اليوم يمر عام على حدث استثنائي عايشته السعودية لمواجهة فايروس كورونا، إذ أصدر الملك سلمان أمره في 23 مارس 2020 بمنع التجول للحد من انتشار الفايروس في مختلف أرجاء المملكة. الأمر الذي شكل مفترق طرق في إشعار المجتمع بجدية مواجهة الوباء الطارئ على العالم حينها، أُجبر الجميع وقتها على متابعة مستجدات الجائحة عبر الأخبار والنشرات اليومية لوزارة الصحة لمعرفة المزيد حول الفايروس الذي حرمهم من أبسط العادات والمناشط من تجمعات أصدقاء، وسفر والصلاة في المساجد والعمرة. بل وصل الحال إلى أننا نغبط من يخرج بسيارته للدوام ممن استثناهم قرار منع التجول، لنسأله عند عودته «كيف كانت الطرقات؟»، وظلت صور الشوارع الخالية من المارة والحياة عالقة في ذاكرة الجميع. ويحتفظ من كانوا يتنقلون خلال فترة منع التجول بتصريح يسمح لهم بتجاوز نقاط التفتيش المنتشرة تلك الأيام في الشوارع الخالية كشاهد على مرحلة قد لا تتكرر في تاريخ الأجيال القادمة. منع التجول اختلف في ساعاته من مدينة لأخرى بحسب شدة الإصابات، وكان الجميع يتسابق في الدقائق الأخيرة لقضاء حاجياته والعودة للمنزل والتعقيم فور دخوله خوفاً على أحبابنا. عام مضى لم نعايد بعضنا فيه ولم نجتمع كما كنا قبله، بل إن بعضنا ودع أحباباً وأصدقاء، وطلابا افتقدوا مقاعد الدراسة، وأصبح الهوس بالتعقيم ملازماً للجميع، كان الشعار وقتها «كلنا مسؤول»، حيث استشعر الجميع مسؤوليته وأنه جزء من تجاوز الأزمة بالتزامه وتنفيذه التعليمات التي أصدرتها الدولة، التي عندما أصدرت تعليمات بعودة الحياة تدريجياً لطبيعتها أكدت على المواطنين والمقيمين «العودة بحذر»، وعدم إضاعة المكتسبات التي تحققت في فترة الإغلاق. وحين قامت الدولة بجهود استثنائية لجلب اللقاح لمواجهة الوباء طالبت الجميع ب«أخذ الخطوة» والتسجيل لتلقى جرعات اللقاح، للعودة إلى حياة ما قبل الجائحة. عام مضى سريعاً قطعت فيه الجهات المسؤولة شوطاً كبيراً في مواجهة الجائحة، بدءاً من تنفيذ الاجراءات الاحترازية وتطوير الخدمات الإلكترونية وتوزيع اللقاح وتدشين المراكز الخاصة بإعطائه للجميع (مواطنين ومقيمين بل وحتى مخالفين)، لكن الأمر لم ينته بعد وما زالت الجائحة موجودة، ولكننا بوعينا والتزامنا وأخذنا اللقاح سنصل بإذن الله لبر الأمان.