كشف رئيس النادي الأدبي في المدينةالمنورة الدكتور عبدالله عسيلان أن عدم وجود مقر لناد نموذجي أسوة ببقية المناطق في المملكة يعود إلى أن إدارة النادي حاولت عدة مرات في إيجاد جهه تتولي بناء مقر للنادي في الأرض المخصصة له، لكن لم يتيسر له ذلك كما هو الشأن في نادي حائل ونادي جدة حيث حظيا بمن يمول الناديين. وقال إن مبلغ العشرة ملايين التي حصل عليها النادي كدعم لا تكفى لبناء مقر والمبلغ كان مخصصاً للصرف على أنشطة النادي. وأوضح عسيلان أنه تم شراء عمارة بمبلغ خمسة ملايين ريال للاستفادة من دخلها في الصرف على الأنشطة وطباعة الكتب التي تميز بها النادي وأصبحت مطبوعاته لاسيما التراثية تحظى باهتمام المثقفين والجهات الثقافية. وأضاف أن تفاعل أدباء ومثقفي وشعراء المدينة مع أمسيات النادي وحضورها يجعل نادي المدينة من أكثر الأندية حظوة في الحضور لأنشطته. ولفت عسيلان إلى أن العبرة في المبنى ليست بشكله أو حجمه ولكن بما يقدم داخل النادي من أنشطه ثقافية والنادي له حضور واضح في ما ينظم من ندوات ومحاضرات ومسامرات أدبية كل أسبوع حتى في زمن الحظر، ويقوم منتدى السقفية بنشاط كل أسبوع. من جهة أخرى، أبدى عدد من المثقفين والأدباء في المدينة استياءهم من مبنى النادي الحالي والذي لا يليق بمكانة المدينةالمنورة على حد قولهم، إذ تأسس النادي عام 1395 هجرية وعمر مقر النادي الحالي يتجاوز ال 35 عاماً. وأكد كثير من المثقفين والأدباء وجود حاجة إلى مقر يتواكب مع رؤية 2030. الأديب الشاعر الدكتور عبدالعزيز الحازمي أوضح أن النادي الأدبي في المدينةالمنورة، من أول النوادي الأدبية الشامخة، في إثراء المنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، في الطرح الأدبي نثراً وشعراً وحواراً، إذ استضاف عدداً من الرموز الفكرية والعلمية، المحلية والإقليمية والعالمية. وبعد غياب المربي الفاضل الأستاذ عبدالعزيز الربيع رحمه الله، بدأ النادي الأدبي بالعد التنازلي في تراجعه. وأضاف: قد يرجع السبب من وجهة نظري الخاصة، إلى هرم القيادات التي تناوبت على إدارته، وكذلك غياب أغلب أدباء المنطقة من الشباب، وعدم تمكينهم من تطويره والارتقاء به، وربما إبعادهم عندما يجدون لديهم الرغبة في تطويره ورسم سياسات وخطط جديدة للنهوض به. ولوحظ في الآونة الأخيرة أن أيادي غير وطنية، هي من تديره وتتقاسم كعكته. واستطرد قائلاً: وشهادة للتاريخ، النادي الأدبي في عام 1417ه إبان رئاسة الأديب هاشم رشيد، طبع لي كتاب (منطقة مهد الذهب)، وكان بواسطة أحد الزملاء في إدارة التعليم فلسطيني الجنسية. لذا أرى تعيين رؤساء النادي من الكفاءات الوطنية الأدبية الشابة. ومن يتم انتخابه لرئاسة النادي الأدبي، يتقدم بخطة عمل طموحة. تسعى إلى استثمار إمكاناته المادية والبشرية، للارتقاء به وتحقيق أهدافه السامية، في ضوء رؤية مملكتنا الحبيبة 2030. المؤرخ والباحث والأديب عبدالرحمن سليمان النزاوي يقول تزخر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأدباء والمثقفين والإعلاميين من الشباب والشابات والأندية الأدبية في بلادنا العزيزة عنوان للأدب والثقافة. في دعوة كريمة من النادي الأدبي في الحدود الشماليةعرعر الأشهر الماضية سر خاطري بما شاهدته من مبان فخمة وفكر بإدارة الفريق الواحد وتفاعل من الحضور علماً أن النادي تأسس منذ قرابة العشر سنوات، ونأمل أن يجد النادي الأدبي في المدينة، وهو الأقدم تأسيساً، مبنى يليق بمكانة هذا الصرخ الشامخ، علماً أن جميع الأندية الأدبية تلقت دعماً مادياً بقيمة عشرة ملايين ريال ومنها أدبي المدينة والذي دعم أيضاً لبناء مبنى بمبلغ خمسة ملايين من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله. كل الأمل في تجديد الدماء الشابة مع الخبرة بعيداً عن اعتلاء المنصب وأذرعته لسنوات طويلة حتى لا نصل إلى الجفاف الأدبي. التجديد والابداع يتماشى مع رؤية ولي العهد لجذب المثقفين في المدينة بعد عزوف البعض وكذلك إعطاء الفرصة للشباب السعوديين بدلاً من الأسماء المكررة. الأديب الأستاذ معبر النهاري يقول شاركت في العديد من الفعاليات منذ 2014 - 2019 وكنت مشرفاً على الأنشطة خلال تلك الفترة للأسف موقع النادي ومبناه لا يواكبان التطور ورؤية 2030 فالمبنى قديم جداً ومكونات المبنى لا تتفق مع تطلعات المثقفين. إن فعاليات النادي ليست ضعيفة لكن السؤال لماذا العزوف من أبناء المدينة عن النادي، موضحاً أن النادي نظم خلال 2016-2018 أكثر من 360 فعالية ما بين دورة ومحاضرة وندوة وأمسية لكن بعد ذلك تركت النادي وكان عدد المستفدين في أحد الأشهر 1000 شخص. وأعتقد أن هناك خللاً في عملية تسويق مناشط النادي من قبل الصحافة ومن قبل النادي نفسه فلا توجد تلك الفعاليات التي تخدم المجتمع المديني بمعنى أن النادي أصبح نخبوياً أكثر من اللازم. الشاعر الدكتور عبدالله سكات يقول الحالة الثقافية والحراك الأدبي على مختلف الأصعدة في المدينةالمنورة مغيّب وما يدور ويسمى خدمة للأدب والشعر والثقافة هو حراك مشوّش وحينما خصصت ميزانيات ضخمة للأندية الأدبية قبل سنوات استبشرنا خيراً ولكن ما حدث هو ركود أدى إلى التمسك في مبنى متهالك كأنه ينبئ بأن حال النادي الأدبي ونتاجه في حالة يرثى لها، فعدم وجود مبنى يليق بالنادي الأدبي هو نتاج عقليات خصصت أدب المدينةالمنورة وثقافتها لأناس معينين فحصرته بهم حتى أن بعضهم يقيم أكثر من ندوة في أكثر من فن وكأن المدينة لا يوجد فيها مثقفون يخدمونها ويعلنون نفض غبار الخمول عن حراكها الأدبي، باختصار لو كان هناك من يقدم خدمة المدينةالمنورة بكل مجتمعها لأصبح للنادي الأدبي مقر يليق بها وتليق به لكننا لا نفقد الأمل لأن دولتنا حريصة على خدمة أبناء هذا الوطن فرؤية 2030 من أهدافها خدمة الثقافة وتدوير عجلتها حفظ الله وطننا الغالي وحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.