المواهب السعودية الشابة التي ظهرت في المسلسلات السعودية المعروضة حتى الآن ضمن السباق الرمضاني، بجيل من الشباب جدير بالاهتمام والمتابعة، لديه قدرة وإرادة على إثبات حضوره أمام الكاميرا وتقديم تنوع في الأداء، تبشر بصناعة دراما محلية منافسة خلال الأعوام القادمة. ولكن، لا يزال الجمهور السعودي يطمح في تقديم محتوى يتناسب مع توقعاته، خصوصا لجهة المواضيع التي عايشها فعلاً، وأصبحت جزءا من يومياته وسنوات عمره وحاضره، لذا فالنص دائما هو الأساس في دعم المحتوى، دراميا كان أم كوميديا، علاوة على جودة الإنتاج، ما يستوجب من الصناع المحليين أن يعوا ماهية جمهور اليوم وعدم مقارنته بجماهير الأمس، فاليوم بات الجمهور وخصوصا الشباب منفتحا أكثر على الثقافات المتنوعة، والأعمال التي تتحدث لهجات ولغات مختلفة، لاسيما في حضرة المنصات الإلكترونية المفتوحة وغيرها. ممنوع التجول.. بين إبداع المخرجين ومأزق الفكرة ! وللحقيقة، فغالبية الجمهور السعودي دوما ينتظر جديد الفنانين المحليين، ومنهم على سبيل المثال الفنان الكبير ناصر القصبي، بطل مسلسل هذ العام «ممنوع التجول»، والذي يقع في مأزق المقارنة الدائم حال شريكه السابق عبدالله السدحان الذي يظهر خلال رمضان في كوميديا «الديك الأزرق» والتراجيديا «شليوي ناش». وعودة للقصبي ومسلسله ممنوع التجول، الذي يناقش ضمن حلقات منفصلة القصص التي رافقت «كوفيد-19» وتعاطي المجتمع السعودي مع قوانين الحظر، فالأهمية في هذا العمل اعتماده على عدد من المخرجين الشباب السعوديين الذين أثبتوا أنفسهم سينمائيا ودراميا وحصدوا جوائز مهمة، مثل المخرجة هناء العمير التي أخرجت مسلسل وساوس من إنتاج نيتفليكس، ولها باع مهم في الكتابة والإخراج السينمائي والدرامي، وأثبتت وجودها في محافل سينمائية عربية مهمة، وأيضا المخرج الشاب عبدالعزيز الشلاحي، صاحب فيلمي «المسافة صفر» و«حد الطار» الذي نال جوائز مهمة في مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان مالمو السينمائي، ومع وجود هذه الأسماء الشابة إضافة طبعا إلى المخرج أوس الشرقي والمخرج موسى الثنيان الذي لديه أيضا تجاربه في صناعة الأفلام، لذلك ثمة خصوصية في طريقة عرض هذا العمل، ومحاولة تحويل الحلقة إلى ما يشبه تمثيلية تلفزيونية أقرب إلى شكل صناعة الفيلم القصير، فالحس السينمائي يفرض نفسه أحيانا في طريقة صناعة الحلقات، ومع هذا ثمة ملاحظة على غياب الجديد في الأداء الكوميدي لدى فريق الممثلين، النمطية هي اللافتة، إضافة إلى التخبط في إيصال الفكرة في عدة حلقات، ما أثار بعض الاستياء من قبل الجمهور، وهنا يتحمل المسؤولية كاتب الحلقة. «الديك» و«شليوي».. كوميديا مكررة وتراجيديا متفردة قبل الدخول في تفاصيل كوميديا «الديك الأزرق»، يلوح في أفق تراجيديا «شليوي ناش» وجه آخر لعبدالله السدحان، وبشكل أدق، أثبت السدحان أنه كوميديان خاص، لا يشبهه أحد، فأداؤه التراجيدي يستحق رفع القبعة. أما بالعودة ل«الديك الأزرق»، وبعيدا عن نوع الكوميديا ضمن حلقات منفصلة، يظهر المسلسل الذي شارك في بطولته المصري بيومي فؤاد وأخرجه هاني كمال، وبعد عرض عدة حلقات، بدأ المشاهد بترقب التفاصيل المتعلقة بالنظارة الزرقاء التي اكتشفها (نبهان)، الشخصية الرئيسية في العمل، عندما قرر بيع محلات جده الراحل المولع بعالم البصريات والنظارات، هذه النظارة التي تكشف ما يجول بذهن كل من يلتقيهم نبهان، من الممكن أن تكون القصة مكررة، وتم رصدها بأعمال عربية وأجنبية، لكن لا شك أن التوليفة التي تجمع ممثلين كوميديين مثل السدحان وفؤاد وزميلته شيماء سيف، تعطي بعدا آخر، وخفة ظل بدأت تلوح، وعبارات سيتم تداولها بين الناس، العمل يعد حتى هذه اللحظة «لايت» غير مزعج، ويترك أثرا للضحكة والابتسامة على المشاهد، حتى لو كان التوقع حاضرا لأحداثه.