المعرض العالمي للخط العربي والذي دشنته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في العاصمة الرياض بتزامنٍ مع بكين والدار البيضاء حيث تتواجد فروع المكتبة، والاحتفاء الكبير حيال اللغة العربية أعادني لكتاب «عبقرية اللغة» للكاتبة الأمريكية ويندي ليسر، ترجمة المترجم السعودي حمد الشمري، هذا الكتاب الذي جعلني أتوجس اتجاه اللغة.. اللغة الأم؟ كنت قد كتبت تعليقاً بسيطاً بعد قراءتي للكتاب حيث خلق خمسة عشر كاتباً وكاتبة هوامش فلسفية عميقة بداخلي اتجاه اللغة! لطالما كان هناك شيء خفي يربطني بعظمة هذه الأبجدية، وبعد عبقرية اللغة تعاظم هذا الشعور، تعاظم الهاجس، تعاظمت الفلسفة. طريقة تناول كل كاتب وكاتبة للمشاعر الحرة في دواخلهم، محاولة إطلاقها كما هي دون خوف، دون تنميق، دون تردد، كوّنت لدي نوعاً من القراءة الجديدة اتجاه محاورة الكاتب لذاته، نعم محاورة الكاتب لذاته عندما يشعر مثلاً الكاتب الكيني نغوغي وا ثيونغو بريبة اتجاه ما يكتب بعدما يعترف بأنه سلب الناس الذين صنعوا لغة الغيكويو وعبقريتها سلبهم قدرتهم على قراءة واستدعاء تاريخهم إلا عبر لسان المستعمر الأجنبي، حيث وقع في هذا الفخ بعدما ذاق طعم اهتمام الناشر الإنجليزي والصحافة الإنجليزية بنتاجه، وجد نفسه يعترف بصوت عالٍ «أنا أكتب لمن؟ أعتقد أن» «عبقرية اللغة» اختصر الطريق (للغة)!. نعيش اليوم ازدهاراً ثقافياً واضح الملامح.. فالتفاؤل سمة المرحلة والمعرض العالمي للخط العربي أحد النماذج الحية للاحتفاء الحقيقي باللغة، نعم اللغة نشاط بشري مُلفت بجميع خصائصه وسماته، فاللغة شكل من أشكال المعرفة ومضمونها، وتوثيق اللغة للمجتمعات الصغيرة والكبيرة والعمل على نشرها والتفاعل معها وإبراز محتواها على المستوى المحلي والدولي يعطي دلالة واضحة لمدى ترابطنا مع الثقافة العربية التي نملكها وننعم بها. arwa_almohanna@