في استفزاز متواصل للرئيس التونسي قيس سعيد الذي يشترط استقالة الحكومة، جددت حركة النهضة تمسكها ودعمها لرئيس الوزراء هشام المشيشي، في خطوة من شأنها إغلاق آفاق الحل السياسي. وقال الناطق الرسمي باسم «إخوان تونس» فتحي العيادي في تصريح لإذاعة «موزاييك»، اليوم (الاثنين)، إن المبادرة التي عرضها رئيس البرلمان راشد الغنوشي على الرئيس قيس سعيد «لا تحمل في طياتها التخلي عن رئيس الحكومة»، معتبرا أن «هذه الحكومة لا يجب أن تسقط في هذه المرحلة». وطرح الغنوشي أخيرا مبادرة على قيس سعيد يدعوه فيها لعقد لقاء بين الرئاسات الثلاث للبحث عن توافقات تنهي الأزمة السياسية. ورجحت مصادر تونسية عدم تجاوب الرئيس مع هذه المبادرة إذ إنه يريد استقالة الحكومة وليس فقط انسحاب الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات فساد وتضارب مصالح، وفقا لما أكده الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي. وكشف الطبوبي في حوار مع الإذاعة التونسية، اليوم، أن الأزمة الحقيقية هي بين الرئيس قيس سعيد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي حول الصلاحيات وليس بين سعيد والمشيشي. في غضون ذلك، تستعد حركة النهضة لتنظيم احتجاجات بعد أن دعت أنصارها إلى المشاركة بكثافة في المظاهرة التي ستنظمها السبت القادم لدعم الحكومة والبرلمان وحماية الدستور -كما تزعم- في خطوة تصعيدية قد تنقل الصراع السياسي إلى الشارع، وهو ما سوف تكون له تداعياته السلبية. ووصف النائب حاتم البوبكري، دعوة النهضة إلى التظاهر بأنها «بدعة»،لافتا إلى أن المتعارف عليه أن الشارع هو ملك المعارضة خلال الأزمات السياسية وليس للأطراف الحاكمة، وحذر من لجوء «النهضة» إلى استخدام سلطة الشارع لاستعراض القوّة وتصفية حساباتها مع الرئيس بعد انسداد المنافذ السياسية أمامها، مؤكدا أنه «أمر خطير، قد يقود إلى الفوضى والحرب الأهلية». ورأى أن حل الأزمة السياسية «يتمثل في استقالة المشيشي الذي اختار الارتماء في أحضان النهضة».