لم يعد خافيا أن النظام الإيراني يستخدم من جديد برنامجه النووي لابتزاز المجتمع الدولي، وتهديد الأمن الإقليمي والسلم العالمي، وأصبح لزاما على القوى الكبرى وتحديدا إدارة بايدن عدم السماح بالدولة الراعية الأولى للإرهاب في العالم وهي ايران بتخصيب اليورانيوم بأي مستوى، خصوصا أن إعلان نظام خامنئي رفع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يشكل تهديدا خطيرا جدا للأمن العربي والسلم العالمي، فضلا عن كونه خطوة إضافية وغير مسبوقة في عودة إيران عن الالتزامات التي قطعتها بموجب الاتفاق الدولي المبرم مع القوى الكبرى في 2015 للحد من أنشطتها النوويةً.وتخصّب إيران اليورانيوم ب20%، وهي نسبة أعلى بكثير من معدل 3.67% المنصوص عليها في الاتفاق الدولي؛ ومن شأن رفع التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية، خصوصا أن النظام الإيراني أبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية نيته البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في مصنعها بنطنز، بعد 24 ساعة من تعرضه لهجوم كبير، وسيتم إضافة ألف جهاز طرد مركزي قدرتها أكبر ب50%، على الآلات الموجودة في نطنز. والمملكة التي حذرت من خطورة البرنامج النووي الإيراني، دعت أمس إيران لتفادي التصعيد وعدم تعريض أمن المنطقة واستقرارها للمزيد من التوتر.. كما أنها تابعت بقلق القرار الإيراني المتمثل بالإعلان عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% الأمر الذي لا يمكن اعتباره برنامجاً مخصصاً للاستخدامات السلمية.. وعلى المجتمع الدولي ضرورة الأخذ في الاعتبار قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية التي تتخذها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي ومن ضمنها برنامجها النووي.. إن القرار الإيراني لا يعتبر استفزازا فحسب بل يعكس حقيقة الإرهاب الإيراني الذي انتقل من الطائفية المقيتة إلى الإرهاب النووي للعالم، وأضحى يلقي بالشكوك حول جدية إيران بشأن المحادثات النووية التي تعتبر في حكم المنهارة بعد انتهاك طهران للقيود التي يفرضها على تخصيب اليورانيوم، لقد اعتادت إيران انتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015، إلا أن آخر ما قامت به يحمل حساسية كبيرة، نظرا لأنه قد يمهد لإنتاج أسلحة نووية في منطقة الشرق الأوسط المضطربة بالفعل. ويعد الانتهاك الأخير بمثابة نكسة جديدة للاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق ترامب، معيدا فرض عقوبات على إيران.. إن قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية سيجعلها تمد مليشياتها الطائفية الموالية لطهران بحماية مظلة نووية إيرانية، مما يزيد من التهديد الإرهابي في المنطقة.