قرأت تغريدة العزيز نايف وأنا أمام كعبة الله.. فالمكان مقدس والوقت روحاني والنفس يسوقها الندم والرجاء في طريق التطهر والخلاص من دنس الرغبات الزائفة والزائلة.. فتوقيت خبر وفاة أخي محمد الوعيل توقيت نقي وطاهر.. خبر لم يعبث بروحانية المكان ومقاصد المسكين.. ففقد النقي نقاء يزيد الحمد للعالي المحمود ويطهر بالدعاء الصادق المفقود.. لحظة رأيت بها الفقيد وهو يبتسم في وجهي ويقول: أحب هذا الرجل.. هذه أول عبارة أسمعها منه في أول لقاء بيننا «مطلق أنا أحبك» ومع تعدد اللقاءات أصبحت هذه العبارة السامية تحية ينثرها في روحي ليعطيني شيئا من التقدير والتشجيع والاحتواء.. لهذا أنا أحب الفقيد. محمد الوعيل من الرواد الذين صنعوا صحافة الوطن، عندما كانت الصحافة بحق مهنة المتاعب، فجيل الوعيل أنشأوا صحفيين وصحافة أقاموا بناءها بتعب مضنٍ مقابل فتات لا يذكر، تضحيات كبيرة فقدوا في سبيلها الراحة وأمان لقمة العيش.. إنجاز الصحفي الوعيل تراه اليوم في كل خبر يصنع تميز للوطن، فأبناء هذا الرجل النبيل من الصحفيين هم من كتب ونشر. فمدرسة الوعيل رسالة مهنة ووطن يحفظها التاريخ ويعيش عليها الحاضر ويتأسس عليها المستقبل.. لهذا أنا أحب هذا الرجل. أبا نايف فقدك عذاب ولكن ذكراك رحمة أسكنها العزيز القدير في أرواحنا، فمثلك لن يكون له شهادة وفاة فمنك تعلمت كيف أحب هذا الرجل؟ كيف يكون الوفاء خلوداً سرمدياً يستعصي على التنكر والجحود. فالعين تبكي من الفقد وفاءً والقلب يحفظك في شرايينه وفاء. محمد الوعيل من الأشخاص القليلين جداً الذي يتعرف عليك بروحه ليبني للنقاء طريقا تسير عليه وله أرواح الأصدقاء، فإنسان تحبه بروحك لن تستطيع أن تبغضه مهما حدث من منغصات إلا بفقدان الروح، فكراهية الروح للروح، لا يحدث إلا بنزعها من جسدها.. لهذا أنا أحب روح هذا الرجل. نايف ومشاري ومشعل إن كنتم روح محمد في حياته، فأنتم شمعة ذكرى روحه التي لا تطفي فبكم أريد أن أحب هذا الرجل. * الأستاذ المشارك في قسم الإعلام جامعة الملك سعود Mut_mu20@