كشف مصدر خليجي ل «الشرق» أن قمة الدوحة ستقرُّ «قيادة عسكرية مشتركة» بين دول مجلس التعاون يكون من مهامها تنسيق الحرب على المتطرفين مع الولاياتالمتحدة التي تقود هذه الحرب، ومع الدول الأخرى المشاركة. ووصف المحلل السياسي عرفان نظام الدين القمة الخليجية ب «الجديدة»، وبأنها تتميز بأهمية خاصة واستثنائية لعدة اعتبارات، مشيراً إلى أنها تعقد في ظروف استثنائية حرجة لا تمر بها دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، بل الدول العربية كلها، والعالم بأسره يعيش على أصداء تفاعلاتها الخطيرة. وقال نظام الدين إن قمة الرياض أزالت أسباب الخلافات بين دول المجلس وأعادت اللحمة إلى مجلس التعاون للاتفاق على تفعيل قراراته وتوحيد الصف في وجه العواصف. ولفت نظام الدين إلى أن قمة التعاون الخليجي التي ستعقد في الدوحة غداً لبَّت النداء التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل تحقيق التضامن الخليجي والعربي، وإزالة أسباب انهيار العمل العربي المشترك والفرقة والتشرذم، ونزع صواعق التفجير التي تسببت فيها الأزمات في عدة دول عربية. واستطرد نظام الدين بأن هذه القمة هي الأولى التي تعقد بعد بدء الحرب الدولية على الإرهاب؛ ولهذا ينتظر منها قرارات حاسمة للعمل المشترك في مواجهة هذه الآفة، وفي ظل ظروف اقتصادية ومالية عصيبة نتيجة لتراجع أسعار النفط بنِسَب كبيرة، مما يستدعي قرارات موحدة لمواجهة التحديات وإيجاد حلول لتداعيات الانخفاض على صعيد المنطقة ودول المجلس. وبيَّن عرفان نظام الدين أن دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية لحضور القمة الخليجية تكتسي أهمية خاصة هذه السنة؛ لأنها تأتي في ظل أوضاع عربية خطيرة وحالة ضياع وفرقة وحروب عبثية وتمدد للنشاطات الإرهابية. وأكد أن ما يهم هو تفعيل بنود المبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لِلمِّ الشمل وإزالة الخلافات ورأب الصدع في الصف العربي. وتلبية نداء الملك عبدالله تتطلب جهوداً موحدة لتحقيق أهدافها، وأولها إعادة توفير الأمن القومي العربي، ومواجهة المطامع، ونصرة الشعب الفلسطيني في وجه التآمر الصهيوني، وتأكيد وجوب الدفاع عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك. يضاف إلى كل ذلك مسائل مهمة مثل العلاقات مع إيران، ومواجهة واقع الحوار أو المقاطعة، إضافة إلى قضية اليمن الحساسة بعد سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، ومخاطر وقوع حرب أهلية على الخاصرة الخليجية، إضافة إلى الوضع في مصر وسوريا، ومواصلة جهود الوساطة بين مصر وقطر. وقال المحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان إن «المصالحة أتت لتفادي تشقق مجلس التعاون» والسماح بانعقاد القمة السنوية في موعدها ومكانها، أي في الدوحة. وأكد المحلل أن «الضغط الأمني هو العنوان الحقيقي لهذه القمة سواء كونها تنعقد في ظل مشاركة دول الخليج في الحرب أو قلقها إزاء أمنها الداخلي وضرورة تنسيق التعاون الأمني». مشيراً إلى وجود «توافقات خليجية» في عدد من المواضيع السياسية، لاسيما الملف السوري الذي «لم يعد موضوع خلاف سعودي قطري»، وأكد أن «المصالحة تحتاج إلى اختبار». وقال إن طريقة التعامل مع الخلافات قد تصبح أقل حدة، لكن «الخلافات ما زالت موجودة حول موضوع التعامل مع مصر والنظرة إلى الدور الإيراني». وقال الخبير الاقتصادي السعودي عبدالوهاب أبو داهش إن «الدول الخليجية لديها القدرة المالية للصمود سنتين إلى ثلاث سنوات» في ظل تراجع أسعار النفط؛ حيث جمعت هذه الدول احتياطات مالية تقدر ب 2450 مليار دولار راكمتها خلال السنوات الأخيرة بفضل ارتفاع أسعار الخام.