تفاعل عدد من الموسيقيين مع قرار إصدار أول رخصتين للتدريب الموسيقي في المملكة والذي أعلن عنه الأسبوع الماضي وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان ضمن الإطلاق التجريبي لمشروع تأسيس المعاهد التدريبية المتخصصة في مجالات الثقافة والفنون، مشيدين بالتعاون المميز بين وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، الذي من شأنه المساهمة في دعم المواهب السعودية وتنمية القدرات الفنية والثقافة الوطنية. فن مواكب عبّر الموسيقار جميل محمود عن سعادته بهذا القرار الذي سيغني الموهوبين وطلاب الموسيقى مستقبلاً عن السفر إلى الخارج، إضافة إلى مساهمة مثل هذه المعاهد في تحقيق أحلام الأجيال السابقة التي كانت تتطلع إلى ذلك. وقال: «بدأنا نرى تحقيق آمالنا وأمنياتنا في الجوانب الفنية، بفضل ما تقدمه وزارة الثقافة من جهود ملحوظة لتحقيق رؤى وتطلعات الحكومة الرشيدة لجعل الفن والثقافة واجهة حضارية للمملكة». وأضاف: من المعروف أن الفن هو لغة الشعوب، وقد قيل قديماً: «إذا أردت أن تعرف شعباً، فاستمع لموسيقاه»، لذلك فإن الاهتمام بتدريب الموهوبين وتعليمهم الأسس العلمية عن كيفية العزف على الآلات الموسيقية، سيجعل من الفن السعودي مواكباً لمستوى ما يقدمه فنانو العالم. وشدد الموسيقار محمود على ضرورة الاهتمام بالعزف على الكمان، لتمكين الفرق الموسيقية من التطور، وتقديم المستوى المطلوب لتصدير ما تتمتع به المملكة من فلكلور وتراث تزخر به مناطقها الشاسعة. محتوى لائق من جهته، ذكر المؤرخ والناقد الفني يحيى زريقان أن القطاع الموسيقي في المملكة كان ينتظر مثل هذا القرار لأهميته في تنظيم النشاط، وإعداد العازفين والموسيقيين وتأهيلهم بشكل مهني. معتبراً التراخيص الجديدة خطوة مهمة على طريق النجاح لتنظيم العمل في القطاع الموسيقي الذي يحظى بمتابعة كبيرة من قبل الجماهير المحلية والعربية، «لذلك ننتظر انخراط المواهب الشابة لتعلم العزف وفق الأسس العلمية والمهنية المتعارف عليها، والمعايير والضوابط العالمية المعمول بها»، مؤكداً أن المعاهد ستساهم في إنشاء فرق موسيقية وطنية في كافة أقاليم المملكة، وذلك يعود لما تقوم به وزارة الثقافة من جهود جلية تعد لمرحلة جديدة لإنتاج محتوى لائق بالمقدرات الفنية التي تزخر بها المملكة. عمل ممنهج وأوضح الباحث ومدرب الموسيقى يحيى مساوى أن إصدار تراخيص تتعلق بإدراج معاهد موسيقية وفنية أمر يساهم في التطور الفني «باعتبار المعاهد هي البناء الحقيقي للعمل الموسيقي الممنهج، الذي يعمل على تطوير الذات بشكل علمي دقيق، بعيداً عن الاجتهادات الشخصية التي لا يمكن أن توصل ممارسيها لمرحلة الاحتراف». وشدد على ضرورة التقييم لمحتوى ما يطرح من قبل المعاهد، للمساهمة في تحقيق الأهداف المرجوة من إطلاقها، في تخريج عازفين متمكنين يساهمون في إنتاج الأعمال المشرفة التي ترفع من قيمة الفن السعودي. مواهب تواقة وأكد المشرف على قسم الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون بالدمام سلمان جهام أن من أهم روافد تطوير الحركة الموسيقية والغنائية في المملكة، إقامة معاهد وأكاديميات متخصصة في مجال تدريس وتدريب الموهوبين فنياً، لبناء جيل واعٍ يقدم فناً يمثّل التاريخ والثقافة والإرث الذي انبثق من هذه الأرض. وقال: «نتمنى من المستثمرين الحقيقيين الواعدين الاستفادة من هذه الفرصة لنرى أكثر من معهد للنهوض بحركة موسيقية جادة، تلم من خلالها شمل الموسيقيين، لتزداد بعدها الاستوديوهات ويصبح إنتاجنا ذاتياً من دون الحاجة للسفر إلى الخارج لتسجيل مقطع أو كوبليه بجودة عالية، خصوصاً أن مناطق المملكة تزخر بالمواهب، وهم تواقون لمثل ذلك، كون إنشاء معاهد موسيقية سيثري الساحة الفنية، وسيجد الموسيقيون مكانهم الحقيقي الذي يؤدون دورهم فيه بكل احترافية ومهنية».