كشف رئيس المركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن سالم غلام ل«عكاظ» استخدام الذكاء الصناعي في مراقبة عناصر الطقس المؤثرة على الأرواح والممتلكات في جميع الأوساط اليابسة، الهواء والبحر. وقال إن سيول 2009 في جدة ضاعفت اهتمام الجمهور بأحوال الطقس، كما شكلت تحولاً في عمل المركز. وشرح غلام في حديثه طريقة الاستمطار وضروراته، وشدد على إنشاء مبادرة التغطية الجغرافية التي تعمل على دعم التكنولوجيا في مراقبة عناصر الطقس المؤثرة على الأحياء النباتية والحيوانية خصوصاً النادرة منها، وذلك بنشر منظومة رصد بالمحطات الأتوماتيكية لقياسات عناصر في الهواء والتربة، وربط المنظومة بتطبيقات داعمة لحماية المزروعات عبر الإنذار من موجات الصقيع والحر الشديدة، وتساهم أيضاً في دعم القدرات الوطنية للتنبؤ ورفع دقة التوقعات للظواهر الجوية الشديدة عبر نشر أنظمة رصد ومراقبة بتقنيات عالية. وأوضح أن المملكة تشارك العالم الاحتفال بيوم الأرصاد الذي يوافق 23 مارس من كل عام، وفي هذا العام يأتي تحت شعار «الربط بين المحيطات والمناخ والطقس في إطار نظام الأرض»، كما أنه يوافق انطلاق عقد الأممالمتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، وهذا اليوم يصادف أيضاً انطلاق عقد الأممالمتحدة لعلوم المحطات من أجل التنمية المستدامة. وقال رئيس المركز الوطني للأرصاد إن هناك تحولاً كبيراً يشهده الوطن في كثير من القطاعات الحكومية، وإن قطاع الأرصاد حظي باهتمام واضح في مسيرة التنمية ويتضح الاهتمام في قرار مجلس الوزراء في 19/7/1440ه بإنشاء كيان مستقل للأرصاد تحت مسمى «المركز الوطني للأرصاد» تعزيزاً لأهمية الأرصاد وارتباطها الكبير بعوامل التنمية المستدامة وحياة واستقرار المجتمع، وأوكل للمركز مهمات كبيرة تجسد اهتمام المملكة بهذا القطاع الحيوي، ونتطلع اليوم إلى تحقيق طموحاتنا في تعزيز قدراتنا وتقوية شراكاتنا وتنمية مواردنا في مجال الأرصاد. وتابع أيمن غلام أن المركز يعمل حالياً على تقديم إطار جديد يضع المصلحة الوطنية ورضا الشركاء في أولوياته القصوى وتقوية ممكناته وإيجاد شراكة فعالة مع القطاعات الخاصة ومراكز الأبحاث الوطنية والعالمية والمجتمع المدني بما يحقق لنا دوراً ريادياً ويضعنا في قائمة القطاعات المتميزة. وعن المبادرات الوطنية المتعلقة بقدرات الأرصاد في دقة المعلومات، أكد أن مبادرات التحول الوطني تشكل منعطفاً مهماً للارتقاء بمستوى الأداء وتطوير البنى التحتية والتقنية وتحسين جودة الخدمة تحقيقاً لرؤية 2030، وتعكس المبادرات الطموح الكبير للمركز الوطني للأرصاد في الوصول إلى أرقى درجات التميز في مجال الطقس والمناخ والخدمات المتعلقة بها، وكذلك الشراكة وتنمية الموارد من خلال القدرة على توفير كافة الاحتياجات والمتطلبات الأرصادية التي تحقق للمستفيد متطلباته وفق أفضل المعايير العالمية. وأشار غلام إلى أن أهمية المبادرات تظهر من واقع مخرجاتها، فمبادرة إنشاء مركز التغير المناخي تهدف إلى إدارة البيانات والمعلومات البيئية والمناخية، وإعداد دراسات وتوقعات طويلة المدى عن التغير المناخي وتأثيراته على القطاعات المختلفة في المملكة، ودعم إعداد وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغير المناخي، وما هي النتائج التي ستحقق هذه التوجهات، كما أن مبادرة تطوير النماذج العددية سيكون لها الأثر الكبير في تحسين دقة توقعات ظواهر الطقس والمساهمة في الحماية من الأخطار الطبيعية. أما مبادرة التغطية الجغرافية فتقوم على دعم التكنولوجيا في مراقبة عناصر الطقس المؤثرة على الأحياء النباتية والحيوانية، وخصوصاً النادرة منها، وذلك بنشر منظومة رصد بالمحطات الأتوماتيكية لقياسات عناصر في الهواء والتربة، وربط هذه المنظومة بتطبيقات داعمة لحماية المزروعات عبر الإنذار من موجات الصقيع والحر الشديدة، وتساهم أيضاً في دعم القدرات الوطنية للتنبؤ ورفع دقة التوقعات للظواهر الجوية الشديدة عبر نشر أنظمة رصد ومراقبة بتقنيات عالية مع استخدام الذكاء الصناعي في مراقبة عناصر الطقس المؤثرة على الأرواح والممتلكات في جميع الأوساط (اليابسة، الهواء، والبحر). الاهتمام بالمناخ وعن التحول الذي شهده عمل الأرصاد منذ 2009 (عام سيولجدة ووفاة 116 وفقدان 