وسط أجواء تفاؤل وترقب للفرح من قبل أبناء المملكة ودول الخليج العربي بعودة الوئام ورأب الصدع في الجسد الخليجي الواحد، عقدت قمة العلا قمة لمّ الشمل في مدينة عروس الجبال، وكما هي عادة الأيام والليالي فلا يدوم كدر طويل ولا توجد خصومة أبدية ولا يوجد توافق أو انسجام خالد، ومثلما هو معروف في المشهد السياسي أيضاً فلا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، وتمثل حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ثقلاً إقليمياً مهماً يخولها ممارسة أدوار طليعية كبيرة وتسير على نهج معتدل يراعي المصالح المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الشقيقة، وأتت قمة لمّ الشمل في وقت استثنائي مهم ومنعطف سياسي محاط بالتحديات، وهي قمة كما وصفها ولي العهد بأنها جامعة للكلمة موحدة للصف تُتَرجم من خلالها تطلعات العاهل السعودي وإخوانه قادة دول المجلس في لمّ الشمل. تظل العلاقات بين الدول محكومة بالمصالح المشتركة، لكن ما يميز علاقات دول مجلس التعاون الخليجي أسمى وأعمق من مفهوم المصالح السياسية والاقتصادية، فالرابط بين الأشقاء قواسمه المشتركة كثيرة؛ ومنها الدين والدم والعروبة والرحم والنسب. والعمل السياسي بين الدول الشقيقة له ظروفه الخاصة وللسياسة أهلها المختصون بها؛ سواء في المؤسسات الدبلوماسية في تلك الدول أو حتى في غيرها.. وأجدني حائراً مندهشاً من تدخل بعض المغردين على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وانشغالهم بتفاصيل خاصة في الشأن الداخلي السعودي أو الشأن الداخلي القطري مما قد يضر أو يسيء بقصد أو بدون قصد في العلاقات بين الدول الشقيقة. ترى لماذا يشعر ذلك المغرد وكأنه مطالب بالتدخل أو التعبير عن رأيه بما يدور في عوالم ودهاليز السياسة. وما أن تلقت الأوساط الخليجية خبر فتح الحدود والمنافذ والمعابر بين السعودية وقطر حتى بدا البعض غير مبتهج بل ومصابا بالصدمة والدهشة والاستغراب، حيث انعكست على تغريدات لا يمكن تفسير اتجاهاتها سوى أنها لا تريد الخير والرخاء للشعبين الشقيقين، فالشعوب بكافة أطيافها لاعلاقة لها بالخلاف السياسي الذي ربما يتعرض لسحابة صيف في يوم ما.. وليت الأحبة الذين أشعلوا (تويتر) بتغريداتهم عن الخلاف الذي أصبح من الماضي بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة وأنا هنا لا أقصد الحسابات المجهولة أو الموجهة من دول معادية بالمنطقة بل الحسابات المعروفة.. ليتهم يتوقفون ويقدمون مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين قبل كل شيء. كاتب سعودي ALOKEMEabdualrh @