بين الثغر ودار الحنان، وجد تعليم الموسيقى في السعودية نفسه محبوساً لأعوام عديدة قبل أن يعلن وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان عودة تعليم الموسيقى عبر تغريدة في حسابه الرسمي على «تويتر»، دعا من خلالها المهتمين في القطاعين الخاص وغير الربحي لتقديم طلبات تراخيص المعاهد في المجالات الثقافية المختلفة، على منصة متخصصة ستبدأ عملها بعد 90 يوماً. نحو عام فصل بين تغريدة للأمير بدر بن فرحان حملت جملة «أيام جميلة ستعود»، أرفق فيها صورة لعدد من طلاب مدرسة الثغر بجدة، وبين إعلانه الترخيص لمعهدي موسيقى في السعودية. أكثر من 60 عاماً مرت على أولى حصص تعليم الموسيقى في السعودية داخل مدارس الثغر في جدة بعد إطلاق مديرها محمد عبدالصمد فدا معارض للفن التشكيلي وليالي موسيقية، وإدخاله تدريس الموسيقى ضمن المناهج الدراسية لطلاب مدرسة الثغر الذين وقفوا في تلك الأيام في استقبال العديد من الشخصيات العالمية خلال زيارتهم السعودية بعدتهم وعتادهم الموسيقي. ويأتي إصدار الرخصتين للمعاهد الموسيقية ضمن الإطلاق التجريبي لمشروع تأسيس المعاهد التدريبية المتخصّصة في مجالات الثقافة والفنون، الذي تعمل عليه وزارة الثقافة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهيئة تقويم التعليم والتدريب، لتمكين ودعم المواهب السعودية وتنمية القدرات الثقافية والفنية، إضافة إلى تطوير الصناعة الفنية عبر إيجاد فرص تعليمية وتدريبية في مختلف التخصصات الإبداعية. من جانبهم، شدد مختصون في الموسيقى والفنون على أن قرار إصدار أول رخصتين نقلة نوعية في الموسيقى، كونه سيمنح المواهب فرصة تنمية مهاراتهم، وسيقضي على الفوضى في تعليم الموسيقى، مشيرين إلى أن الإبداع في العزف على الآلات الموسيقية مرهون بمعرفة العازف بالأحرف الموسيقية و«النوتة».