350) أوضح رئيس المركز الوطني للأرصاد أن الاهتمام تصاعد بمعلومات الطقس والمناخ وأصبح الاهتمام كبيرا بنشرات الأرصاد والوصول للمجتمع. وأكد أن 2009 الذي تأثرت فيه محافظة جدةبسيول جارفة نتج عنها للأسف عدد من الضحايا وتلفيات جسيمة كان مهماً لنا في الأرصاد في تطوير منظومة العمل وتحسين جودة الخدمة ودقتها وتفعيل العلاقة مع الشركاء لتلافي أي أخطار ناجمة عن الظواهر الجوية، وقد تحقق لنا ذلك وأصبح المركز اليوم يغطي نحو 94% من المساحة الجغرافية المأهولة في المملكة، وأطلق النظام الآلي لإنذار المبكر ووسع قدرات الرصد السطحي، والآن نملك منظومة من الرادارات وتقنيات الرصد ومتابعة الظواهر الجوية تعد الأحدث والأقوى في المنطقة. وعن النظام العام للأرصاد الذي ينظم عمل الأرصاد في المملكة وملامحه، أوضح أن النظام التشريعي للأرصاد سيحدث نقلة نوعية في التنظيم العملي للأرصاد داخل المملكة، وسيكون أقرب لمنظم للعلاقات التشاركية بين المركز والمستفيدين، وسيحدد الصلاحيات والقوانين ومجالات الاستثمار وحدود التعامل مع معلومات الطقس، ونحن حريصون كل الحرص على نظام الأرصاد أسوة بالدول الأخرى التي سبقتنا في ذلك. معلومات الطقس وحول المطالبة بإدراج الأرصاد ضمن الاهتمامات اليومية للمجتمع والبرامج السياحية والرياضية وغيرها من الأنشطة التي تهم المجتمع، شدد غلام أن الأرصاد اليوم هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للمجتمع وأنشطته، وهذا الموضوع من الأهداف الرئيسية للمركز الوطني للأرصاد وسوف نسعى لتحقيقه والعمل مستمر مع جميع القطاعات المعنية لإشراك معلومات الطقس ضمن برامجهم وإعطائها مساحة كافية من الاهتمام، لأن معلومات الطقس أصبحت مؤثرة بشكل واضح في الجوانب السياحية والترفيهية والاقتصادية والاجتماعية، ولهذا نحن حريصون على ذلك ونسعى لأن تكون معلومات الطقس ضمن الأجندة اليومية لكل فرد في المملكة كما هو في بعض الدول. وعن الإعلان عن برنامج استمطار السحب بهدف زيادة الهاطل المطري على المملكة وما يعول على هذا البرنامج في ما يخص الأمن المائي بالمملكة، أوضح رئيس المركز الوطني للأرصاد أن برنامج الاستمطار يشتمل على دراسات وبحوث وبناء وتشغيل للبرنامج لمدة خمسة أعوام. وأضاف كما يشتمل عمليات التدريب ونقل المعرفة والتكنولوجيا، حيث يستهدف البرنامج زيادة الهطول المطري في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة بنسبة تراوح بين 10% - 20%.تقنية الاستمطاركشف الدكتور غلام كيف تتم عملية الاستمطار، والتي قال عنها: «تقنية استمطار السحب تقنية لزيادة كمية هطول الأمطار (المطر والثلج والبرد والضباب)، التي تتساقط من السحب عن طريق التشتت في المواد الكيميائية في الهواء التي تشمل يوديد الفضة، ويوديد البوتاسيوم، والجليد الجاف (ثاني أكسيد الكربون الصلب)، ويمكن أيضاً استخدام البروبان السائل، الذي يتمدد إلى غاز ويمكن أن ينتج بلورات ثلجية عند درجات حرارة أعلى من يوديد الفضة، كما يستخدم أيضاً ملح الطعام، الذي أصبح أكثر شيوعاً، قد يتم تشتيت المواد الكيميائية الخاصة ببذر السحب بواسطة الطائرات أو بواسطة أجهزة التشتت الموجودة على الأرض (مولدات أو أسطوانات تطلق من مدافع مضادة للطائرات أو صواريخ)». ولإطلاقها بواسطة الطائرات، يتم إشعال مشاعل يوديد الفضة وتفريقها بينما تطير طائرة عبر تدفق سحابة. وعند إطلاقها بواسطة أجهزة على الأرض تنتقل الجسيمات في اتجاه الريح وإلى الأعلى بواسطة التيارات الهوائية بعد إطلاقها. الأرصاد والجمهور قال رئيس المركز الوطني للأرصاد عن مستوى العلاقة بين الأرصاد والجمهور: «نحن مركز حكومي من أهم واجباته تقديم المعلومات الأرصادية للجمهور بشكل يومي وموافاته بكل ما يستجد من ظواهر جوية تستدعي التنبيه عنها، ولهذا نحرص كل الحرص على رضا الجمهور والتأكد من الاستفادة من هذه المعلومات ودقتها، ولهذا عمد المركز على إيجاد كل السبل التي تحقق هذا الهدف وتطوير الخدمات والوسائل الممكنة، لذلك نسعد اليوم بما يتحقق وبما نلمسه من الجمهور من تقدير لجهود المركز وأيضا من القطاعات التي تتعامل مع الجمهور في ما يتعلق بمعلومات الطقس، كما أننا نسعى في خططنا المستقبلية إلى زيادة تطوير الخدمات المقدمة وفقا للمخرجات التي يحققها المركز».