عاودت مجموعات من أهالي منطقة الباحة تأهيل المدرجات الزراعية الخاصة، وأعاد المبادرون هوية المنطقة الزراعية إثر عقود من إهمالها وهجرها بسبب الهجرات التعليمية والوظيفية. ويعتني جيل شاب بالزراعة لتدارك الغطاء النباتي وإحياء كنز الآباء (البلاد) من خلال الاعتناء بجدرانها المتهالكة بالبناء مجدداً، وإصلاح التربة بالتسميد وجلب أنواع من التربة النقية، والاستفادة من دعم الدولة ممثلاً في مخصصات وزارة البيئة والمياه والزراعة، الممولة لتأهيل المزارع، وحفر الآبار، وإقامة السدود والعقوم الترابية لحيازة مياه الأمطار، وبناء البرك الأرضية لتجميع مياه السيول، وتوفير منظومات الري الحديثة، والشتلات. وبادر عدد من الأهالي في قرى الباحةومحافظاتها إلى التسجيل في الجمعية الزراعية التعاونية، وباشر بعضهم زراعة القمح وغرس أشجار العنب والرمان والمشمش واللوز والزيتون. الجمعيات عضد التنمية الريفية تتبنى الجمعيات الزراعية التعاونية الإسهام في تفعيل مبادرة استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها، عبر تطبيق حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، وتمثل الوسيط بين فروع وزارة البيئة والمزارعين، وتطبق الجمعيات معايير صارمة، لضمان استمرار المزارع في مشروعه وعدم التكاسل أو التراخي، وتتابع الجمعيات رفع كفاءة العامل وتوفير الإرشادات اللازمة لاستخدام المياه في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة، تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية، وزيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية، وتطوير الزراعة المحصولية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. 140 مبادرة لإعادة تأهيل المدرجات توزعت على منطقة الباحة 140 مبادرة لإعادة تأهيل وترميم المدرجات الزراعية في 8 محافظات، وتأصيل الهوية الزراعية الأصلية في كل محافظة النخيل في العقيق، وكرا والبُنّ والموز والكادي في المخواة «جبل شدا» و«ذي عين» والفواكه الموسمية والقمح والورد والرمان والخضار في سراة الباحة. ومن أهداف المبادرة حفظ التربة الزراعية وتجهيزها لزراعة المحاصيل الحقلية منها، والبستانية، وتطبيق نظام ري المحاصيل، من خلال وسائل ري حديثة لتقليل استهلاك المياه، إضافة إلى اختيار المحاصيل ذات الميزات النسبية والمردود الاقتصادي للمنطقة، وتدعم وزارة البيئة والمياه والزراعة، التحول للزراعة العضوية؛ إذ تشجّع الزراعة على مصادر طبيعية نباتية أو حيوانية، للخروج من حدة المنافسة بالأسواق الغذائية، بتمييز المنتجات بالشعار السعودي للزراعة العضوية، إثر نيل المزارعين الشهادات من شركات عالمية متخصصة في المنتجات العضوية. إحياء 600 هكتار ب20 ألف شتلة دشَّن وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي المرحلة الثانية من تنفيذ مبادرة «تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة»، بتكلفة مالية تجاوزت 72 مليون ريال لمشروع إعادة تأهيل 600 هكتار من المدرجات الزراعية في منطقة الباحة، ودعم فرع الوزارة بالمنطقة المزارعين بما يزيد على 20 ألف شتلة من أشجار الزيتون واللوز والعنب، إضافة إلى البرامج التدريبية والتأهيلية للمزارعين للإفادة من مياه الأمطار في ري المحاصيل الزراعية، ما يعزز روح التنمية في المزارعين، ويرفد سوق المحاصيل الحقلية بالتنوع، والاستفادة