يبدو خط الروائي الكويتي المميز عبدالله البصيص تصاعدياً، سواء في رواياته الثلاث أو في بناء الحدث واشتباك الشخصيات، وهو ذكي في اقتناص الحالات التي تشكل مضموناً مختلفاً لرواياته المثيرة في أحداثها، كما أنه متأنٍ جداً في بناء شخصياتها التي تتحرك في جسد الرواية بدقة متناهية وفعل نفسي مدروس تماماً. قبل أسبوعين تأهلت روايته «ق.قاتل..س.سعيد» إلى القائمة الطويلة لجائزة «البوكر» العالمية للرواية العربية، ويبدو مؤهلاً بقوة لبلوغ القائمة القصيرة بعد أن نالت روايته ثناء كثير من القراء والنقاد.. واللافت أن روايته «طعم الذئب» حصدت قبل ذلك بأيام جائزة الدولة التشجيعية، وقبلها جائزة معرض الشارقة للكتاب. في حواره مع «عكاظ» يؤكد البصيص أن شخصيات رواياته تعبر عن المأزق الذي تواجهه مجتمعياً، مبيناً أن شخصية البدوي هي الأقرب لفطرة الإنسان. ويشير إلى أن المؤسسات الثقافية الرسمية يقودها موظفون يؤدون عملاً حكومياً ولا شأن لهم بصناعة الثقافة، وأنهم لا يعرفون إلا الكتّاب الذين يحصلون على جوائز. • بلغت روايتك «ق.قاتل..س.سعيد» القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، كيف تلقيت الخبر؟ وما وقعه عليك؟ •• بسعادة وخشية معاً، فهذا يعني أن المسؤولية والمأمول صارا أكبر منهما قبل أن تصل. • ماذا تعني لك الجائزة العالمية للرواية العربية؟ •• مدين لها كقارئ وككاتب، يكفي أن ننظر إلى جودة الرواية العربية قبلها كيف كانت وبعدها كيف أصبحت، الفرق هائل حتى لأقل القراء تذوّقاً. • البعض يرى أن روايتك مؤهلة بالشروط كلها لحصد البوكر، خصوصاً أن الرواية التي سبقتها «طعم الذئب» حصدت جائزتين عن جدارة، وتبدو المنافسة هذه المرة صعبة جداً بوجود مستويات متقاربة، كيف ترى المنافسة في بلوغ القائمة القصيرة؟ •• ضمت القائمة هذا العام أعمالاً لكتّاب مُجيدين لصنعة الكتابة، وسعدت كثيراً لوجود عملي مع أعمالهم الرائعة، لكن قبل هذا وبعده، أنا لم أكتب يوماً للجوائز، صحيح أن جائزة مثل «البوكر» العربية مهمة وتعطي دافعاً ويشعر الكاتب معها أن عطاءه محل تقدير، لكنها ليست أحد الأهداف التي أكتب من أجلها. شاركت بطلب من ناشري دار «روايات» ولم أسعَ لمنافسة أحد، فالأدب لدي ليس مضماراً للمنافسة، الأدب مثل الحقل نزرع به أفكارنا وتجاربنا وهواجسنا، علينا أن نحسن الزراعة فقط، وخروج الثمر أمر ليس بأيدينا. حاولت إتقان «قاف قاتل..» ما استطعت، وهذا ما أحاسب عليه نفسي. المنع خطأ • رغم منع وزارة الإعلام الكويتية روايتك «طعم الذئب» إلاّ أنها فازت قبل شهر بجائزة الدولة التشجيعية بعد فوزها بجائزة معرض الشارقة أيضاً.. بماذا تفسر ذلك؟ •• المنع كان خطأً سببه الآلية الإدارية المتخذة في وزارة الإعلام لإجراءات المنع، والتي لم تكن تراعي الاحتمالية البشرية لخطأ الرقيب في فهم النص أو تأويله على وجه ليس وجهه، وهو أمر قد يحدث في أي مكان وزمان لو كانت تلك الآلية مطبقة فيه. ومن وجه نظري كان فوزها بجائزة دولة الكويت التشجيعية للرواية يحسب لوزارة الإعلام التي سعت لإحقاق الحق بعيداً عن الشخصانية والمزاجية أو الخوف من استغلال الفوز ضدها. • في رواياتك الثلاث «ذكريات ضالة» و«طعم الذئب» و«قاف قاتل..» تشترك الشخصيات الرئيسية، والشخصيات المحيطة، في بحثها الدائم عن ذاتها، ما يجرها إلى صراع مع المجتمع، ونلاحظ في نهاية ذيبان، وسلمان، وعادل، أنهم فشلوا في تحقيق ذواتهم، فهل سلطة المجتمع أقوى دائماً؟ •• سلمان كان ضحية ظروف وبيئة، بينما وقع ذيبان ضحية لمجتمع يريده أن يمشي كما يريد، أما عادل فهو ضحية ذاته. وهذا كله ناشئ من طريقة المجتمع في تقدير الفرد الذي يلتزم بشروط وضعها لتحديد حسن السيرة والسلوك، والتي نسميها الأعراف، العادات، المراجل..إلخ. من هنا أتت الشخصيات تعبيراً عن هذا المأزق. من ناحية نظرية وعملية يستطيع الإنسان تغيير عاداته أو طباعه، لكنه لا يستطيع تغيير عادات وطباع المجتمع، فلكي يتعايش الفرد مع المجتمع عليه أن يتغير إليه. • في طعم الذئب، فلسفتَ حياة صفراء بكل مواريثها وتقاليدها الخشنة وآلامها، بحياة متخيلة لشاعر بدوي، أتعتقد بأن الصحراء ببساطتها أكثر تعقيداً من المدينة بقوانينها؟ أم أردت القول إن المجتمعات لم تخرج من قميصها الصحراوي بعد؟ •• الصحراء أقل تعقيداً من المدينة، لكن أعرافها أشد صرامة؛ في الصحراء كل شيء بسيط وصلب وحاد في آنٍ واحدٍ. لكن الأفكار التي تنتشر بين أبناء البادية، أو أسلوبهم في التفكير، خالية من المرجعيات المعرفية التي تنتشر بين الحاضرة، الفكرة لديهم لا تزال في شكلها الطفولي، لم تمسّها الفلسفات والكتب التي تأثر بها أهل المدينة، لذلك شخصية البدوي هي الأقرب لفطرة الإنسان، وأفكاره - رغم بساطتها - سهلة البلوغ إلى جوهر المعنى. أفضل كتاب • ماذا يمثل لك فوز «طعم الذئب» بجائزة أفضل كتاب عربي بمعرض الشارقة 2017؟ •• حصلت الرواية على تقدير رسمي، وهذا رائع. لكن الأمر الذي أحزنني هو الدعوات التي انهالت عليّ بعدها للمشاركة في ندوات رسمية وغير رسمية، داخل وخارج الكويت. شعرت بأنني حصلت بعد الجائزة على اعتراف رسمي بأنني كاتب جاد أقدّم أدباً نوعياً وأمتلك معرفة تستحق أن تفرد أمامها الميكرفونات. أين كنت قبلها، أنا وغيري كثيرون؟، أين سأكون لو أنني لم أحصل عليها؟ وهذه معضلة في أقطار الوطن العربي تحديداً، فمؤسساتنا الرسمية التي تعني بالثقافة يعمل بها موظفون يؤدون عملاً حكومياً ولا شأن لهم بصناعة الثقافة، إلا بعض الأسماء الفاعلة. نعم هم موظفون يؤدون عملهم بإخلاص لكن هذا غير كافٍ في الشأن الأدبي والثقافي، وهذا ما غيّب المؤسسات عن متابعة الساحة من الداخل وتعديل خللها وتطويرها، فهؤلاء الموظفون لا يعرفون إلا الكتّاب الذين يحصلون على جوائز، من خلال إعلانات النتائج والقوائم الطويلة والقصيرة في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. يجب أن يكون الموظف مثقفاً متحلّياً بالشغف وحب صنع التغيير، مع الوعي بالطريقة المثلى لذلك. • طعم الذئب.. ترجمت إلى اللغة الصينية، أتعتقد بأن الاهتمام بالأدب العربي بدأ يتزايد بسبب البوكر؟ أم لاكتشاف آداب الشعوب الأخرى؟ •• البوكر العربية لعبت دوراً كبيراً في ذلك، لكن الدور الأكبر هو الدور الذي قامت به قنوات التواصل الاجتماعي وتطبيقات القراءة العالمية مثل goodreads في تحويل العالم إلى مكتبة صغيرة يناقش بها القراء آراءهم حول كتاب معين، وكذلك سهولة النشر وكثرة المترجمين، كل ذلك خدم هذا الاتجاه، لكن ترجمة الأدب العربي تعاني من تجاهل عالمي. الغرب لا يلام • ننشط بترجمة الأدب الغربي «وهذا أمر جيد» لكن رغم جماليات كثير من الروايات العربية مازال الغرب يتجاهل ترجمتها، ما السبب برأيك؟ •• لا يلام الغرب في هذا، غالباً دور النشر الأجنبية دور تجارية بحتة، تبحث عن الربح - وهذا حقها المشكلة في إقناع القارئ الغربي بأن الرواية العربية مهمة وتكتب بحس فني عالٍ ولديها الكثير لتقدمه، القارئ الغربي لا يزال ينظر إلى أدبنا بعين وبالأخرى إلى مستوى التعليم في الدول العربية. هذه النظرة يجب أن تتغير أولاً، وهذا الدور يجب أن يكون عملاً مؤسسياً عربياً، ولا يترك على دور النشر الأجنبية. ومن ناحية أخرى وجدت بعض الروايات ودواوين الشعر العربية رواجاً هناك، ورغم أنها قليلة بالفعل ولا تمثل الكم الجيد الذي لدينا، لكنها استطاعت أن تصل اعتماداً على جودتها فقط. • الشعر سبق الرواية في الاهتمام بطقوس الصحراء، أتعتقد بأن مرد ذلك هو أن بعض المبدعين كانوا من أصول بدوية؟ أم لأن الصحراء مازالت بكراً وفي طقوسها غرابة تشد المتلقي؟ •• لو أرجعنا الرواية إلى أصلها وهو «حكاية» لوجدنا أنها سارت مع خطى الشعر في هذا الطريق. أغلب حكاياتنا العربية من الصحراء، وأبطالها هم أبناء الصحراء الشعراء، فالشعر لم يسبق هنا، ولكنه تميز عن الحكاية باستثماره جمال الصحراء في الوصف والاستعارات، وتوظيف المجاز في التعبير عن الأشياء التي لا يرغب في البوح بها. والشعر أيضاً خدم الحكاية في ابتكار اللغة والتعابير والاستعارات والتشويق. أمر بديهي • في الأعمال الروائية الخليجية الأخيرة انتشرت تقنية النهاية المفتوحة، أهي محاولة لإشراك القارئ في العمل؟ •• هناك نهايات مفتوحة بديهية، تعتمد على وجهة خط الأحداث وقوة رسم الشخصيات وبالتالي يسهل توقع ما سيحدث في ما بعد الكلمة الأخيرة، هذا هو الأفضل من وجهة نظري. فالنهايات التامة لا تشبه الحياة الحقيقية، إذ من مشاهداتنا للواقع نرى القصص تنتهي والحياة تستمر. في رواياتي الثلاث كانت النهاية بديهية مفتوحة، يمكن تخمين ما يحدث بعدها. • لسبب ما، يتكئ بعض كتّابنا على علاقاته الشخصية في ترجمة رواياته للفرنسية، الإنجليزية وغيرهما، ويدفع مقابلاً مادياً لذلك! أتظن أن هذا مجدٍ؟ •• لا أرى فيها بأساً؛ بسبب غياب مؤسساتنا الثقافية عن القيام بدورها الأساسي في خدمة الأدب المحلي والسعي لإيصاله إلى العالمية كما تفعل المؤسسات الغربية التي تتكفل بكل مصاريف ترجمة الكتب التي من لغتها. ورغم ذلك فالاعتماد على العلاقات الشخصية غير مجدٍ لأن دور النشر التي تأخذ مبلغاً نظير ترجمة وطباعة كتاب هي دور نشر صغرى، لن تهتم به مثل اهتمامها عندما يكون المشروع عن طريق مؤسسة حكومية تتابع خلفها. أما دور النشر الكبرى فلا تتقاضى مقابلاً للنشر، ولا تلعب العلاقات الشخصية دوراً في اختياراتها. علم نفس • بين الواقع والتجريب والمتخيل والتحليل تمكنت من نسج خيوط روايتك «ق. قاتل س. سعيد» ألا يحتاج هذا إلى إعداد مسبق وقراءات في علم النفس والفلسفة؟ •• أي رواية تقوم بدور الحياة الواقعية والناس الحقيقيين، يجب أن تكون بالضرورة قريبة من هذا الأمر قدر المستطاع، ولا سبيل لذلك إلا بالتجارب الشخصية وملاحظة الحياة من حولنا وقراءة كتب السير الذاتية، وكتب التاريخ وكتب الدراسات في علم النفس التحليلي والروايات أيضاً، ليكون الكاتب قادراً على نسج خامة قريبة جداً من الواقع بكل تفاصيل نسيجه؛ وهذا هو الذي يصنع قوة التأثير في الروايات التي تغير طريقة تفكيرنا. • في «ق.قاتل» أيضاً استعرت نسق البناء البوليسي المشغول بتفكيك الجريمة حتى يصل إلى المجرم كي تفكك بنية المجتمع في مرحلة ما بعد الغزو العراقي للكويت، برأيك هل الأدوات الفنية مجرد تعبير جمالي شكلي؟ أم أنها شريكة في بناء النص؟ •• الأدوات الفنية أو تقنيات الرواية لا بد أن تضيف بعداً جمالياً للرواية وإلا سوف تكون عبثاً يجعل الرواية تائهة. فالجمال أساساً فيها، وأيضاً يستحب أن تعبر عن معنى الرواية بشكل غير مباشر، وهذا يعتمد على الفكرة وما تتطلبه وقدرة الكاتب على الاستفادة منها. فالأصل فيها أنها طريقة عرض الحكاية بأفضل شكل يخدم الفكرة. كتابة المكان • تنطلق بمشروعك الروائي من المحلي، دون أن تعطي صفة جامدة للمكان، أهي محاولة لتوسعة مكان الحدث ومحو محليته؟ •• في كل رواية أحرص على أن يدخل المكان في بناء الحدث وتصاعده والتعبير عن نفسية الأبطال في ما يرونه أمامهم من أجزائه. المحلية هي الأساس في كتابة المكان؛ كل الكتاب الكبار انطلقوا من محليتهم، لكن في كتابة المحلية يجب على الكاتب أن يكتب بطريقة تجعله يعيش أحداثه وليس كمشاهد فقط؛ فالقارئ ليس دائماً يعرف عن بيئة المكان الذي حدثت به القصة. الصعوبة هنا تكمن بكيف تجعل من المحلية عالمية، وهذا أمر تعلمته من تكرار قراءة روايات نجيب محفوظ وماركيز. • «ذكريات ضالة» و«ق قاتل.. س سعيد» انطلقت فيهما من منطقة تكاد تكون بكراً في صنع الحدث الروائي وهي مرحلة المراهقة، أهذا مخزون ذاكرة أم مرحلة غارقة بالشغب كوّنت لك أرضية صلبة للانطلاق؟ •• لا يوجد من يكتب خارج مخزون الذاكرة، نحن إما عشنا الحدث أو شاهدناه، قرأناه أو سمعنا عنه، ومن يقول غير هذا يكتب روايات قريبة جداً من مبالغات المسلسلات التي يراها، أو خليطاً من الروايات التي قرأها. التجربة الحياتية هي المعين الأول للكتابة، ولديّ تجربة مراهقة جيدة، ككل أبناء جيلي، قبل أن تغزو الشاشات اللوحية البيوت وتحبس الأولاد في عالم مفترض باهت. فمن السهل أن أتحرك في هذه المنطقة بحرية فقد خضت كل تفاصيلها. اكتمال الوهم • في (ق.قاتل..) ثمة عوالم زمنية متباينة، طقوس وأماكن تسهم في اكتمال الوهم، أيمكننا صنع واقع من وهم يمكن إقناع المتلقي بحقيقته؟ أم أردت تحطيم الأوهام ذاتها؟ •• هذا هو مقياس الرواية الجيدة، هو مدى شعور القارئ بأن أحداثها حقيقية، حتى لو كانت غير ممكنة التحقق. وإحدى الأفكار التي أردت إيصالها هي أن حياتنا في بعض من أجزائها مبنية على وهم، فلا بد أن نعيد النظر فيها. • كأنك أردت القول في (ق. قاتل..) إن صراع الإنسان مع محيطه يتحول إلى صراع مع ذاته أحياناً؟ •• أو بمعنى آخر محيط الإنسان هو الذي يصنع ذاته. • هل استطعت جر جمهورك الشعري إلى عوالمك السردية؟ •• لم أحرص على هذا الأمر، الشأن عندي هو جودة الرواية، أما الجماهيرية فلا أرفضها ولكنني لا أجتهد لأجلها. • في عمليك الأوليين سقطتَ ضحية لسطوة الرقيب، وبقيت صامداً، لكن ما سلبيات هذا الفعل على عمل المبدع إذا كان المنع يساهم في انتشار العمل أيضاً؟ •• استمررت أكتب مثلما كنت أكتب، لم يكن بوسعي غير الاستمرار، فلو توقفت لربما لن أعود مرة أخرى للكتابة. كان الأمر كما لو أنه يأتيك الصد ممن تنتظر منهم القبول، علماً أن الروايتين مُنعتا فقط في الكويت وهما مفسوحتان في كل دول العالم، وتم فسح «طعم الذئب» أخيراً. وعن تجربتي في المنع، نعم المنع أسهم في انتشار «ذكريات ضالة» لكنه أضر بانتشار «طعم الذئب» محلياً؛ أن يسألك قراء من وطنك عن كتابك ستحس بألم عندما تقول إنه غير متوفر محلياً. جيل روائي • في الكويت برز عدد من الشباب في كتابة الرواية، منذ أعمالهم الأولى، بشكل يفوق أقرانهم العرب، برأيك ما السبب الذي رسم هذا التفوق؟ •• ليس لدي تفسير، فعلاً في الكويت الوضع اللافت هو أن عدد كتّاب الرواية المجيدين، بالنسبة إلى عدد السكان، أعلى من بقية الدول، أقول هذا بالرغم من رفضي لهذا التقطيع الدولي في الأدب، فأنا مع جودة الرواية ولست مع جنسية كاتبها. • لكن هل تغيرت نظرة القارئ العربي للمبدع الخليجي الآن؟ •• نعم، ومرة أخرى، أنا لا أرى جنسية المبدع بل إبداعه. المبدع الخليجي صار في رأس قائمة الكتّاب المفضّلين لدى القارئ العربي، وعلينا أن نشكر الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» على هذا الإنجاز، فلولاها لما سُلط الضوء على الكاتب الخليجي. • في مجموعتك القصصية «الديوانية» كان ثمة مشاهد ومضامين تصلح بامتياز أعمالاً تلفزيونية، لكنك لم تعرضها على أحد.. ما السبب؟ •• ربما لأنني غير مهتم بالتلفزيون. في «الديوانية» سعيت إلى التجريب، في محاولة لدمج القصة مع الحكاية الشفهية، لهذا لم أرجع إليها مذ نشرتها سنة 2011، ولا أمانع من تحويلها إلى عمل تلفزيوني شرط أن يتم إخراجها بشكل محترف. العربية.. والخليجية! • هناك من يرى أن النشر خارج الخليج له سلبياته كون دور النشر العربية لا تعطي المبدع حقه المادي ولا تهتم بعمله بشكل مريح.. ما رأيك؟ •• إن عالم النشر في الدول العربية مقارنة بعالم النشر في الغرب يعتبر متأخراً مئة عام، فدور النشر العربية -بكامل الأسف- تبحث عن الربح فقط، وهذا حقها، لكن الذي ليس من حقها هو أنها تبحث عن ربحها فقط ولا تعطي الكاتب حقه من الترويج والاهتمام الإعلامي.. واللافت أن دور النشر الخليجية الآن تنافس الدور العربية العريقة بقوة على ثقة القارئ، ولديّ تجربة عربية وتجربة خليجية، لا أستطيع التعميم لكن تجربتي الخليجية أفضل بكثير.