمائيا ودراميا من أهل الجوائز مثل هناء العمير وعبدالعزيز الشلاحي، إلا أن ثمة ملاحظة لا يمكن تجاوزها، هي غياب جديد القصبي في أدائه الكوميدي، فالنمطية تسود ربما لتداعيات «طاش ما طاش»، والتي حاول بعدها اعتماد ما يسمى «المربع الآمن» معتمدا على ثقة الجمهور، وقدرته على بث السرور والفكرة لقلوبهم، لكن نفس هذا المربع مجازفة، حين لا يقدم القصبي جديداً في فن أداء التمثيل الكوميدي.