من المزايا النسبية ومنها توافر مصادر المياه من خلال الأمطار ما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي من خلال الموارد الطبيعية، وتأصيل آلية وتقنيات حصاد الأمطار بأفضل الطرق التي يمكن من خلالها زيادة كفاءة الإنتاج بنفس المساحة. نصف مليون شجرة مثمرة تمتلك الباحة مقومات طبيعية، من جودة التربة، وقربها من الأسواق الكبرى بين الطائف وبيشة وعسير، إضافة إلى مواردها المائية الجوفية، وأمطارها الموسمية، والثروات النباتية والحيوانية، ويلحظ الراصد تكاتف القطاعين الخاص والعام لاستغلال المقومات وتفعيلها لصالح مبادرة ولي العهد (السعودية الخضراء)، إذ أبدى الشركاء في ورشة عمل انعقدت الثلاثاء الماضي استعدادهم لتوفير نصف مليون شجرة مثمرة لزراعتها قبل نهاية عام 2022، ومن خصائص المرحلة الثانية التوسع في المبادرة، ومنها تأهيل المزيد من الأراضي الزراعية المهملة والمهجورة في الباحة وبميزانيات جيدة، وتسهم شركة أمريكية في رفع المياه إلى المدرجات الزراعية القريبة من السدود، لإعانة المزارع في مواسم شح المياه. إعادة تأهيل 30 ألف شجرة لوز وخصّص فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة 3 مواقع زراعية مجهزة لزراعة أشجار اللوز في المنطقة، لزيادة الإنتاج وحماية الشجرة الأثيرة من الانقراض، ويبلغ عدد أشجار اللوز في الباحة 30 ألف شجرة، تنتج سنوياً 30 ألف كلغ في المتوسط من ألف مزرعة، وتتعاون منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مع وزارة البيئة، وإمارة المنطقة لاستزراع عينات تشجيعية، لحث المزارعين على الاهتمام بزراعة مدرجاتهم بمختلف الأصناف التي تناسب طبيعة المكان في الباحة، كون زراعة اللوز تحتاج إلى مدرجات جبلية. وتتميز شجرة اللوز بتحملها مختلف الظروف المناخية، وقلة استهلاكها المياه، وترتوي دون أي تدخل بشري، كون موسم إنتاجها يرتبط دائماً بقرب نهاية فصل الشتاء، وبدء غزارة المطر، وأثبتت الأبحاث الزراعية قدرة اللوز على تحمل الجفاف. الزيتونة نموذج لاحتضان 5 آلاف شجرة تعد تجربة الدكتور صالح عباس نوعية على مستوى منطقة الباحة، إذ أسهم بجهود فردية في زراعة 5 آلاف شجرة زيتون من 22 صنفاً، تنتج سنوياً أكثر من 10 أطنان من زيت الزيتون إلى جانب ثمرتها المباركة. وبادر ابن عباس إلى استصلاح موقع المزرعة على مساحة 150 ألف متر مربع في مركز بهر على طريق العقيق، لغرض زراعة أشجار الزيتون بالدرجة الأولى وأخرى منوعة، ملحق بها معصرة للزيتون ومنحل لإنتاج العسل ومحميات لبعض النباتات والطيور وإسطبل للخيول، إضافة إلى 3 خزانات لتجميع مياه الأمطار للاستفادة منها في أعمال الري، وتوظيف تكوينات المدرجات الزراعية التقليدية، ببناء 100 مدرج كما هو الأسلوب المعروف على امتداد جبال السروات بهدف الحفاظ على المياه من التسرب والتربة من الانجراف. تجربة «ذات بُج» لتأسيس واحة وسط الباحة اجتهد المزارع فيصل بن مداوس آل خميس في توفير نحو 250 ألف ريال من رواتبه الشهرية، ليعود من الرياض العاصمة ويبدأ تأهيل نحو 50 ألف متر مربع، في وادي (ذات بُج). واستفاد آل خميس من مبادرة وزارة البيئة في تأهيل أرض أسلافه، وإعادة الروح إليها بزراعة 5 آلاف شجرة عنب، و500 لوزة، وخاض تجربة زراعة القمح لهذا العام وحققت نجاحاً، وحفر 3 آبار جوفية، ورفدته المبادرة بخزانين لحصاد مياه الأمطار.